قال وزير الدفاع العراقي جمعة عناد، أمس، إن الوضع في العراق يختلف تماماً عن الوضع في أفغانستان لأسباب عديدة، مستبعداً أن يتكرر السيناريو الأفغاني في العراق في حال انسحاب الجيش الأميركي.

ورغم أن المخاوف الدولية تشير إلى إمكانية أن تسيطر فصائل مسلحة متحالفة مع إيران ومنضوية في الحشد الشعبي على البلد في حال خروج الأميركيين بالكامل، فإن عناد أشار خصوصاً إلى سيناريو سيطرة «داعش»، مستبعداً حصوله.

Ad

وأضاف أن «داعش تنظيم عالمي وليس عراقياً وأن العراقيين المنتسبين إليه قلة، وأنه لا توجد جذور له في المجتمع أو عند العشائر العراقية» على عكس حركة «طالبان» التي هي «حركة أفغانية صرفة كانت تحكم البلد عندما جاء الأميركيون وأسقطوا حكمها كما أنها تحظى بمؤيدين من المجتمع الأفغاني وعمقا كبيراً في العشائر الأفغانية».

وقال الوزير العراقي الموجود في موسكو، إن «الجيش دخل تجربة كبيرة في القتال ضد داعش، والقوات العراقية بهذه التجربة تمكنت من إزاحة هذا العدو خلال فترة قياسية»، وأن «قوات التحالف الدولي قدمت المساعدة والإسناد خلال هذه المعركة، لكن النصر كان نصراً عراقياً بسواعد القوات العسكرية العراقية».

وكان مراقبون عراقيون أشاروا إلى أن محاولات الفصائل المسلحة الموالية لإيران اقتحام المنطقة الخضراء ببغداد في أكثر من مناسبة، أعطى انطباعاً بأنها قد لا تتردد في إحكام سيطرتها على البلاد.

وفي مايو الماضي، تحدثت حسابات على صلة بالميليشيات المسلحة عن تفعيل ما أسموه «السيناريو اليمني»، بعد اعتقال القيادي في «الحشد» قاسم مصلح أثر اتهامات بالضلوع بقتل ناشطين عراقيين قبل أن تفرج عنه السلطات.

وحاصرت عناصر مسلحة المنطقة الخضراء حينها للضغط على حكومة مصطفى الكاظمي لإطلاق سراح مصلح، فيما تداولت أوساط قريبة من «الحشد» تسجيلاً صوتياً طالب فيه مقرب من مصلح بأنه «كان على الحشد الدخول إلى المنطقة الخضراء وأخذ الدولة»، لافتاً إلى أن «المجتمع الدولي سيتعامل مع هذا الواقع المفروض».

ويشير خبراء إلى عراقيل تحول دون تمكن فصائل الحشد من تنفيذ سيناريو «طالبان»، أولاً الفوارق بين الجيشين العراقي والأفغاني، وثانياً استبعاد حدوث انسحاب كامل للقوات الأميركية من العراق وإمكانية أن يصبح العراق جزءاً من تحالف إقليمي مع مصر والأردن يحظى بدعم واشنطن. وثالثاً يقول مراقبون إن المرجعية الدينية الشيعية القوية في النجف ستعارض أي توجه للميليشيات للسيطرة بالقوة على البلاد ما سيشكل إحراجاً قوياً لها وقد يتسبب بحرب شيعية ـ شيعية تكون بمنزلة زلزال.