الشباب في الكويت
نشرت الإدارة المركزية للإحصاء في بداية عام 2020 أرقاماً عمن يعيش على هذه الأرض الطيبة، لعل أبرزها أن معظم المواطنين هم من فئة الشباب، ولعل أبرز رقم وقعت عيني عليه وأنا أحضر لهذا المقال أن 20.7 في المئة هم دون سن الخامسة عشرة، وهذا رقم يؤكد أن الدولة مطالبة بوضع تصورات واستراتيجيات لمستقبل هؤلاء، فهم قادة المستقبل أو بعضهم على الأقل.في 26 يناير2013 وبدعم مباشر من أمير الكويت الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ صباح الأحمد أنشئت وزارة خاصة للشباب، وهذا أمر جيد، لكن كما توقعنا فإن الشيطان كمن لنا في التفاصيل، فمنذ اليوم الأول والمصائب تتوالى على هذه الفئة «والكل يجر النار صوب قرصه»، فهذا يتعامل معهم حزبياً وذاك قبلياً إلى آخر العُقد المستحكمة بهذا المجمتع منذ عقود.تم تمكينهم من وزارتهم وعين المسؤولون فيها في الغالب دون سن الأربعينيات، ولكن الأمر وقف عند أعتابها بحيث عادت فئة السبعينيات بل الثمانينيات الى استعادة المشهد، فعدنا نرى تعيينات عجيبة غريبة لكل المؤسسات المهمة تحت حجة عامل الخبرة ناسين أو متناسين أن جماعة الخبرة هم من انحدروا بخدمات البلد وإدارته إلى هذا الواقع المرير.
في موضوع المشاريع الصغيرة والمتوسطة حاولت الدولة عمل شيء ما، وللموضوعية يجب الاعتراف أنها نجحت، لكن وصول جائحة كورونا وآثارها على الوضع المعيشي أعاد التشاؤم من الأداء الحكومي إلى صدارة المشهد، وها هم المستثمرون الصغار يقعون الواحد تلو الآخر من جراء الديون التي لحقت بهم لتعثر مشاريعهم بدون أي جهد حكومي حقيقي لانتشالهم من الوضع السيئ الذي وصلت إليه أعمالهم. ما نحتاجه باختصار هو حكومة تدرك أن فئة الشباب هي من سيقود البلد في المستقبل، وهذا يعني تعليماً جيداً لا يعتمد على شهادات مضروبة، وإدارة محايدة توفر لهم فرصاً حقيقية تقوم على مبدأ الكفاءة لا مبدأ هذا ولد فلان، إدارة حكومية تؤمن أن كل مواطن كويتي مهم بالنسبة إليها وأن تنهي عقدة الكابتن ولد الكابتن والضابط ولد الضابط والمدير ولد المدير، وأن ترسخ مفهوم الوحدة الوطنية، وأن تردع كل محاولة لتخصيص جهات حكومية بعينها لهذه الفئة أو تلك، لا أن نشاهد بأم العين التلاعب الذي يجري لتضبيط ولد بوفلان.اختصار الاختصار حكومة تؤمن بأن الشباب كل الشباب هم عيال الكويت كل الكويت.فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.