على غرار رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، حذر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن "مأساة أفغانستان" يجب أن تدفع الأوروبيين إلى تجهيز أنفسهم بقدرة تدخل عسكري لمواجهة أزمات مقبلة تهدد العراق ومنطقة الساحل الإفريقي.

وقال بوريل في مقابلة صحافية نشرت أمس الأول إن "بعض الدول ستطرح تساؤلات عن الحليف الأميركي الذي لم يعد، كما قال الرئيس جو بايدن، يريد خوض حروب الآخرين، وليس هناك بديل للأوروبيين. يجب أن ننظم أنفسنا لمواجهة العالم كما هو وليس كما نحلم به".

Ad

وأضاف: "نقترح تزويد الاتحاد الأوروبي بقوة دخول أول قوامها 50 ألف جندي، تكون قادرة على العمل في ظروف مثل تلك التي نعيشها في أفغانستان"، لافتاً إلى أن "أوروبا لا تتحرك إلا عند الأزمات. وقد توقظها أفغانستان وحان الوقت لتزويدها بقوة عسكرية قادرة على القتال إذا لزم الأمر".

وكشف بوريل أنه سيزور العراق وتونس وليبيا في سبتمبر، مضيفاً "أن الأزمات المقبلة ستكون في العراق ومنطقة الساحل".

ووصف ما يحدث في أفغانستان بأنه "مأساة"، متسائلا: لمَ حصلت الأمور على هذا النحو؟ وقال: التقيت الرئيس أشرف غني في يوليو في طشقند. كان يشعر بالمرارة. أخبرني أنه من دون الدعم الجوي الأميركي لا يمكنه السيطرة على البلاد، ويجب عودة (الجنود) إلى كابول. وأضاف: لم يكن لديه الوقت لتطبيق هذه الاستراتيجية، والجيش الأفغاني رفض القتال مع أنه لم يكن ينقصه السلاح. انظروا إلى كمية الأسلحة التي تركت لطالبان. الجيش كان قد فقد الأمل وأشعر بأسف كبير للطريقة التي سارت من خلالها الأمور. لكنّ لم يسأل أحد الأوروبيين عن رأيهم.

وأمس الاول، أطلق رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال دعوة مماثلة عبر "تويتر"، شدد فيها على ضرورة أن يبحث الأوروبيون عن الوسائل الكفيلة التي تمكنهم من نشر المزيد من القدرات والتأثير بشكل إيجابي على العلاقات الدولية للدفاع عن مصالحهم.

وتجري مناقشة مشروع قوة التدخل بين وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي. وكانت دعوة الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون في 2018 لانشاء جيش أوروبي موحد لحماية القارة العجوز من الصين وروسيا واجهت انتقادات لاذعة من الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، كما واجهت رفضاً اورويياً خصوصاً من ألمانيا.