وساطة يابانية لاستئناف «فيينا» وأفغانستان قد تشكل «بوابة»

• شمخاني: وجود القوات الأجنبية يهدد أمن الخليج
• خامنئي يوافق على وزراء رئيسي للحقائب السيادية

نشر في 23-08-2021
آخر تحديث 23-08-2021 | 00:04
الرئيس إبراهيم رئيسي  مستقبلاً موتيغي في طهران أمس (أ ف ب)
الرئيس إبراهيم رئيسي مستقبلاً موتيغي في طهران أمس (أ ف ب)
سعى وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيغي، خلال زيارته لطهران، إلى التوسط من أجل دفع المسؤولين الإيرانيين لاستئناف مفاوضات فيينا النووية المتوقفة، في حين كشف رئيس البرلمان أن المرشد علي خامنئي وافق على مرشحي الرئيس إبراهيم رئيسي لتولي الحقائب السيادية قبيل التصويت على منح الحكومة الجديدة الثقة.
أكد مصدر في الخارجية الإيرانية لـ "الجريدة"، أن وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيغي حمل عرضاً للوساطة، خلال زيارته التي قام بها لطهران أمس، من أجل إعادة استئناف مفاوضات فيينا النووية، ونقل رسالة من الأميركيين للإيرانيين.

وقال المصدر، إن الرسالة التي نقلها موتيغي تفيد بأن الحكومة الأميركية تفضل مفاوضات مباشرة بينها وبين إيران، سرية كانت أو علنية، مع الاستعداد لرفع العقوبات حسب ما تم الاتفاق عليه خلال جولات التفاوض الست السابقة في فيينا، وضمان تعليق باقي العقوبات التي تعرقل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وأفاد بأن موتيغي شدد على أن الإيرانيين يجب أن يتفهموا أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تستطيع، في ظل الظروف الحالية، رفع جميع العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب أو "الكونغرس" على خلفية أسباب تتعلق باتهامات دعم طهران لـ "الارهاب"، أو تدخلاتها التي تزعزع أمن المنطقة، أو برنامجها الصاروخي، لكن إذا ما كان هناك تعاون جدي بين البلدين في حل الأزمات الإقليمية فإن البيت الأبيض سيسعى جاهداً لكي يقر "الكونغرس" المقبل رفع باقي العقوبات. وأوضح المسؤول الياباني لطهران أن إصرارها على رفع جميع العقوبات سيعرقل التوصل إلى اتفاق ويضر بمصالحها.

تفاهمات سابقة

وحسب ما قاله المصدر، فإن الوزير الياباني أصر على السفر إلى طهران، قبل تسليم نظيره الإيراني محمد جواد ظريف مهمته لحكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، للقاء المجموعة القديمة والمجموعة الجديدة التي ستشرف على المفاوضات مع الغرب على أساس أن هناك تفاهمات شفهية تمت بين ظريف ونظيره الأميركي الأسبق جون كيري، إذ تصر الإدارة الأميركية الحالية على تفعيل هذه الاتفاقات مع ضرورة أن تلتزم بها الحكومة الإيرانية المرتقبة.

وأشار المصدر إلى أن التفاهمات ترتكز على إلزام إيران بوقف إنتاج صواريخ بالستية بعيدة المدى، مع الاكتفاء بما حققته من تطور في هذا المجال، ووقف إجراء تجارب جديدة على صواريخ بالستية، بالإضافة إلى التعاون مع الغرب في حل أزمات المنطقة، ووقف تدخلاتها في شؤون دول الإقليم، وطمأنة المجتمع الدولي بالنسبة لبرنامجها النووي والتسليحي مقابل تعهد الولايات المتحدة بالعمل الجاد على رفع جميع العقوبات، والسماح بإعادة إيران للمجتمع الدولي، ووقف أي تعاون مع التنظيمات الإيرانية المعارضة.

وفي الرسالة، التي نقلها الوزير الياباني، طلب من إيران التعاون مع المجتمع الدولي في مساعدة أفغانستان، وفتح الأجواء والمعابر البرية للسماح بإجلاء الأميركيين وعناصر حلف شمال الأطلسي "الناتو" والمتعاونين معهم عبر أراضيها.

