لا ترى فانوس بصير، اللاعبة السابقة في فريق كرة القدم الوطني للنساء في أفغانستان، مستقبلاً لها في ظل حكم طالبان.

فرت هاربة، وهي الآن في مركز استقبال للاجئين في فرنسا تنعي حياتها التي خلفتها وراءها.

Ad

قالت فانوس وهي تقف خارج مركز الاستقبال الذي وصلت إليه بعد إجلائها من كابول على رحلة طيران نظمتها فرنسا «كنا نحلم بالكثير لبلادنا، لمستقبلنا، ولمستقبل المرأة في أفغانستان».

وأضافت «كان هذا هو الكابوس، أن تأتي طالبان وتسيطر على أفغانستان كلها.. لا مستقبل للنساء في الوقت الراهن».

في المرة السابقة التي وصلت فيها طالبان للحكم في أفغانستان حُرمت النساء من ممارسة الرياضة ومن العمل خارج المنزل، وكان يتعين عليهن تغطية أجسامهن من الرأس إلى أخمص القدمين في أي مكان عام.

وأطاح غزو قادته الولايات المتحدة بحكم حركة طالبان الإسلامية في 2001، لكنها وصلت إلى السلطة مرة أخرى بعد 20 عاماً وأجبرت القوات الأجنبية على الخروج من البلاد مما أدى إلى إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان المعرضين للخطر. وغادرت آخر طائرات إجلاء البلاد أمس الاثنين.

وفي عام 2010، انضمت فانوس بصير إلى فريق وليد لكرة القدم كان يتدرب في استاد متهالك وبدأت في المشاركة في بطولات بالخارج.

وتظهر في صورها، عندما كانت تمارس اللعبة، مرتدية زي اللعب ورأسها مكشوف وتبتسم وهي تضم بذراعيها زميلاتها في الفريق.

والآن عادت طالبان وتوقف نشاط الفريق الوطني لكرة القدم، وتم ترحيل عدد كبير من اللاعبين والعاملين على متن طائرة عسكرية أسترالية.

وحث مدرب سابق اللاعبين الباقين في أفغانستان على حرق ملابسهم الرياضية وإغلاق حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لتجنب انتقام طالبان.

وتوقفت فانوس «25 عاماً» عن اللعب في الفريق الوطني قبل سنوات وكانت تدير نادياً للنساء منذ ذلك الحين. وقد عملت كذلك مهندسة مدنية.

وقالت إنها لم تخرج إلى الشارع لعدة أيام بعدما سيطرت طالبان على العاصمة كابول يوم 15 أغسطس، وعندما غامرت بالخروج ارتدت البرقع الذي يغطي جسمها بالكامل ووجهها.

وإضافة إلى أن كرة القدم لم تعد أمراً مطروحاً للنساء الآن، قالت كذلك إنها تواجه خطر إجبارها على ترك عملها.

وسعى بعض مسؤولي طالبان إلى إعطاء انطباع بأن الحركة على استعداد الآن للسماح ببعض الحريات للمرأة، لكن العديد من الأفغان يرون ذلك مجرد واجهة لإخفاء الحقيقة.

وأبلغت طالبان النساء في بعض الأماكن بأنهن لا يمكنهن الخروج دون مِحرم، وهو ما يعني أن على فانوس اصطحاب والدها أو شقيقها كل يوم ليرافقها إلى عملها.

فقررت الرحيل مع والديها.

ولثلاثة أيام ظلت تحاول المغادرة دون جدوى وسط الحشود المتجمعة خارج مطار كابول، وقالت إنها رأت مسؤولين من طالبان يطلقون النار من بنادقهم ويضربون الناس بالعصي.

وعندما حاولت التحدث مع بعض ممثلي الحركة قالوا «أنت امرأة.. لا نريد التحدث معك».

وكانت فانوس وأسرتها قد فقدوا الأمل في الرحيل عندما سمعوا أن السفارة الفرنسية نظمت حافلات للمؤهلين للإجلاء لنقلهم للمطار. فتمكنت هي وأسرتها من الوصول للمطار والخروج من البلاد جواً.

وهم الآن قيد حجر صحي في مركز الاستقبال الذي يبعد نحو 450 كيلومترا غربي العاصمة الفرنسية باريس للتحقق من عدم إصابتهم بـ «كوفيد-19».

وتأمل فانوس في أن تعمل مهندسة مدنية في مكانها الجديد، لكنها الآن تشعر أنها في عالم مجهول.

قالت «أن نترك بلدنا وأحلامنا وكل شيء.. أمر صعب للغاية على الجميع، الآن علينا أن نبدأ من الصفر».