عبدالله الغنيم ينشر أوراق أول جيولوجي كويتي
عيسى عبدالمنعم السالم من أوائل العاملين بشركة نفط الكويت
أحسن صنعاً الدكتور عبدالله يوسف الغنيم بالاستفادة من «مجموعة الأوراق» والدفاتر الخاصة بالمرحوم عيسى عبدالمنعم السالم، والتي أحضرها شقيقه أديب عبدالمنعم السالم، وكان عيسى من أوائل العاملين في شركة نفط الكويت، فقد التحق بها عام 1937 واستمر عمله في الشركة إلى أن تقاعد عام 1979.
قام مركز البحوث والدراسات الكويتية بتصنيف "مجموعة الأوراق" والدفاتر الخاصة بالمرحوم عيسى عبدالمنعم السالم، إلى خمس مجموعات، الأولى أربعة دفاتر تتضمن مذكرات السالم عن عمله في شركة النفط؛ الدفتر الأول عن الذهب الأسود والثاني عن عمله في شركة نفط الكويت، والثالث عن تأسيس الشركة والرابع يستكمل جوانب من مذكراته.المجموعة الثانية تتضمن معلومات عن آبار النفط، والثالثة عن زيارته إلى لندن عام 1958، والرابعة مجموعة من الصور والمقابلات الصحافية والأخبار المنشورة عنه في مجلة "الكويتي"، وأخيراً قاموس إنكليزي – عربي وهو أول وأقدم محاولة في صنع معجم ثنائي اللغة في الكويت. كتاب "مذكرات عيسى عبدالمنعم السالم" أحد الرواد العاملين في شركة نفط الكويت 1920 – 2001، وهو من تقديم وتحرير د. عبدالله يوسف الغنيم، يستعرض دور العنصر الوطني في أعمال شركة نفط الكويت، وهو الأمر الذي أغفله كثير ممن كتب في هذا الموضوع، وفيه صورة للشاب الطموح، والنموذج القدوة الذي ينبغي أن يحتذى.
البدايات والأعمال
يورد الكتاب نبذة تعريفية عن السالم، والتحاقه بمدرسة "إسماعيل كدو" أحد الذين عملوا في الإرسالية الأميركية ثم في القنصلية البريطانية مترجماً ويتقاضى عن كل طالب عشر روبيات شهرياً، وقد أهلته معرفته باللغة الإنكليزية لمصاحبة فرق المسح الزلزالي الأميركية، التي جاءت إلى الكويت عام 1935، أي بعد منح شركة نفط الكويت المحدودة امتياز التنقيب عن النفط في ديسمبر 1934. عمل عيسى السالم مترجماً لفرقة المسح لمدة شهر قبل أن يلتحق رسمياً موظفاً بالشركة. وهو تحدث في أوراقه عن بداية العمل بشركة نفط الكويت، وأنه كانت له صداقة مع عبدالله الملا، ممثل الشيخ أحمد الجابر لدى شركة نفط الكويت، وأثناء زيارته له في مكتبه في "بهيته" عرض عليه وظيفة بالشركة، ذهب إلى المكتب، وقابله المسؤول، وبعد أربعة أيام صدر قرار بتعيينه في مختبر دائرة علم طبقات الأرض، وكان ذلك في 6 ديسمبر 1937، وبداية العمل كانت في منطقة "بحره" شمال جون الكويت بالقرب من "كاظمة"، وجلبت الشركة برج الحفر من أميركا. استغرق تركيب برج الحفر أكثر من شهر واستمر إلى عمق 7950 قدماً ولم يعثر على النفط بكميات تجارية، فأوقفت الشركة عملها وانتقلت إلى "برقان". كان العمال الذين قاموا بتفكيكه وتركيبه مرة أخرى في برقان جميعهم من أبناء الكويت، كان العامل يتقاضى روبية واحدة يوميا، تعادل 75 فلساً، جلبت الشركة موظفين إنكليزا وهنودا، فنيين ومهندسين، فلم يكن هناك من الكويتيين من هو متخصص بهذه الأعمال. عمل عيسى السالم مع جيولوجي أميركي اسمه "ماك"، وهو أول جيولوجي في الدائرة، وفي حفر البئر رقم (1)، وراح يتعلم عن الجيوليوجيا، ساعده في ذلك معرفته باللغة الإنكليزية. وهو يروي أن المسؤول في دائرته كان يطلب أن يجمع له العاملون عينات من فتات الصخور بحسب الأعماق، وبحسب ترتيبها الطبقي، وترسل إلى المختبر كل خمسة أيام، وفي أحد الأيام