وأوضح المصدر أن موتيغي أكد أن الأميركيين مستعدون أن يسمحوا لليابان بالإفراج عن الأرصدة الإيرانية الموجودة لديها، والتي تقدر بنحو 15 مليار دولار، مقابل التعاون الإيراني والإفراج عن معتقلين أميركيين في سجون إيرانية.

وذكر موتيغي أن واشنطن مستعدة للسماح لليابان بالعودة لشراء واستيراد النفط الإيراني، إذا ما أبدت الحكومة المقبلة نوايا جدية بالعودة لمفاوضات فيينا، والوصول إلى حل يرضي الجميع.

رئيسي وشمخاني

إلى ذلك، شدد الرئيس الإيراني، خلال لقائه موتيغي، على ضرورة الإفراج عن أرصدة إيران المجمدة في طوكيو.

وقال رئيسي إنه "على الولايات المتحدة أن تقنع الرأي العام العالمي بخصوص عدم التزامها بالتعهدات المنصوصة في الاتفاق النووي"، مشيراً إلى أن "الغطرسة الأميركية تهدد حرية الشعوب واستقلالها وهويتها".

وأكد رئيسي، الذي تتهم بلاده بالوقوف وراء سلسلة هجمات واعتداءات بحرية قرب مضيق هرمز الاستراتيجي، أن "إيران تعارض أي محاولات لزعزعة أمن المنطقة، لا سيما أمن المياه الإقليمية".

في موازاة ذلك، حذّر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني من أن "وجود القوات الأجنبية في الخليج يزعزع الاستقرار والأمن المستديم في المنطقة".

وقال شمخاني، خلال استقباله موتيغي، إن "صون الأمن في الممرات المائية الدولية من الاستراتيجيات الرئيسية لإيران".

واستعرض شمخاني توجهات إيران تجاه الاتفاق النووي، واعتبر خرق الالتزامات من جانب أميركا وخروجها غير المسؤول من الاتفاق النووي عام 2018 واستمرار سياسة ترامب من حكومة بايدن، أنها تشكل السبب الأساس وراء الظروف الراهنة.

وأضاف: "إن السبيل للخروج من هذا الطريق المغلق الذي أوجدته أميركا هو ضمان حقوق الشعب الإيراني المشروعة".

ورأى أن نقل إدارة ترامب إسرائيل من القيادة الأوروبية للجيش الأميركي إلى القيادة الوسطى "سنتكوم" التي تشمل الشرق الأوسط "مثالاً حقيقياً" في استمرار سياسات واشنطن المزعزعة للاستقرار والمثيرة للتوتر.

قاليباف والبرلمان

من جهة أخرى، نُقل عن رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف قوله أمس، إن المرشد الأعلى علي خامنئي وافق على مرشحي الرئيس إبراهيم رئيسي، لشغل حقائب الأمن والدفاع والسياسة الخارجية.

وقال قاليباف إن خامنئي مسؤول عن قضايا الأمن والدفاع والسياسة الخارجية.

وأفاد عضو البرلمان غلام رضا منتظري بأن وزراء الخارجية والداخلية والصحة والاقتصاد الذين اقترحهم رئيسي اجتمعوا بأعضاء اللجنة الثقافية بالبرلمان الذي من المنتظر أن يصوت على منح الثقة للحكومة الجديدة بعد غد.

نفي إيران

في سياق منفصل، فند المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، أنباء عن مقتل مستشار إيراني في منطقة صرواح التابعة لمحافظة مأرب وسط اليمن.

وأعلنت الوزارة، في بيان، أن زادة أكد في تصريحات أنه "لا يوجد أي مستشار عسكري إيراني على الأراضي اليمنية"، واصفاً إعلان الحكومة اليمنية عن مقتل مستشار إيراني بأنها "ادعاءات واهية".

● طهران - فرزاد قاسمي

«الخارجية» الإيرانية تنفي إعلان الحكومة اليمنية مقتل مستشار إيراني في مأرب
back to top