أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني أمس بأن وزير الخارجية الإيراني الجديد حسين عبداللهيان، تلقى دعوة لزيارة باريس من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت كشف عبداللهيان أنه تحدث مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، على هامش مشاركتهما في مؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة»، السبت الماضي.

وقال عبداللهيان في تصريحات للتلفزيون الرسمي: «لم تجر محادثات رسمية بيننا وبين الوفد السعودي بل جرى حديث سريع على هامش المؤتمر بيني وبين بن فرحان»، وأضاف أن «وزير الخارجية السعودي قال إن بلاده تنتظر استقرار الحكومة الإيرانية الجديدة من أجل استئناف التواصل».

Ad

في موازاة ذلك، نقل عن سفير إيران لدى بغداد، إيرج مسجدي قوله، أمس، إن إيران تخطط لإجراء جولة رابعة من المحادثات مع السعودية في العراق.

وأمس الأول، أوضح مسجدي أن جولات المفاوضات السابقة تناولت إعادة فتح سفارتي البلدين، معربا عن تمنياته لـلتوصل إلى نتائج إيجابية في الجولات المقبلة.

وقبل ذلك بساعات، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، خطيب زاده، أن «السعودية دولة جارة في المنطقة، وأن هناك الكثير من القواسم المشتركة معها»، مشيراً إلى أن طهران عقدت 3 جولات حوار مع الرياض حتى الآن، وأن بلاده مستعدة إذا لزم الأمر لاستئناف تلك اللقاءات.

وكانت العلاقات بين الرياض وطهران شهدت قطيعة منذ مطلع عام 2016، إثر اقتحام سفارة المملكة في طهران، خلال احتجاجات على تنفيذ السلطات السعودية حكماً بإعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر وآخرين، واستمرت الخلافات بشأن موقف البلدين من الحرب في اليمن والاتهامات السعودية لإيران بدعم الإرهاب وتهديد الملاحة في الخليج.

وفي سياق متصل، أثار مسجدي انتقادات وتساؤلات غاضبة من العراقيين بعد كشفه عن شمول قتلى إيرانيين سقطوا في الحرب مع «داعش» بامتيازات، وحصولهم على مرتبات مالية شهرية من مؤسسة «الشهداء العراقية».

وهاجم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ضمنا، التدخلات الإيرانية في بلاده خلال كلمه باجتماع مجلس الوزراء أمس. وقال: «حرصنا على أن يتحكم العراق بأمنه وسياسته واقتصاده بعيداً عن أي تدخل».

وتابع: «لا يمكن بأي حال من الأحوال حكم العراق من قبل دولة أخرى، كما لا يمكن عزل العراق عن محيطه الإقليمي والدولي، وهو ما نعمل عليه عبر توطيد علاقات التعاون المبنية على الاحترام المتبادل للسيادة».

وأشار إلى نجاح بلاده في عقد مؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة»، قائلا: «كانت أصداؤه كبيرة محلياً وإقليمياً وعالمياً، وهدفنا قبل كل شيء مراعاة مصلحة العراق، وهذا لا يعني أن يكون على حساب أشقائنا وأصدقائنا من الدول العربية والإقليمية، بل على وفق المصالح المشتركة». وشدد على أن «العراق يجب أن يعود بنحو يليق باسمه وتاريخه الكبير، الذي يمثل مهد الحضارات».