شوفوا السعودية «شلون»!

نشر في 26-08-2021
آخر تحديث 26-08-2021 | 00:08
 حسن العيسى "شوفوا السعودية، كيف، وشلون، معقول!"، كلمات فجّرت نفسها في أحاديث التواصل الاجتماعي بإمارة ريتشارد قلب الأسد في الأيام السابقة، بعد أن نصبت السعودية بمعرض تمثالاً فنياً يمثل الراحل عبدالحسين عبدالرضا!

كيف يحدث هذا في المملكة العربية السعودية، التي كانت جماعات الجمود والتزمُّت الديني والاجتماعي تصول وتجول فيها قبل سنوات بسيطة، والآن يشيد فيها صورة فنية جميلة للفنان الراحل، وتتمدد فيها يوماً بعد يوم مساحات عريضة للحريات الاجتماعية وأماكن الترفيه للناس، بينما الكويت، التي كانت يوماً ما أكثر دول الخليج انفتاحاً اجتماعياً وسياسياً، تهرول فيها سلطة ريتشارد قلب الأسد لإزالة تمثال إعلاني في مجمع تجاري، لمجرد بلاغ تلفوني من فرد، أو تهديد من نائب سابق أو حالي، مثلما منعت "سلطة قلب الأسد" من قبل نصب تمثال رائع يمثل عبدالله السالم والد الدستور، في متحف يحمل اسمه.

إقامة تمثال لفنان كوميدي أدخل البهجة والفرح لقلوب الكثيرين في الخليج بأرض المملكة العربية لن تجعل من الرياض مدينة البندقية الخليجية أو فيينا النمسا، كما أن منع تمثال عبدالله السالم أو إزالة تمثال فينوس لن يجعلا البركة والتقوى والخير تتساقط على هذه الأرض المتخشبة في إدارتها السياسة والغائبة في وعيها عن مسايرة تبدل الزمن وتغير الحال.

المسألة تتلخص في الإرادة السياسية الحاكمة وعزمها على التغيير الاجتماعي - السياسي، أو البقاء على الجمود الثقافي والخواء الروحي، ليس إكراماً لجماعات التزمُّت فقط بل مسايرة لرياء التقوى عندهم وكسب استرضائهم السياسي، تعويضاً عن تآكل شرعية الحريات السياسية والاجتماعية.

هي خيار بين إرادة التغيير والشجاعة على مواجهة مستقبل مجهول للدول النفطية الخليجية أو التردد والتأجيل لحسم الأمور لهذا المستقبل المحفوف بالخطر.

في النهاية، ليس الموضوع السماح بعرض تمثال فني في السعودية أو عدم السماح لمثله في الكويت، بل هو رمزية وضع تمثال عبدالحسين في المملكة ومنع أي صورة فنية بدولة "مو ناقصنا شي"، مع أن أخطر ما ينقصكم يا سلطة هو الوعي بالمستقبل ومواجهة الغد، هم في السعودية وحتى بقية دول الخليج ينظرون للأمام وأنتم تنظرون للخلف، أو ربما لا تنظرون لأي أمر غير بقاء ما كان على ما كان... الله يستر من القادم.

● حسن العيسى

back to top