علي المضف: الدروس الخصوصية وقلة الدعم الأسري وضعف التواصل مع المدرسة أبرز أسباب رسوب الطلبة
أكد في رد على سؤال النائب مبارك الخجمة أن تبعات «كورونا» على رأس الصعوبات الحالية
أكد وزير التربية د. علي المضف أن الوزارة تعمل على قدم وساق لتطوير المنظومة التعليمية في البلاد والارتقاء بمستوى التعليم.وقال المضف، في رده على سؤال للنائب مبارك الخجمة، إن "التربية" اتخذت مجموعة من الإجراءات لتحسين مخرجات التعليم من خلال وضع الخطط اللازمة لتطوير المناهج الدراسية، وفقاً لآخر المستجدات التربوية، إلى جانب العمل على تضمين الكتب الدراسية آخر المستجدات في الجوانب المعرفية والمهارية والقيمية، ومهارات القرن الحادي والعشرين، لبناء متعلم قادر على التفكير الناقد وحل المشكلات والابتكار والإبداع.وأضاف أن الوزارة عملت على رصد الآراء والملاحظات والاقتراحات بشأن الكتب الدراسية من الميدان التربوي والمختصين التربويين، والاستفادة مما جاء فيها، مع العمل على وضع إطار مرجعي عام للمنهج الدراسي الوطني في الكويت يراعي آخر المستجدات التربوية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، لافتاً إلى أنه تم تطبيق منهج الكفايات للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وعمل تعديلات عليه ليتناسب مع الوضع الحالي لجائحة كورونا من ناحية تقليل كمية المحتوى الدراسي ليتواءم مع الخطط الدراسية للتعليم عن بُعد، إلى جانب وضع خطط لاستكمال منهج الفصل الدراسي الثاني، الذي تعطل بسبب الجائحة خلال الفصل الدراسي الأول للعام 2020 /2021، كما تم تضمين مهارات المسابقات الدولية للرياضيات والعلوم (تیمز وبيرلز) في مناهج الصفين الرابع والثامن، وتم تعديل الخطة الدراسية بما يساهم في نجاح برنامج التعليم عن بعد.
وقال المضف: تعمل الوزارة من خلال قطاعاتها المختلفة ذات الصلة على تحليل نتائج الاختبارات في مختلف المراحل الدراسية على أسس علمية، للتأكد من مواصفاتها العلمية والفنية، وتقديم المقترحات والتوصيات الخاصة بقياس أداء الطلبة في النواحي العلمية والفكرية، كما يتم إجراء العديد من البحوث والدراسات التي تعالج الجوانب المذكورة، وتتخذ الوزارة الخطوات الآتية للاهتمام بالنواحي المشار إليها:أولا: العلمية تتمثل في تنظيم الدورات التدريبية لاستخدام التكنولوجيا لكل من المعلم والمتعلم وولي الأمر، وعمل بنوك أسئلة لجميع المواد الدراسية ورفعها على المنصة، والبحث في الفاقد التعليمي، وتحديد الفجوات للتوصية بمعالجتها وفق خطط مدروسة.ثانياً: البدنية والصحية وتتمثل في تنفيذ مشاريع تربوية من أجل الحفاظ على الصحة العامة، ومكافحة السمنة لدى المتعلمين، بالتعاون مع وزارة الصحة والهيئة العام للشباب والرياضة، واستغلال المدارس لممارسة النشاط الرياضي في الفترة المسائية.وأكد أن نتائج الامتحانات تكشف عن مستويات مقبولة، سواء في النجاح أو الرسوب، علماً بأن العديد من الدراسات التربوية الحديثة تؤكد أن الرسوب الدراسي، وزيادة الدروس الخصوصية يرتبطان بعوامل اجتماعية وأسرية عدة بالدرجة الأولى، يأتي في مقدمتها قلة الدعم الأسري من خلال توفير مصادر تعلم للأبناء، وعدم متابعتهم أولا بأول، وضعف التواصل مع المدرسة، فضلا عن الفروق الفردية بين المتعلمين أنفسهم. وأضاف "قد يلجأ الآباء إلى الدروس الخصوصية لتعويض نقص التحصيل العلمي لدى أبنائهم، وهو نقص ناتج في أغلبه من تلك العوامل". الجدير بالذكر أن هناك نشرة من الوزارة برقم (1999/123) بمنع الدروس الخصوصية، تضمنت الإجراءات التي تتخذ ضد المعلم المخالف، بدءاً من إحالته إلى التحقيق للمحاسبة، وتطبيق الجزاءات عليه.وقال إن الإطار الفكري لضمان جودة التعليم يستند إلى الأطر المرجعية المتمثلة في دستور دولة الكويت، والهدف الشامل للتربية فيها، ورؤيتها الجديدة 2035، وركائز وأهداف خطتها الإنمائية، واستراتيجية التعليم العام 2005 /2025، والهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030 - منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة، والتقارير والأبحاث والدراسات المعتمدة حول تحسين جودة التعليم محلياً وإقليمياً وعالمياً.وذكر أن أبرز الصعوبات التي تواجه ضبط جودة التعليم في الوقت الراهن تتمثل في تبعات جائحة كوفيد.19 على التعليم، حيث وصل تأثيرها عالميا إلى مستويات غير مسبوقة من انقطاع التعليم أو التحول الكامل إلى التعليم عن بعد، مما أثر على أكثر من 90 في المئة من الطلاب حول العالم حسب التقرير العالمي لرصد التعليم 2020.ولفت إلى أنه في الوقت الذي تستعد وزارة التربية لعودة المتعلمين إلى المدارس فإن أولى واجباتها هو تقليل خطر انتقال كوفيد-19 خلال عملية التعليم في المدارس، وذلك من خلال التعاون مع وزارة الصحة لتطبيق الاشتراطات الصحية واتخاذ الإجراءات الاحترازية المناسبة لضمان تحقيق عودة آمنة للطلبة.وأكد أن ضمان جودة التعليم في ظل هذه الظروف من أولويات وزارة التربية، حيث تتضمن خطتها للعودة الآمنة إلى المدارس أهدافا رئيسية لضمان جودة التعليم، تتمثل في تحديد أولويات المنهج الدراسي بالتركيز على المحتوى الأساسي الذي له بناء تسلسلي تراكمي، ودعمه بمحتوى إثرائي، وتشخيص الفاقد التعليمي، وتنفيذ خطط تعويضية، وتوفير برامج للتدريس المساند وفقاً لمقدار الفاقد التعليمي، ورفع مستوى التخطيط الشامل للدروس بما يضمن اكتساب المتعلمين للمعارف والمهارات، واستثمار زمن الحصص الدراسية، إلى جانب مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين، ومعالجة التفاوت في حصيلتهم العلمية المكتسبة، وتكثيف التدريب والتطبيق وتعزيز مواقف التعلم ودعم التفكير الناقد وحل المشكلات، وتقديم برامج تنمية مهنية للمعلمين وفقا للاحتياجات التدريبية المختلفة، ومواءمتها للأداء المطلوب في ظل تطبيق الاشتراطات الصحية والإجراءات الاحترازية، وتوفير أوجه الدعم للقيادات المدرسية، ووضع الآليات المناسبة لتحقيق التميز المدرسي.
فهد التركي
عودة آمنة للمدارس بتحديد أولويات المنهج وتشخيص الطاقة التعليمية ومراعاة الفروق الفردية