بعد 3 أيام من التوتر والمناوشات التي تخللها مظاهر مسلحة، هدأت الأمور أمس بعد الاتصالات والاجتماعات التي عُقدت بين فعاليات بلدتي عنقون الشيعية ومغدوشة المسيحية جنوب لبنان، وعادت الحياة إلى طبيعتها فيما لا يزال الجيش موجوداً على الأرض.

وأفادت معلومات أمس بأنّه تمّ إلقاء القبض على اثنين من المعتدين على بلدة ​مغدوشة.

Ad

وكانت الأزمة التي أثارت مخاوف من أن تتحول إلى شرارة لصدامات أوسع، بدأت يوم الجمعة الماضي، عندما أراد شبان من عنقون تعبئة الوقود من محطات في مغدوشة وسط شح الوقود.

وعندما رفض أصحاب محطات مغدوشة تفاقم التوتر ووصل الى حد أن هاجم شبان من عنقون مغدوشة واعتدوا على منازل ومتاجر ومزارات دينية.

وأمس، نفت ​بلدية مغدوشة​ وفعالياتها وجود نية لدى الأهالي للتصعيد، وشددوا على تمسكهم بإجراءات الجيش وبالقانون، وأكدوا على ما خلص إليه اجتماع مفتي صور وجبل عامل المسؤول الثقافي المركزي في ​حركة "أمل​" الشيخ حسن عبدالله، وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي حداد وكل من النائب ​ميشال موسى​ ورئيس البلدية المهندس رئيف يونان حول "ضرورة محاسبة كل من ساهم بتوتير الأجواء بين البلدتين".

كما نفت بلدية مغدوشة منع النائب ميشال موسى المتحالف مع حركة أمل من دخول البلدة.

وفي إطلالة تلفزيونية، أكد موسى أن "انتشار الجيش في مغدوشة خلق ارتياحاً والتدخلات التي قام بها الأفرقاء هدأت الوضع".

وكان زوار عين التينة أفادوا بأن رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ كان يشعر بالغضب الشديد جراء الإشكالات التي وقعت بين البلدتين​، وأكد رفع الغطاء عن كل متورط فيها، مشدداً على ضرورة اتخاذ أقصى الإجراءات الأمنية لضبط الوضع على الارض.

بدوره، قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ​قاسم هاشم​: "بوركت الجهود الّتي بُذلت، والحناجر الّتي صدحت ودعت لإنهاء الإشكال الّذي حصل بين أبناء المنطقة الواحدة، بل البلدة الواحدة، الّتي سدّت الطريق على أصحاب النوايا الخبيثة، الّتي نطقت كفراً لتفتح باباً لفتنة لا مكان لها على مساحة ​الجنوب​ كلّ الجنوب؛ الّذي كان وسيبقى عنواناً ومثالاً للعيش الواحد"، لافتاً إلى أنّ "بعض الصمت يوفّر الكثير وحفظ الألسن، أفضل في بعض الأحيان لحفظ الوطن".

في المقابل، واصل النائب زياد أسود الذي ينتمي الى "التيار الوطني الحر" هجوماً لاذعاً على حركة "أمل" وبرّي، ورأى أن "مغدوشة نموذج خبيث عن الاعتدال الجنوبي قائم على الاستقواء والفوقية وفرض سلوك ميليشيا وتخويف للناس"، لكنه أشاد في المقابل بحزب الله.

وفي بيان، أكد مطارنة صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك والموارنة والأورثوذكس ​مارون العمار​ و​إيلي بشارة الحداد​ و​الياس كفوري​ "أنّهم يتمسّكون بالعيش المشترك كشعار نهائي لا حياد عنه"، داعين كلّ الفرقاء أن "لا يقعوا في فخّ فوضى الفقر والعوز الذّي يعيشه اللبنانيّون كافّة، بل وجب تنظيم حياتنا على ضوء الحاجات الملحّة الطارئة وتجنّب المشاكل".

واستغل رئيس الجمهورية ميشال عون استغل ذكرى الانتصار في حرب "فجر الجرود" ضد تنظيم "داعش" ودعا اللبنانيين إلى "الالتفاف حول مؤسساتهم العسكرية والأمنية لتفويت الفرصة على الساعين إلى عرقلة أي محاولة للنهوض واستعادة الحياة الطبيعية للبنانيين"، كما دعا الجيش والقوى الأمنية إلى "التنبه الدائم لأي نشاط أو مخطط إرهابي يهدف الى استغلال الظروف الاقتصادية الصعبة لخلق الإرباك والفوضى تحقيقاً لأهداف خارجية".

وجاءت أحداث عنقون ـ مغدوشة بعد اندلاع "ميني حرب" بين قريتي فنيدق وعكار القديمة السنيّتين، استخدمت فيها الصواريخ والاسلحة بسبب محاولة أحد سكان واحدة من البلدتين قطع شجرة في البلدة الأخرى لاستخدام حطبها للتدفئة لأن المازوت غير متوفر، وكذلك بعد أيام قليلة على حادثة التليل التي أودت بحياة نحو 31 شخصاً.