في حين دخل الانسحاب الأميركي وعملية الإجلاء التي ترافقه مرحلتها الأخيرة، تستعد حركة "طالبان" للسيطرة على مطار كابول الذي تحول إلى رمز للخروج الأميركي بعد 20 عاماً من الاحتلال العسكري لأفغانستان.

وأكد الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، أن الحركة ستتسلم السيطرة على المطار "قريباً جداً" بعد انسحاب القوات الأميركية.

Ad

من ناحيته، قال عضو اللجنة الثقافية التابعة للحركة إنعام الله سمنجاني، إن الحركة سيطرت بالفعل على 3 بوابات في المطار، وتنتظر الإشارة الأخيرة من الأميركيين لتتولى بعدها السيطرة الكاملة على المطار.

وفي حين تستعد دول مجموعة السبع لإجراء مفاوضات غداً مع قطر وتركيا حول إدارة المطار، شدد مسؤول في "طالبان" على أن الحركة لديها لديها فريق يضم خبراء فنيين ومهندسين مؤهلين لإدارته.

أما الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، فقد استبعد أن توافق بلاده على إدارة المطار في حال استمرت "طالبان" بإصرارها على أن تتولى تأمينه منفردة دون أن تسمح لقوات تركية بالوجود فيه، لكنه فتح الباب أمام عقد اتفاق بين أنقرة و"طالبان" على غرار الاتفاق المبرم سابقاً بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني الليبية السابقة، والذي سمح لأنقرة بارسال قوات ومستشارين إلى طرابلس.

اتفاق سري

وحاول مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إعطاء تطمينات حول إجلاء أميركيين وأجانب بعد خروج آخر جندي أميركي غداً، كاشفاً أن "حركة طالبان قالت إنها ستسمح بممر آمن بعد 31 أغسطس بالسر والعلن".

وحسم سوليفان الذي يعتبره البعض المسؤول الأول عن الثغرات في طريقة الانسحاب الأميركي، الجدل حول بقاء وجود دبلوماسي أميركي في أفغانستان بعد الثلاثاء مؤكداً أن بلاده ستسحب كل دبوماسييها إلى حين انجلاء طبيعة العلاقة مع "طالبان" والعملية السياسية المقبل أسوة ببريطانيا التي أعلنت أنها نقلت السفارة إلى قطر وأجلت جميع الدبلوماسيين.

وأكد سوليفان أن "المجموعات الإرهابية في أفغانستان لا تملك القدرة لشن هجمات في الخارج"، مشدّداً على أن بلاده "قادرة على احباط التهديدات الإرهابية الىتية من أفغانستان من دون وجود عسكري دائم هناك".

بدوره، أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أنه لا يزال هناك نحو 300 مواطن أميركي في أفغانستان أبلغوا السلطات الاميركية بأنهم يريدون المغادرة، مضيفاً :" نعمل عن كثب لمساعدتهم على الوصول إلى المطار والصعود على متن طائرة والخروج من أفغانستان" قبل الثلاثاء.

المنطقة الآمنة

وعشية اجتماع طارئ حول أفغانستان مقرر اليوم للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين)، كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن لندن وباريس تعملان على إعداد مشروع قرار يهدف لإقامة منطقة آمنة في أفغانستان، تحت سيطرة الأمم المتحدة تسمح بمواصلة العمليات الإنسانية بعد انسحاب القوات الأميركية غداً.

وفي مقابلة مع صحيفة "لو جورنال دو ديمانش" أمس، أوضح ماكرون أنه يدرس "عمليات إجلاء محددة الأهداف عبر المطار المدني للعاصمة أو عبر الدول المجاورة".

ضربة بمحيط المطار

ميدانياً، أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن "قواتنا استهدفت بضربة جوية سيارة مفخخة قرب مطار كابول وعطلتها".

كما أكدت الحركة المتطرّفة أن "غارة أميركية استهدفت انتحارياً في سيارة كان يخطط لاستهداف المطار".

وكان بايدن حذر مساء أمس الأول، وللمرة الثانية في أقل من 24 ساعة، من هجوم "محتمل جداً خلال الساعات المقبلة" بعد هجوم الخميس الذي تبناه تنظيم "داعش - ولاية خراسان" وأدى إلى مقتل 13 جندياً أميركياً.

وتوجه بايدن أمس، إلى قاعدة ديلاوير العسكرية لاستقبال رفات العسكريين الأميركيين الـ13 الذين قتلوا والذين نقلوا أولاً إلى ألمانيا.

زعيم طالبان في قندهار

في غضون ذلك، أفادت معلومات بوصول زعيم "طالبان" الملا هبة الله آخوندزاده ونائبه الملا محمد يعقوب، أمس، إلى مدينة قندهار الجنوبية، حيث التقيا القيادات السياسية للحركة وزعماء القبائل، في إطار مشاورات مكثفة من أجل تشكيل حكومة جديدة.

ويأتي وصول آخوندزاده، بعد ساعات على وصول رئيس المكتب السياسي لـ"طالبان" الملا عبدالغني برادر، إلى قندهار بصحبته عدد من قادة الحركة بهدف إجراء مشاورات مع قادة في الحركة وفاعلين محليين بشأن جهود تشكيل الحكومة المقبلة.

وتابعت أن رئيس لجنة الدعوة والإرشاد في الحركة أمير خان متقي وصل بدوره إلى هلمند في جنوب أفغانستان لإجراء مشاورات مماثلة.

وادي بنجشير

يأتي ذلك بينما أفادت وسائل إعلام بأن "طالبان" قطعت الإنترنت وخدمات الاتصالات بالكامل عن ولاية بنجشير التي تسيطر عليها قوات بقيادة أحمد مسعود، نجل القيادي الميداني الراحل أحمد شاه مسعود والتي لا تزال بؤرة المقاومة الأخيرة في أفغانستان.

وقال عضو لجنة الثقافة التابعة لـ"طالبان"، إنعام الله سمنجاني، إن قوات الحركة دخلت بنجشير من اتجاهات مختلفة من دون مواجهة أي مقاومة، مشدداً على أن الباب لا يزال مفتوحاً للتفاوض وأن وفداً من "التحالف الشمالي" أجرى محادثات في كابول.

موسكو

وفي موسكو، حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من أن الولايات المتحدة تركت وراءها العديد من الأسلحة عالية الدقة في أفغانستان، تشمل أنظمة دفاع جوي محمولة، وصواريخ موجهة مضادة للدبابات.