الشرط العقيم
![تهاني الرفاعي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/201_1683223496.jpg)
هو لا يدري أن المعضلة ليست في القوانين، بل فيمن يُطبقها، فليس من المعقول أن أدخل أحد المجمعات لأجد طاولة يجلس عليها رجل يحيط به رجال أمن، ليبدو لك المنظر جدياً للغاية، لكن ما إن تقترب ويسألك عن شهادة التطعيم، حتى يومئ لك برأسه للدخول، دون عناء التثبت أصلاً! ثم تتساءل: كيف عرف أن بياناتي صحيحة؟ وما الممارسة السليمة لتطبيق القوانين؟ الجواب هو ما نفتقده مع الأسف، فالقوانين أنشأت أجيالاً ترعرعت على التمرد، فأصبحت القوانين صوراً معلقة أو مهملة في الأدراج، حتى أنهم صنعوا قانوناً يعلو كل القوانين، وعُرفاً يطغى على الدساتير، أسْمَوه « قانون الواو»، شوه علوم القانون دون رحمة، حتى أن الناس «المسالمة» بدت تحذو حذوه لنيل حقوقهم البدهية. على الحكومات أن تنفض الغبار المتراكم، الذي خلفهُ أناس غير أكفاء، أناس تراخوا في تطبيق القانون إيماناً بمبدأ «مال عمك ما يهمك»، وهذا ما يُقبّح أي جميل، لذلك قد يبدو لك القانون ناقصاً أو معيباً، وقد تبدو لك القرارات مُتخبطة وغير مدروسة.