كشفت وزارة الكهرباء العراقية، أمس، عن فقدان أكثر من 5 آلاف ميغاواط بسبب انخفاض توريد الغاز. وذكرت الوزارة في بيان لها، أنها في ظل مساعيها لخلق ملف واعد للطاقة الكهربائية وتنويع مصادرها للمحافظة على ما تم تحقيقه من إنتاج هو الأول من نوعه منذ تأسيسها، وتزامناً مع أيام شهر المحرم الحرام، والاستعدادات التامة للزيارة الأربعينية، تعرضت المنظومة الوطنية لتحدٍ قديم متجدد متمثلاً بانحسار إطلاقات الغاز الإيراني المورد لمحطات الإنتاج في المناطق الوسطى والجنوبية من 49 مليون متر مكعب يومياً إلى 8 ملايين متر مكعب، مما أدى إلى تحديد أحمال المنظومة الوطنية وخسارة ما يقارب 5500 ميغاواط من الطاقة دون علم الأسباب».

وأضاف البيان، أن «الوزارة اتخذت إجراءاتها العاجلة المتضمنة التنسيق العالي مع وزارة النفط لضخ كميات إضافية من الوقود البديل لأجل تعويض ما فقدته المنظومة من الغاز المورد، والذي يمكن أن يؤثر على إدامة زخم الإنتاج».

Ad

ولفت إلى أنها «أجرت اتصالات دبلوماسية مع وزارة الطاقة الإيرانية وسفارتها في العاصمة بغداد لتوضيح الظروف الموجبة لهذا الانحسار لتتم معالجة الموقف».

ونقلت قناة «روسيا اليوم» الممولة من الحكومة الروسية عن مصدر عراقي قوله، إن «الحكومة العراقية تعتقد وبشكل كبير، أن إيران خفضت إمداد الغاز لها بسبب رفض العراق دخول أعداد كبيرة من الزائرين الإيرانيين في زيارة أربعينية الإمام الحسين».

وأضاف، أن «إيران تريد دخول نصف مليون زائر أو أكثر إلى العراق في هذه الزيارة، لكن الحكومة العراقية تقول، إن العدد كبير ويجب تقليصه وأن يخضع لإجراءات السلامة الوطنية للوقاية من فيروس كورونا».

وأشار إلى «وجود مفاوضات لإعادة تصدير الكميات المتفق عليها».

ومددت واشنطن مراراً لمدة 90 أو 120 يوماً إعفاءات من العقوبات للسماح لبغداد باستيراد الطاقة من إيران، بعدما أعادت واشنطن فرض عقوبات على النفط الإيراني ومنعت الدول من شراء منتجات طاقة من إيران.

وجراء العجز المحلي في توفيره، يعتمد العراق منذ سنوات تشغيل محطات التوليد الكهربائية على الغاز الإيراني المستورد ذي الكلفة الباهظة.

كانت منظومة الطاقة في العراق فقدت خلال ذروة الصيف الحالي نحو 7500 ميغاوات جراء قطع إيران الإمدادات الحيوية من الغاز والكهرباء بذريعة الديون المتعلقة بذمة بغداد.

وتعاني المنظومة الكهربائية تراجعاً كبيراً منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي جراء العمليات العسكرية أثناء حرب الخليج الثانية، وماتبعها بعد ذلك عقب سقوط النظام العراقي عام 2003.

ومنذ 18 عاماً، بذلت الحكومات المتعاقبة على العراق نحو 80 مليار دولار على قطاع الكهرباء، لكن مستوى الإنتاج والتوليد مايزال عاجزاً بنحو 40 في المئة لتوفير الاكتفاء المحلي.

وتشهد أبراج الطاقة الناقلة للضغط الفائق في العراق سلسلة من الهجمات المستمرة، التي تسببت في تراجع مستويات التجهيز وانهيارات متكررة. إلى ذلك، اتهمت الغرفة التجارية في إيران، قطر بـ«التعدي» على حصتها من غاز «الهيليوم» المستخرج من حقل فارس الجنوبي المشترك بن البلدين.

ونقلت «وكالة إيسنا» الإيرانية، أمس، عن عضو الغرفة التجارية في طهران، مهرداد عباد، قوله إن «نصيب إيران من هذا الغاز بات في قبضة قطر، بسبب عجز طهران عن تأمين الأدوات التي تمكنها من استخراجه».

وأضاف عباد، أن «غاز الهيليوم في إيران أصبح استثماراً منسياً في ظل عدم توافر شروط استخراجه، رغم أهميته للاقتصاد الوطني»، مؤكداً أن افتقار إيران للأدوات المساعدة، أدى إلى أن يستخرج الطرف القطري هذا الغاز بمنتهى اليسر ويبيعه في الأسواق العالمية.

وجدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أمس، تأكيده على أهمية رفع مستوى العلاقات مع دول الجوار، وقال خلال اجتماع حكومته الأسبوعي أمس، إن «الدبلوماسية الأكثر فاعلية للحكومة يجب أن تكون مع الجيران، ولابد من بذل كل الجهود لرفع مستوى التجارة والتعاون الاقتصادي معهم نظراً إلى توفر أرضيات مناسبة لتعزيز هذه العلاقات وزيادة حصة إيران في التبادل على الصعيد الإقليمي». وفي إشارة إلى التطورات بأفغانستان، أكد رئيسي أن «تجربة الوجود الأميركي في مختلف دول ومناطق العالم تثبت أن هذا الوجود لم يخلق الأمن إطلاقاً بل كان على الدوام مخلاً بالأمن والاستقرار».

وأضاف أن «الأميركيين بهذا الماضي والأداء وبدلاً من أن يتحملوا المسؤولية في محكمة الرأي العام العالمي يبادرون بذرائع مختلفة لإثارة الأجواء ضد الدول الأخرى».

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، وصف أمس الأول، اجتماعه مع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على هامش قمة بغداد بـ» الودي والإيجابي». وقال عبداللهيان، إنه «بإمكان إيران والإمارات اتخاذ خطوات كبيرة نحو التعاون وتفعيل السياسة والدبلوماسية بينهما» لافتاً إلى أنه «لدى قادة البلدين إرادة جادة لتعزيز العلاقات الثنائية».

في سياق آخر، طالبت المانيا وفرنسا إيران أمس، باستئناف المحادثات بشأن الاتفاق النووي في فيينا بأقرب وقت، بعد تقرير عن أن إيران سرعت تخصيبها لليورانيوم إلى درجة تقترب من مستوى الأسلحة.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، قال في مقابلة بثها التلفزيون الايراني أمس الأول: "لا نحاول الهرب من طاولة المفاوضات، والحكومة (...) تعتبر أن التفاوض الحقيقي هو عملية تنتج عنها نتائج ملموسة تسمح بضمان مصالح وحقوق الأمة الإيرانية".

وأضاف أن "الطرف الآخر يعلم جيدا أن عملية تستغرق شهرين او ثلاثة اشهر ضرورية لتشكيل الحكومة الجديدة واتخاذ اي قرار"، مؤكدا مع ذلك أن المباحثات في فيينا هي "إحدى القضايا المدرجة على جدول أعمال السياسة الخارجية وأجندة الحكومة".