تعج وسائل التواصل الاجتماعي يومياً بعشرات الصور والملاحظات والشكاوى من الخدمات المعنية بها أجهزة الدولة المختلفة، لكن بلدية الكويت تستأثر بنصيب الأسد- حسب متابعتي المتواضعة- من حجم تلك الشكاوى والملاحظات التي يرصدها المواطنون كل يوم وليلة للتجاوزات والمخالفات القانونية في الشوارع والطرق والمناطق.نشاهد يومياً وبشكل شبه دائم في "تويتر" و"الإنستغرام" وكذلك مما يتداوله الناس في الواتساب صور مخالفات البناء في المناطق السكنية وتجاوزات الإنشاءات في المشاريع المختلفة واعتداءات المقاولين على أنظمة البناء والتشييد، وعندما ينشر الناس تلك الملاحظات التي يكون مضى على بعضها شهور وأسابيع تتحرك بلدية الكويت متأخرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة وتصحيح الوضع المخالف.
نتساءل دائماً: أين دور جهاز البلدية الرقابي والإشرافي عن تلك المخالفات الفاحشة التي يصورها الناس؟ وأين مفتشو البلدية ومراقبوها؟ وأين مراكزها المنتشرة في المناطق؟ وأين جيوش الموظفين الموزعين على نوبات مختلفة صباحاً ومساء مع سياراتهم المخصصة لهم للجولات الميدانية والبدلات المقررة لهم؟ هل يعقل أن عامة الناس يقومون مجتهدين ومخلصين بتصوير ورصد المخالفات المفضوحة مثل إلقاء الأنقاض في الشارع أو تجاوز الأدوار في البناء أو الاعتداء على أراضي الدولة، وهي مخالفات واضحة وضوح الشمس، ومع هذا لا تراها بلدية الكويت؟ وهل يتوقف تطبيق القانون على اجتهاد الناس أو كشف المخالفات على الملأ أو مناشدة البلدية بوسائل التواصل حتى تقوم بدورها وتطبق القانون؟أوجه نداء إلى من يهمه الأمر بإعادة النظر بشكل جدي بأنظمة العمل والرقابة في بلدية الكويت وتقييم الدور الذي تقوم به مراكز البلدية المختلفة في المناطق، مع تصنيف هذه المراكز حسب أدائها ونظافة مناطقها وقلة المخالفات في قطاعاتها، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب بصورة فعالة، لأن واقع أداء وفعالية البلدية لا يناسب حجم وضخامة الجهاز، ولا يحقق ما هو مطلوب منها للوطن والمواطن مع تقديرنا واعتزازنا بكل المخلصين فيها وبكل موقع، فـ"لو خليت خربت ". والله الموفق.
مقالات
لماذا يقوم الناس بعمل البلدية؟
02-09-2021