أكد مصدر إيراني رفيع المستوى في شركة السفن الإيرانية، أن سفينة بلاده الأولى المحملة بالمازوت، والتي أُرسلت إلى لبنان، عبرت صباح أمس قناة السويس، وباتت في البحر الأبيض المتوسط، مما يعني أنها تحتاج لساعات قليلة لتصل إلى بيروت أو مرفأ بانياس السوري، وسط مخاوف من أن تقصفها إسرائيل.

وأكدت مصادر مصرية مطلعة، أمس، أن ناقلةً إيرانيةً عبرت قناة السويس في قافلة الصباح، مضيفة أن هيئة القناة ملتزمة بقانون الملاحة الدولي، الذي لا يمنع مرور أي سفينة، مادامت الدولة التي تملكها ليست في حرب مع مصر.

Ad

في غضون ذلك، أكد المصدر الإيراني، أن السفينة الثانية المحملة بالبنزين باتت الآن في البحر الأحمر، و«الثالثة» المحملة أيضاً بالمازوت، والتي تحدث عنها الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله أخيراً، انطلقت أمس الأول من السواحل الإيرانية.

وذكر أن التجار اللبنانيين الذين اشتروا الوقود الإيراني يطالبون بأن تتجه جميع السفن إلى مرفأ بيروت، لكن تم إعلام السفن بإمكانية أن تتجه إلى مرفأ آخر، إذا اقتضت الحاجة.

وأضاف أن «حزب الله» مُصرٌّ على ضرورة إفراغ السفن حمولتها في موانئ لبنانية على مسؤوليته، لافتاً إلى أن الأمور ستتضح في الساعات القليلة المقبلة مع وصول السفينة إلى المياه الإقليمية اللبنانية.

وكشف مصدر دبلوماسي إيراني رافق وزير الخارجية الجديد حسين أمير عبداللهيان في سفره إلى بغداد ودمشق، أن الوزير أثار في دمشق مع الرئيس بشار الأسد شخصياً مسألة إفراغ بعض شحنات الوقود إلى لبنان في ميناء بانياس السوري، وإرسالها للبنان عبر البر، مشدداً على أن هذا الموضوع بات أولوية قصوى.

وأضاف أن عبداللهيان أبلغ الأسد انزعاج طهران من استيلاء أجهزة أمنية سورية على شحنة سابقة، كانت إيران قد أرسلتها إلى لبنان، واضطُرت لإفراغها في بانياس.

وحسب المصدر، فإن جزءاً من هذه الشحنة تم الاستيلاء عليه من السوريين، لكن الجزء الأكبر كان مخزناً بالقرب من ميناء بانياس، وقامت إسرائيل باستهدافه وتدميره.

وأشار إلى أن عبداللهيان انتهز فرصة لقائه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في بغداد، وطلب منه تسهيل عبور سفن الوقود عبر قناة السويس.

وفي سياق متصل، أكد المصدر الدبلوماسي، أن حسن نصرالله التقى عبداللهيان في مكان آمن بضواحي دمشق ليلة الأحد- الاثنين، قبل عودة الوزير الإيراني إلى طهران.

وأوضح أن عبداللهيان سلّم رسالة شفهية من الرئيس إبراهيم رئيسي للأسد ونصرالله، أكد فيها التزامه اللامحدود بدعم «جبهة المقاومة»، وشدد على أن زمن الضيق المالي بالنسبة لـ «حزب الله» سينتهي قريباً.

وفي حين يسود غموض حول ما ستقوم به واشنطن وإسرائيل، هدد عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، أبوالفضل عموئي، بأن «أي خطأ سيواجه برد ثنائي إيراني- لبناني»، مضيفاً أن سفن بلاده المتجهة للبنان هي «تجارة مشروعة».

وكان نصرالله قال إنه «منذ اللحظة التي ستبحر فيها السفينة بعد ساعات ستصبح أرضاً لبنانية».

طهران - فرزاد قاسمي و حسن حافظ