ما وراء أفغانستان
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
ماذا تبقّى من تركة أفغانستان؟ تبقى قضيتان وُلدتا مع الغزو الأميركي لأفغانستان، وستظلان بعد إعادة استنساخ حكم طالبان؛ أما الأولى فهي "الحرب على الإرهاب"، المستمرة حتى يومنا هذا، وها هي تظهر مجدداً في مطار كابول على يد داعش- خراسان، وهو تنظيم لم يكن موجوداً قبل ٢٠٠١، وقبل إعلان الرئيس بوش تلك الحرب المفتوحة، التي كلفت أميركا أكثر مما يحسب، وهو أمر يحتاج إلى تفصيل لاحقاً. وأما الثانية فهي معتقل غوانتنامو، الذي جاء كأحد عناصر الحرب الكونية على الإرهاب، وتفنن خبراء القانون الأميركان "بالقانون" لتبرير كيفية حبس الأشخاص من دون توجيه تهمة، وبلا مدة محددة، خاضعين لأبشع أنواع التعذيب، دون أن تتم مساءلة أحد. خطورة غوانتنامو أنه كان تعبيراً عن "حالة ذهنية" أكثر منها مكاناً أو ممارسة. والأفكار المعادية للإنسان تبقى وتتأصل في الأنظمة الديكتاتورية أو المركزية أياً كان شكلها، ولا تقل خطورة في الأنظمة الديموقراطية أو التي تدعي ذلك. لذلك لم يكن مستغرباً حدوث التعذيب المشين في سجن "بوغريب" في بغداد، أو "باغرام". وكان ارتباطي بحملة دولية لإغلاق معتقل غوانتنامو مكنني من الاطلاع على الكثير من المآسي، والتي لابد من تغييرها. قد تكون لأفغانستان أبعادها العسكرية والسياسية، ولكن دون تعلم الدرس الإنساني، ستتكرر أفغانستان مرات ومرات.