بينما كان يبحث عن خلايا الحيوانات المتحجرة تحت المجهر في فتات الصخور، التي جاءت من بئر رقم (1)، ووضعها في قوارير صغيرة بحسب العمق الذي أتت منه، لحفظها ومراجعتها عند الطلب- لفت نظره نوع من الخلايا المتحجرة صغيرة الحجم، تحت المجهر لم تمر على أحد من قبل، أخذها إلى المسؤول الذي أبصرها، ليقول له مندهشاً "عيسى أنت أول من وجد العلامة، التي تدل على وجود النفط"، ذهب هذا الرجل إلى مكتب مجاور، وأرسل برقية إلى مكتب لندن ليبشرهم بقرب العثور على النفط. كان أسعد الناس، عيسى السالم ، لكونه أول من عثر على تلك العلامة المهمة (CB) التي وجدت على عمق 3650 قدماً، وبعد خمسين قدماً تدفق الذهب الأسود من عمق 3700 قدم، فاستبشر كل من يهمه الأمر بما أنعم الله به على هذا البلد الحبيب.بين النفط والبنك والمختارية
ثم راح يشرح الطبقات الجيولوجية التي يوجد بها نفط الكويت وترتيب الصخور جيولوجيا، وإشرافه على حفر البئرين 5-8 في "برقان"، وبعد أن أكملت الشركة حفر 9 آبار في تلك المنطقة، قررت الانتقال إلى "المعادنيات" وهي قرب المقوع، وسميت بهذا الاسم لأن بها كبريتا أصفر يطفو على وجه الأرض مخلوطاً بالرمل. استغنت الشركة عن عيسى السالم اثناء الحرب العالمية الثانية، وذهب للعمل في البنك البريطاني (الشرق الأوسط حاليا) وذلك عامي 1943 و1944، لكنه عاد إلى العمل في شركة نفط الكويت، واستأنفت أعمالها بعد انتهاء الحرب عام 1945. كان عيسى السالم شاهداً على حضور الشيخ أحمد الجابر وأعيان البلاد والمقيم السياسي تصدير أول شحنة نفط تصدر في الكويت في يوليو عام 1946، وروى قصة أعمق بئر في حقل برقان والتنقيب عن النفط في الأحمدي. في المجموعة الرابعة من الأوراق حديث حول البحث عن الماء في الكويت، وشرح عن بئر في الفنيطيس وبئر المناقيش.يوميات لندن 1958
يوميات الزيارة إلى لندن عام 1958 بدأت يوم 14 مايو، سافر بالطائرة التي أقلعت من الكويت إلى لندن واستغرقت 3 ساعات طيران، وزار مقر شركة النفط (المكتب الرئيسي). في تلك الأوراق كتب يومياته بالتفصيل، وفيها يمكن التعرف على أحوال بريطانيا في ذاك العام وتفاصيل ومشاهدات ممتعة بالقراءة. عام 1961 اختير عيسى السالم مختاراً لمنطقة الأحمدي ووارة والصبيحية والمقوع، نظراً لسمعته ولمعرفته الواسعة بتلك المنطقة التي عمل فيها سنوات. استمر في هذا المنصب إلى يونيو عام 1966، وكان في الوقت نفسه يشغل وظيفة ضابط اتصال للموظفين العرب في شركة نفط الكويت، وهي الوظيفة التي تسلمها في 11 أغسطس 1957.وتضمنت دفاتره الأساسية، لقاءات وأخبارا صحافية منشورة في مجلة "الكويتي" رواها بنفسه، وانطباعاته عن زيارته إلى لندن وحكايات عن العيد وتقاليد أهل الكويت. احتوى الكتاب على ملحق للصور والرسوم والوثائق ونماذج من كتاباته وتقاويم كان يصنعها ويهديها إلى أصدقائه في شركة نفط الكويت وجدول يمثل تاريخ اكتشاف النفط وإنتاجه في عدد من دول العالم وبخط يده ودفتر ملاحظات جيولوجية.حمزة عليان
أول المبشرين بوجود النفط في الكويت وأسعد الناس بذلك
معرفته باللغة الإنكليزية أهّلته للعمل بشركة نفط الكويت وبالمسح الزلزالي
زار عبدالله الملا بمكتبه في «بهيته» وبعد أربعة أيام عينوه بدائرة علم طبقات الأرض
معرفته باللغة الإنكليزية أهّلته للعمل بشركة نفط الكويت وبالمسح الزلزالي
زار عبدالله الملا بمكتبه في «بهيته» وبعد أربعة أيام عينوه بدائرة علم طبقات الأرض