لم تكد تمضي ساعات قليلة على تحذير أميركي وغربي من «خطر كبير جداً بوقوع اعتداء إرهابي» في مطار كابول، الذي يشهد ما تصفه واشنطن بأنه واحدة من أكبر عمليات الإجلاء منذ عقود، حتى فجّر انتحاري ينتمي إلى تنظيم داعش سيارة مفخخة أمس عند بوابة «آبي» شمال المطار، في وقت وقع انفجار ثانٍ أمام فندق بارون، الذي يقيم فيه أجانب.

وفي مؤشر على أن الهجمات ستعقّد استكمال الانسحاب الأميركي بحلول 31 الجاري، توقعت «البنتاغون» وقوع عمليات أخرى، في ظل وجود المئات من عناصر «داعش» حول المطار.

Ad

وعقد بايدن اجتماعاً طارئاً مع فريقه للأمن القومي، وأرجأ لقاء كان مقرراً مع رئيس الحكومة الإسرائيلي نفتالي بينيت.

وأفادت معلومات أولية بمقتل 19 شخصاً على الأقل بينهم ٤ جنود أميركيين، إلى جانب عشرات الجرحى من المدنيين الأفغان والأجانب، وحراس في حركة «طالبان» بالمطار، حيث لا يزال الآلاف مجتمعين على أمل اللحاق بإحدى طائرات الدول الغربية التي أعلن عدد كبير منها إيقاف عمليات الإجلاء.

ويأتي الانفجار الأول بعدما أفادت مصادر عسكرية بأن طائرة إيطالية من طراز C130 كانت تقل أفغاناً كانوا يعملون لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) تعرضت لإطلاق نار لدى مغادرتها من مطار كابول، من دون أن تلحق بها أية أضرار.

وأعلنت دول أوروبية، أمس، انتهاء عمليات الإجلاء الخاصة بها، أو أنها ستنتهي منها في الساعات القليلة المقبلة، بعد تمسك إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بسحب جميع القوات الأميركية بحلول 31 الجاري.

وقالت دول حليفة للولايات المتحدة مثل فرنسا وكندا والمجر وهولندا، إن عملياتها على وشك الانتهاء أو انتهت بالفعل، في وقت يتوقع قيام ألمانيا بآخر عملياتها اليوم، غير أن المتحدث باسم «البنتاغون» جون كيربي أكد أن واشنطن ستواصل إجلاء أكبر عدد ممكن من الأشخاص حتى انتهاء المهمة.

وأكدت صحيفة «نيويورك تايمز» أن تقييماً جديداً نشرته أمس الأول «جمعية حلفاء الحرب» (Association of Wartime Allies) استناداً إلى بيانات رسمية أظهر أن 250 ألف مواطن أفغاني على الأقل لديهم الحق في الحصول على تأشيرة أميركية مستعجلة لا يزالون في أراضي بلدهم، لافتة إلى ترجيح الجمعية أن هذا العدد قد يكون أكبر بكثير وربما يتجاوز مليون شخص.

من جانبها، قدرت لجنة الإنقاذ الدولية عدد الأفغان الذين لديهم علاقة مع البعثة الأميركية بأكثر من 300 ألف شخص.

إلى ذلك، كشفت قناة ABC الأميركية أن مسؤولين قطريين حذروا نظراءهم الأميركيين من أن الوضع في المنشآت الأميركية في قطر، حيث يتم إيواء الآلاف من الأفغان الذين تم إجلاؤهم، يزداد خطورة وفقاً لتقرير داخلي لوزارة الخارجية الأميركية.

وأمس الأول تم توقيف أحد اللاجئين القادمين من كابول في لندن بعد اكتشاف صلة له بتنظيم «داعش».

من ناحيته، قال الدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف ماتوزوف، أمس الأول، نقلاً عن معلومات برلمانية روسية إن نحو 30 ألف مقاتل في «داعش» انتقلوا من سورية إلى أفغانستان.

رومانوسكي: نعمل على مدار الساعة لضمان النقل الآمن للاجئين

في ظل الاستعدادات اللوجستية والتحضيرات التي سبقت وصول اللاجئين الأفغان إلى مخيم «بيورينغ» العسكري الأميركي، المؤقت في الكويت، أكدت السفيرة الأميركية لدى البلاد ألينا رومانوسكي أن «الموظفين العسكريين والدبلوماسيين والأطباء يعملون على مدار الساعة لضمان النقل الآمن لهؤلاء اللاجئين من الكويت إلى الولايات المتحدة ووجهات أخرى».

وأضافت، رومانوسكي، في تغريدة أمس الأول: «شاركتُ في جولة مع جيش الولايات المتحدة المركزي لمقر إقامة هؤلاء اللاجئين، المؤقت في الكويت لدعم إجلاء الآلاف من المواطنين الأميركيين وموظفي سفارتنا في كابول والأفغانيين المعرضين للخطر، واطلعت على سير الأعمال والاستعدادات لاستقبال المزيد منهم».