قال الفنان ناصر المانع، إن مسيرته الغنائية تنوعت بين أعمال لكبار المطربين والمدارس الفنية الخالدة بالموسيقى والغناء، وبين أعماله الخاصة التي تنوعت بين التراثية والعصرية، مؤكدا أنه فخور بما قدمه من أعمال، وخصوصا غناءه أعمال القامة الفنية الكبيرة أبوبكر سالم، ويعتبر ذلك تحدياً لنفسه.جاء ذلك في لقاء فني مباشر عبر برنامج "حنان والسلام" من تقديم المذيعة حنان المطوع وإخراج عبدالرازق عرفاني، وتم عرضه بتقنية "برودكاست" على موقع اليوتيوب، ومواقع التواصل الاجتماعي، وحظي بنسبة مشاهدة مرتفعة بين المتابعين.
الفن اليمني
وأوضح المانع أن الفن العدني أو اليمني يعود لحضارة اليمن العريقة، التي تتميز بألحانها البسيطة ودقة الكلام وجمالياته، وهو سر تميز الأغنية اليمنية حتى الآن، بل تعتبر منهلا رئيسيا لصناع الكلمة واللحن العربي.وأضاف المانع: "استمتعت بأداء أعمال الراحل العملاق أبوبكر سالم، والكويتي يوسف المطرف، كما يعتبر الفنان اليمني محمد جمعة خان مدرسة لكل فنان بمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية، وحتى في مصر وإندونيسيا هناك من يتغنى بأعماله، وألحانه التي هي أساس للألحان الحالية".واستطرد: "تربيت على الأغاني اليمنية، فهي قريبة من القلب، ولا أعتقد أن هناك فنانا أمسك بالعود وعزف عليه دون أن يمر بالأعمال اليمنية الخالدة والرصينة التي تمس الروح، إذ كنت أغني للفنان أبوبكر سالم منذ 18 عاما، وكنت أعزف العود لأني اعتقدت أنه أساس للغناء، وكان أبي يشجعني على عزف أعمال فريد الأطرش، وكان يحفزني بقوله، إذا لم تعزف للأطرش أو أم كلثوم فلن تتميز".كل الألوان
وأكد أنه لم يقيد نفسه في قالب معين، ورغم عشقه وإجادته للفن اليمني فإنه حرص على تقديم كل الألوان، معتبرا أنه ليس عيبا أن يكون لكل فنان مدرسة، وأن يطور نفسه. وأشاد بتجربة الفنانين عبدالله الرويشد وعبدالكريم عبدالقادر ونوال، وأن كلاً منهم له مدرسة، مؤكدا: "أنا أحببت أن تكون لي مدرستي أو خطي المختلف وهو الفن العدني الأصيل، لأن كلامهم حساس جدا ويدخل إلى القلب مباشرة، مع وضع بصمة على أعمال خاصة بي صُنعت من أجلي".وتخلل اللقاء عزف المانع وغناؤه عددا من أغنيات الفن العدني منها "يا سمار" و"يا زارعين العنب" لأبوبكر سالم، ومن الأعمال الحديثة "فدوة لك" للفنان سليمان الملا.الحفلات
وعن إقبال الجمهور على الأعمال التراثية أو العدنية بالحفلات، قال المانع: "الجمهور يطلب هذه الأعمال، ولذلك فأنا أقسم حضوري بالحفلات بين عدة أغنيات يمنية أو عدنية إلى جانب غناء أعمالي الخاصة أو الأغنيات المعاصرة".وحول أزمة الألبوم وتحديات مواقع التواصل الاجتماعي، ذكر أن "هذه المواقع بحر كبير الذي يستطيع الإبحار فيه ينجح بقوة، ومن لا يواكب التغيير والسرعة ينطفئ نجمه، وهذا سبب واضح في تراجع الألبومات، حيث يقول الفنان الآن، لماذا أجهد نفسي في عدة أغنيات، أكتفي بأغنية واحدة، تحقق صدى قويا، وما يترتب على ذلك من حفلات، وأصبح هذا النمط أكثر ربحية وحضورا للفنان في العصر الحالي".إعادة تطوير
وكشف المانع أنه كان من المفترض أن يتعاون مع أبوبكر سالم قبل وفاته، ولكن التعاون لم يكتمل، ولكن نظرا لعشقه أعمال المطرب العلامة، فقد حصل على موافقة من أحد أبنائه وهو أحمد أبوبكر سالم لتطوير أعمال والده التي مر عليها أكثر من 30 عاما، وسيتم خلال الفترة المقبلة طرح مجموعة من تلك الأعمال. وعن تعاونه الأخير مع المطرب خالد الملا، أوضح: "قدمنا معا إعادة تسجيل مطور لأغنية (زمانك زمانك)، وكان من المفترض أن تكون مع "عبود خواجه"، ولكن نظرا لانشغاله تم التعاون مع الملا، وبالفعل حققت الأغنية نجاحا لائقا.وبشأن جديده خلال الفترة المقبلة، قال المانع: "أجهز 3 أغنيات متنوعة إحداها مع الفنان عادل الماس، كما أني قدمت 3 أغنيات وطنية أخرى للعرض بوزارة الإعلام قبل عدة أشهر، وهي من إنتاجي الخاص وفي حب الوطن، وللأسف تم عرضها في عمان والسعودية والإمارات ولم تعرض بالكويت حتى الآن نتيجة الاجراءات المطولة والروتين".