«طالبان» وأحمد مسعود... سباق بين الحرب والمفاوضات
20 قتيلاً في فوضى مطار كابول... وواشنطن تستعين بطائرات مدنية
في وقت لا يزال التركيز الدولي منصباً على متابعة الفوضى الشاملة بمطار كابول، الذي يشهد عملية إجلاء ضخمة لآلاف الأجانب والأفغان بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية، اتجهت الأنظار إلى وادي بنجشير، آخر معقل خارج سيطرة الحركة، والذي يتحصن فيه أحمد مسعود، نجل القائد السابق أحمد شاه مسعود، ونائب الرئيس الأفغاني آمر الله صالح، الذي أعلن نفسه رئيساً شرعياً للبلاد، وقوات حكومية من مختلف الولايات. وتصاعد التوتر غداة سيطرة قوات يعتقد أنها مرتبطة بأحمد مسعود على ثلاث مناطق منخفضة السكان في ولاية بغلان المجاورة. ورغم تمكن «طالبان» من استعادة السيطرة على واحدة من هذه المناطق من دون قتال، أمس، أشارت تقارير محلية إلى توجه تعزيزات كبيرة للحركة إلى المنطقة.
وبينما قال مسلّح من «طالبان»، في مقطع فيديو، إن «مسعود مُنح مهلة 4 ساعات للاستسلام» وتسليم بنجشير للحركة، ذكر الأخير في تصريحات لقناة «العربية» أنه «إذا رفضت طالبان الحوار فلا مفر من الحرب»، مؤكداً في الوقت نفسه أنه يريد التفاوض لا القتال، وأنه ليست لديه مشكلة مع حكومة تشارك فيها الحركة لكن لابد من إجراء مشاورات مع كل الأطراف.وأضاف مسعود أن وادي بنجشير لن يتم تسليمه إلى «طالبان»، و«إذا حاولت السيطرة عليه بالقوة فنحن مستعدون للمقاومة»، محذراً من أنه «إذا حاولت طالبان فرض فكرها فإن ذلك مخالف للشريعة». وأكد مسعود أنه «مستعد للدفاع عن بلاده»، لكنه حذّر، في الوقت ذاته، من إراقة الدماء، مشيراً إلى أن أفغانستان على شفا كارثة إنسانية.وكان مسعود، أكد في حديث صحافي نُشر أمس، أنّه مستعد للمسامحة في دماء والده الذي اغتاله تنظيم «القاعدة» قبل أيام معدودة من هجمات 11 سبتمبر 2001؛ لإعطاء السلام فرصة.ويبدو أن سباقاً يجري بين محاولات التوصل إلى اتفاق سياسي وبين الاشتباك، فقد نقلت «الجزيرة» عن مصادر في «طالبان»، أن الحركة فتحت قنوات اتصال مع مسعود، وتستعد لإرسال وفد إلى بنجشير، لإجراء حوار حول الشروط التي وضعها لتسليم المنطقة سلمياً للحركة. وأعلنت موسكو أنها نقلت عرضاً من «طالبان» لوادي بنجشير، بنيتها للحوار والتوصل إلى اتفاق سياسي مع مسعود.وتسلط طريقة تعامل الحركة مع تحدي مسعود، الذي ينتمي إلى الأقلية الطاجيكية (نحو 10% من السكان)، الأضواء على مدى استعدادها لتقديم تنازلات سياسية، وتشكيل حكومة تمثيلية. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس، أن 7 مدنيين أفغان قتلوا في أعمال فوضى وقعت في محيط مطار كابول.ويؤكد سقوط الضحايا، الذين ارتفع عددهم منذ أسبوع إلى 20 قتيلاً، يأس كثيرٍ من الأفغان ممن عملوا مع القوات الدولية خلال العقدين الماضيين أو عملوا في مجالات مثل حقوق الإنسان، ويخشون على حياتهم، إذ يحاول كثيرون الدخول أو إدخال أفراد عائلاتهم إلى المطار.