لبنان: «النفط الإيراني» قد يُمدّد الأزمة حتى نهاية ولاية عون

نشر في 24-08-2021
آخر تحديث 24-08-2021 | 00:07
طوابير السيارات في محطات البنزين
طوابير السيارات في محطات البنزين
لم تنجح الإجراءات التي اتخذتها السلطة اللبنانية في معالجة أزمة المحروقات، بل إن مشهد طوابير السيارات في كل المناطق اللبنانية للتزود بالوقود أصبح شبه اعتيادي، في ظل الصراع السياسي الذي يدفع ثمنه المواطنون اللبنانيون.

القرارات التي اتخذت غير صالحة لحلّ الأزمة، بقدر ما هي محاولات لتأجيل الانفجار، كما أنها تسهم في انتعاش السوق السوداء والتهاب أسعار المحروقات، مع استمرار التخزين بهدف زيادة الطلب، خصوصاً أن قرار رفع أسعار المحروقات بنسبة 100 في المئة محدد بمهلة تنتهي بنهاية شهر سبتمبر.

في موازاة ذلك، لا يزال لبنان يبحث عن أفق لتشكيل الحكومة، لعلّها تخفف وطأة الأزمة، وترخي جواً من الارتياح لدى المواطنين، وقد شهدت الأيام الماضية مراوحة في المفاوضات الحكومية. ومع بداية الأسبوع، تجددت الاتصالات، وتقرر أن يزور الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي رئيس الجمهورية ميشال عون في القصر الجمهوري، اليوم.

وتقول مصادر متابعة إن ميقاتي يسعى إلى تقديم تشكيلة كاملة تضم 24 وزيراً موزعة على 3 ثمانيات، وليس فيها «ثلث معطل»، على أن يمنح وقتاً لعون لدراستها، وإبداء ملاحظاته. وينطلق ميقاتي من خلفية أن عون يحتاج إلى حكومة، ولا مجال لديه إلا التنازل والقبول.

وتلفت مصادر قريبة من الرئيس المكلف إلى أن هناك اسماً بالإمكان الاتفاق عليه لوزارة الطاقة، مشيرة إلى أن حزب الله أيضاً بحاجة إلى حكومة للملمة الوضع الداخلي ومنعه من التفجر.

لكن لا يمكن إغفال المعادلة التي فرضها الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، خصوصاً حول إدخال النفط الإيراني، وهذه معضلة أساسية ستعترض مهمة ميقاتي، والذي تتضارب الآراء والمواقف حول ما إذا كان سينتظر إلى ما بعد وصول الناقلة لتشكيل حكومته، أو سيعتذر قبل ذلك مثلاً.

لكن الشهور الماضية أثبتت أن كل هذه المواعيد لا قيمة لها بالمعايير اللبنانية، فقد رُبط تشكيل الحكومة باستحقاقات متعددة، من الانتخابات الرئاسية الأميركية إلى دخول جو بايدن للبيت الأبيض، وبعدها الانتخابات الرئاسية الإيرانية وغيرها، وكل هذه المواعيد مرت ولم تتشكل حكومة.

ويعلم ميقاتي أنه يسير في طريق مرصوفة بألغام كثيرة داخلياً وإقليمياً، وهو سيجد صعوبة في المواءمة بين البحث عن الدعم الغربي، وتحديداً الأميركي، وكيفية التوافق مع حزب الله في الحكومة وخارجها، خصوصاً بعد معادلة النفط الإيراني.

وهنا ترى مصادر سياسية أن موقف نصرالله سينعكس سلباً على مهمة الرئيس المكلف، لكن المصادر القريبة من ميقاتي تقول إن المشكلة ليست بهذا الأمر، وأن الرئيس المكلف لا يعتقد أن حزب الله يريد التعطيل من خلال هذه المعادلة، إنما الهدف من وراء الإعلان عن استقدام النفط الإيراني يرتبط بتعزيز وضع الحزب الشعبي والقول لجمهوره إنه قادر على الإتيان بحلول وبدائل، ولن يكون لذلك أي آثار سياسية بعيدة المدى.

وتؤكد المصادر القريبة من الرئيس المكلف أنه متفاهم مع حزب الله حول هذا الأمر، وأن الحزب لن يكون عنصر إحراج له في السياسة الخارجية، مشيرة إلى أنه لا يمكن لميقاتي أخذ أي موقف حالياً من البواخر الإيرانية، طالما أنه لم يشكل الحكومة.

هناك نقطة أساسية ثانية تتعلق بمسار التشكيل، وهي إمكانية إبرام اتفاق شامل بين القوى السياسية، تحضيراً للمرحلة المقبلة، وهل ستعكف الحكومة بدعم من القوى السياسية على إجراء الانتخابات النيابية أم لا؟ وكيف سيكون ميزان القوى في المرحلة اللاحقة، وما يمكن أن ينتجه على صعيد إعادة تكوين السلطة، بالإضافة إلى وجود خلافات أساسية تتعلق بالكثير من التعيينات داخل إدارات الدولة.

كل هذه الخلافات ستضاف إلى الانهيار الاقتصادي المستمر، الذي سيؤدي إلى خلق أزمات مترابطة من غير الممكن إدارتها، ولذلك تعتبر مصادر متابعة أنه لا بد من توقع الأسوأ في الأيام المقبلة، خصوصاً في حال عدم تشكيل الحكومة، وتضيف أن الأزمة ستستمر لأكثر من سنة بانتظار انتهاء ولاية الرئيس عون.

منير الربيع

back to top