عبداللهيان في دمشق: ترتيبات إقليمية جديدة مقبلة
طهران تضع إطاراً جديداً لنهجها في «فيينا» وبينيت تعهد لبايدن بعدم انتقاد الاتفاق النووي
نفط لبنان والانسحاب الأميركي من سورية والعراق يحضران
في أول زيارة يقوم بها إلى دمشق، ركز وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان على بحث ملفات «إنهاء الوجود العسكري الأميركي» في سورية، و«تجاوز العقوبات الاقتصادية»، و«إمدادات النفط» التي طلبها حزب الله اللبناني، في حين أبدت طهران المزيد من ملامح التصلب قبيل استئنافها مفاوضات فيينا النووية بـ«نهج جديد».
غداة مشاركته الصاخبة، التي تخللها هفوات وكسر للبروتوكول في قمة "مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة"، قام وزير الخارجية الإيراني الجديد حسين عبداللهيان بزيارة إلى دمشق ركزت على مناقشة عدة ملفات، في مقدمتها "إنهاء الوجود العسكري الأميركي" بسورية وتجاوز العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلدين، بالإضافة إلى مصير "إمدادات النفط" التي طلبها "حزب الله" من طهران، والتي رجحت تقديرات أن يلجأ لادخالها إلى لبنان عبر الموانئ السورية.وأطلع عبداللهيان، الذي سبق أن انتقد عدم دعوة دمشق لـ"مؤتمر بغداد"، المسؤولين السوريين على نتائج القمة التي جمعت دول جوار العراق، بالإضافة إلى مصر وفرنسا وممثلين عن الدول الـ5 دائمة العضوية في مجلس الأمن والجامعة العربية.وقال الوزير الإيراني، خلال مؤتمر مشترك مع نظيره السوري فيصل المقداد، إن "للعراق وسورية دوراً مهماً في وضع الترتيبات الإقليمية الجديدة اقتصادياً وسياسياً وأمنياً".
وأضاف أن المحادثات تناولت أحدث التطورات في المنطقة. وتابع: "إن تواجد القوات الأجنبية في الإقليم لن يساعد إطلاقاً على إرساء الأمن والاستقرار المستدام في المنطقة الحساسة".
خريطة اقتصادية
وأشار إلى أن طهران ودمشق ستقومان باتخاذ خطوات كبيرة في محاربة "الإرهاب الاقتصادي"، قائلا: "البلدان يعملان على وضع خريطة طريق للتنمية الفاعلة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمواجهة العقوبات الظالمة المفروضة من الأعداء".وبين أن "التعاون الجاد بين القطاع الخاص والتجار ورجال الأعمال في البلدين يعد من جملة القضايا التي تحظى باهتمام جاد من قبل الطرفين".وتعرض عبد اللهيان لموجة انتقادات وسخرية من ناشطين عراقيين وإيرانيين بسبب خرقه بروتوكول الوقوف في الصورة الرسمية للقادة المشاركين في قمة دول جوار العراق، حيث وقف في الصف الأول مع القادة، بينما كان من المفترض أن يقف إلى جانب وزراء الخارجية المشاركين في الصف الثاني. كما كانت كلمة وزير الخارجية الإيراني في القمة، التي ألقاها باللغة العربية، مليئةً بالأخطاء.وفي تصريحات منفصلة، نقلت وكالة "جوان" الحكومية الإيرانية، عن عبداللهيان خلال اجتماعه مع المقداد قوله: "نحن سعداء جداً بخروج سورية من الأزمة وهزيمة الأعداء، وكانت شجاعة قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني هي التي لعبت إلى جانب القوات السورية دوراً رئيسياً في هزيمة داعش". وأضاف: "امتزجت الدماء المشتركة لإيران وسورية دفاعاً عن المقدسات، وهي ضمانة قوية لاستمرار العلاقات الإستراتيجية بين البلدين".هجوم إسرائيل
