بسواعد رجالها وبسالتهم، انضمت قوة الإطفاء العام إلى المشاركة في إخماد الحرائق في تركيا واليونان وإهداء آليات إطفاء بمعداتها كاملة إلى تونس والجزائر وبتوجيهات من سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد مقدماً أسمى معاني الإيثار للموقف النبيل الذي يبني المزيد من جسور الصداقة ويعزز العلاقات بين البلدان الشقيقة والصديقة.وسطر رجال قوة الإطفاء العام في مشاركتهم هذه ذروة سنام العطاء متناسين تعرضهم لمخاطر وهج حريق الغابات التي لم يعتادوا عليها أو تجربة التعامل مع مساحاتها في تلك البلدان خصوصاً مع وجود مناطق وعرة وغابات كثيفة.
وبالفعل عزمت قوة الإطفاء العام على الإغاثة ومد يد المؤازرة والتوغل وسط لظى النيران بالغابات وإنقاذ أهالي تلك المناطق المنكوبة والمحاصرة بألسنة اللهب مسدين صنيعاً وعرفاناً سامياً بالإقدام رغم الأخطار المحدقة.مشاهد بطولية يحكي عنها أبطالها الذين خاضوا جسيمها وحميمها معربين عن سعادتهم بتنفيذ توجيهات سمو أمير البلاد والإقدام من أجل نيل شرف خدمة الوطن مقدمين أيادي العون للمنكوبين هناك.وكافحت الإطفاء الكويتية ألسنة اللهب التي التهمت الغابات في تركيا بعزم وهمة 45 رجلاً و6 آليات إطفاء بكامل تجهيزاتها من معدات مكافحة وإنقاذ كما تم إرسال فرقة أخرى مزودة بنفس العدد والآليات إلى اليونان.وتوجت مبادرة سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد بإهداء المعدات والآليات المشاركة للجمهورية التركية تعبيراً عن التضامن بين البلدين وترسيخا للصداقة والتعاون.وبتوجيهات سموه أيضاً أهدت الكويت إلى الجزائر 6 آليات إطفاء مجهزة بكامل معداتها تعبيراً عن محبة البلد الشقيق ولمكافحة حرائق الغابات بالتنسيق مع وزارتي الخارجية والدفاع اللتين قدمتا بدورهما تسهيلاً في عملية نقل وإرسال فرق الإطفاء لدعم الجهود الكويتية بالتصدي لحرائق الغابات وعمليات الإنقاذ.وفي مبادرات سموه المعهودة وجه بإرسال طائرتين تابعتين للقوة الجوية للجيش الكويتي إلى الجمهورية التونسية تحملان على متنهما 6 آليات إطفاء مجهزة بمعداتها كاملة اهداء لتونس لمكافحة حرائق الغابات وعمليات الإنقاذ.وعن هذه التجربة، قال قائد فريق الإطفاء الكويتي المشارك بحرائق تركيا العقيد أحمد الرشيدي لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» اليوم الثلاثاء إن المهام والواجبات الميدانية كانت تعتبر فترات عصيبة وتحديات جمة لنسبة خطورة العمل والمهام لطبيعة العمل الخطرة لنا لكن التزام منتسبي الفريق بالاستراتيجيات والخطط والعمل ضمن الفريق الواحد أدى إلى تجاوز تلك اللحظات.وأوضح الرشيدي أنه تم التنسيق والتعاون المنظم من خلال أدوار ومهام محددة للفرق بتنسيق من إدارة الأزمات والكوارث التركية وعمل الفريق الكويتي بانضباط والتزام بالخطط التنسيقية واجراءات السلامة والعمل مع باقي الفرق كفريق عمل واحد.وأضاف أنه عقب إعلان وزير الغابات التركي عن خروج السيطرة على حرائق مناطق كوجيز بولاية موغلا جنوب غرب تركيا على ارتفاع 1800 متر عن سطح البحر تم توجه الفريق الكويتي للعمل على مدار أكثر من 150 ساعة حتى إعلان تركيا الانتهاء من الحرائق رسمياً.وبين أن قوة الإطفاء أعطت صورة احترافية من قدرات بشرية وإمكانات عالية وتسليح فني وتقني بالآليات والمعدات الأحدث تطوراً على المستوى العالمي حتى أضحى الفريق الكويتي مكلفاً بمهام رئيسية في الخط الأمامي بمواجهة الحرائق.وذكر أن طبيعة جغرافية الأرض والموقع الجديد ميدانياً على فريقنا المشارك كان أحد التحديات التي تجاوزها الفريق من خلال التعليمات من القيادة والتجهيز المعلوماتي التي أثمرت عدم وقوع أي إصابة للفريق الكويتي المشارك نتيجة الالتزام العالي بإجراءات السلامة والتنسيق المستمر مع باقي الفرق الدولية.وأعرب الرشيدي عن سعادة رجال الإطفاء الكويتيين لما لاقوه من ترحيب شعبي منذ بداية وصول الفريق وحتى مغادرته وحفاوة استقبال عالية رفعت معنوياتهم وفي تسخير إمكاناتهم وطاقاتهم لتنفيذ المهمة على اكمل وجه باطفاء الحرائق وحماية سكان تلك المناطق.وعما حدث من حرائق باليونان، قال رئيس فريق الإطفاء المشارك هناك العقيد علي العبدالرزاق إن عمليات الإنقاذ والتفتيش كانت شاقة جداً ولم تكن سهلة أبداً لناحية صعود الجبال واختراق الوديان من فرقتنا الراجلة بكامل تجهيزاتها ومعداتها بما يقارب كيلو ونصف الكيلو متر وتجاوز المنحدرات رغم ضخامة الآليات.وأضاف العقيد العبدالرزاق أنهم توجهوا إلى شبه جزيرة اتيكا اليونانية للسيطرة على الحرائق التي تعدت مئات الآلاف من الهكتارات وتم التعامل معها بالاحترافية التي أعطت انطباعاً إيجابياً كبيراً لدى فرق الإطفاء الدولية عموماً.وأوضح أن في هذه الكارثة تعاملنا معها باحترافية عالية وبإشادة دولية تعكس جهود وتنظيم وتطور مستمر خلفه أكثر من خمسة آلاف رجل إطفاء بدولة الكويت يعملون بمختلف القطاعات والإدارات والتخصصات بعطاء واحترافية واتقان لكي يصل هذا الفريق بأداء مهامة بكل اتقان وتفان.وذكر أن جل ما تمنوه هو رفع راية الكويت عاليا والمشاركة على أتم وجه ودون وقوع أخطاء والتعامل مع الحرائق وفق التوجيهات والتنسيق المشترك تنفيذا لتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح استطعنا أن نبادر في مساعدة الآخرين بروح الايثار.
محليات
مشاركة «الإطفاء» في إخماد «حرائق الغابات».. إيثار يعزز العلاقات ويرتقي بها
24-08-2021