وصف سفير طاجيكستان لدى البلاد زبيدالله زبيدوف الوضع الحالي في أفغانستان بأنه «يشكّل أحد التهديدات الرئيسية للأمن الإقليمي، حيث إن أفغانستان تقع على عَتَبة كارثة إنسانية نتيجةً لانسحاب قوات التحالف الدولي».

وذكر في بيان، «إن الوضع المعقد والخطير الذي يمرّ به هذا البلد ليس مشكلة الشعب الأفغاني فحسب، بل هو يمثل أحد أكثر القضايا الإقليمية والعالمية إلحاحاً اليوم»، مشيراً إلى أن «وصول حركة طالبان إلى السلطة في كابول جعل العملية الجيوسياسية في المنطقة أكثر تعقيداً في هذه المرحلة».

Ad

وقال «أن الدلائل تشير بوضوح إلى أن طالبان تخلّت عن وعودها السابقة بتشكيل حكومة موقتة انتقالية بمشاركة واسعة من القوى السياسية الأخرى في البلاد وتستعد لإقامة إمارة إسلامية»، مؤكداً أن «طاجيكستان تدين بشدة كافة أشكال الخروج على القانون وأعمال القتل والنهب والاضطهاد للشعب الأفغاني، وخاصة الطاجيك والأوزبك والأقليات القومية الأخرى».

وأضاف «تم خلال اجتماع عقد اليوم في العاصمة دوشنبي بين الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمان ووزير خارجية باكستان شاه محمود قريشي، التأكيد أن أفغانستان الجريحة وشعبها الشقيق لا ينبغي أن تساق من جديد إلى دوامة الحروب الدموية المفروضة عليها، وإن طاجيكستان بصفتها جارة قريبة لطالما أيّدت استعادة السلام والاستقرار الدائمين في أفغانستان وهي لا تزال متمسكة بهذا الموقف».

وتابع أن «جمهورية طاجيكستان أكدت أنه بغيةَ التسوية العاجلة للمشاكل السياسية والأمنية لهذا البلد المجاور، يجب أن يتم في أقرب وقت ممكن تشكيل حكومة شاملة بمشاركة جميع الأطياف والأقليات القومية، وفي مقدمتهم طاجيك أفغانستان الذين يشكلون أكثر من 46% من سكان هذا البلد، وإن نظام إدارة الدولة في هذا البلد المجاور ينبغي أن يتم تحديده عن طريق الاستفتاء الشعبي من منطلق مراعاة مواقف جميع مواطني البلاد».

وأكد أن «طاجيكستان لن تعترف بأية حكومة أخرى يتم تشكيلها في هذا البلد من خلال الاضطهاد والقمع من دون مراعاة تطلعات شعب أفغانستان قاطبةً، وخصوصاً جميع الأقليات القومية فيها، مع التأكيد أن الطاجيك ينبغي أن تكون لهم مكانة مرموقة في حكومة أفغانستان المستقبلية».

وأشار إلى أن «إهمال المجتمع الدولي تجاه الوضع الراهن في أفغانستان من شأنه أن يؤدي إلى حرب أهلية طويلة الأمد في هذا البلد»، مؤكداً أن «طاجيكستان حريصة على إعادة السلام والاستقرار والأمن في أفغانستان المجاورة على وجه السرعة، وإننا نعتقد أنه ينبغي للأمم المتحدة أن تلعب دوراً محورياً في تفعيل هذا المسار».