من جانب آخر، هاجم عبداللهيان إسرائيل، التي تشن ضربات غير معلنة على الفصائل المسلحة الموالية لبلاده في سورية، بالإضافة إلى تبادلها الضربات التي تستهدف السفن والناقلات البحرية مع طهران. وقال المسؤول الإيراني إن "الصهاينة يعدون عنصراً مهماً في زعزعة الأمن، إذ إنهم يرتهنون المسلمين والمسيحيين وحتى اليهود في أرض فلسطين التاريخية". وجدد دعوته إلى التشاور والتعاون بين دول المنطقة لإرساء الأمن الدائم. من جهته، قال المقداد إن "الهزيمة الأميركية في أفغانستان درس قاس لعملاء وأدوات واشنطن"، مضيفاً أن "الخسارة الأميركية المدوية ستكون هزيمة لها أيضاً في سورية وفي كل أنحاء العالم"، في إشارة إلى القوات الأميركية التي دعمت قوات "سورية الديمقراطية" في مواجهة تنظيم "داعش"، والتي تتمركز في عدة مواقع عسكرية، أبرزها قرب حقول نفط العمر وغاز "كونوكو" بدير الزور، وقاعدة التنف جنوب شرق سورية.وذكر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن مباحثاته مع نظيره الإيراني ركزت خصوصا على التطورات في كابول. واعتبر أن "دمشق وطهران صمدا معاً في مواجهة الإرهاب وفي مواجهة الحرب على سورية".تصلب نووي
إلى ذلك، أظهرت السلطات الإيرانية الجديدة ملامح تصلب سياسي قبيل استئنافها مفاوضات فيينا، غير المباشرة مع الولايات المتحدة، الرامية لإحياء الاتفاق النووي.وصرح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، وحيد جلال زاده، بأنّ بلاده ستستأنف المفاوضات النووية مع مجموعة "4+1"، ببرنامج ونهج جديدين. وقال زاده إنّه "كانت هناك مشكلة في الإطار والبرنامج الذي تقدم به فريق التفاوض النووي القديم، ومن خلال البرنامج والمجرى الجديدين، يجب أن نجبر الغرب على الوفاء بالتزاماته".وأشار إلى أنّ إيران "جربت طرقاً مختلفة من المفاوضات وقبل أن تحدد الفريق المفاوض، لابد من أن نستوضح مكانة المفاوضات في حكومة رئيسي".جاء ذلك بالتزامن مع تجديد الرئيس الأصولي المتشدد إبراهيم رئيسي تهميشه لأهمية الاعتماد على "مفاوضات فيينا"، التي ستقود لرفع العقوبات في حال نجحت بإحياء الاتفاق النووي وإعادة طهران للالتزام بالقيود الذرية، في تحسين الأوضاع المعيشية المتردية. وأفاد مكتب رئيسي بتعيين المهندس محمد إسلامي نائباً للرئيس ورئيساً لمنظمة الطاقة الذرية خلفاً لعلي أكبر صالحي الذي ترأس المنظمة بشكل متواصل منذ عام 2013.ختام إسرائيلي
في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في ختام زيارته إلى واشنطن، حيث التقى الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة الماضية، أن "كلّ أهداف الزيارة تحققت".وقال في تصريحات، أمس، قبيل مغادرته واشنطن: "اتفقنا مع بايدن على العمل لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي".وأكد أن الزيارة حققت خطوة ملموسة فيما يخص التزود بالأسلحة وتعزيز القدرات العسكرية الإسرائيلية.كما أفاد بيان صادر عن مكتبه بالاتفاق مع الأميركيين على "عمل استراتيجي مشترك من أجل وقف السباق الإيراني نحو الذرة".وأفاد موقع "أكسيوس"، نقلا عن مصدرين أميركيين مطلعين، أن بينيت تعهد خلال اجتماعه مع الرئيس الأميركي بعدم انتقاد الاتفاق النووي الإيراني علنا.وقال المصدران إن بينيت كرر هذه الرسالة، خلال لقاءيه مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان الأربعاء. وأضافا أن بينيت قال إنه يعتقد أن الحوار بين الولايات المتحدة وإسرائيل سيحقق نتائج أفضل.
محمد إسلامي رئيساً لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية خلفاً لعلي أكبر صالحي