مدارس الصين تدرج فكر «الجد شي» في مناهجها

نشر في 02-09-2021
آخر تحديث 02-09-2021 | 00:03
طلاب صينيون خلال أول يوم دراسي لهم في مقاطعة هوبي أمس (ا ف ب)
طلاب صينيون خلال أول يوم دراسي لهم في مقاطعة هوبي أمس (ا ف ب)
عاد، أمس، تلاميذ الصين إلى المدرسة ومعهم كتب مدرسية جديدة تروج لفكر شي جينبينغ في وقت يسعى الحزب الشيوعي لتوسيع ما يطلق عليه البعض "عبادة الشخصية" كي تشمل أطفالاً لا تتجاوز أعمارهم السبع سنوات وتنشئة جيل جديد من "الوطنيين".

وأعلنت وزارة التعليم إنها ستدرج في المنهج الوطني أيديولوجية شي السياسية غير واضحة الأطر، بدءاً بالمدارس الابتدائية وصولاً إلى مراحل التخرج.

ويتعين على معلمي الصفوف الابتدائية "غرس بذور حب الحزب والبلد والاشتراكية في القلوب الصغيرة"، وفق بيان للحكومة حول المنهج الجديد.

ونقلت حافلات الأطفال الذين كانوا يضعون شالات حمراء فوق الزي المدرسي، إلى بوابات مدارسهم صباحاً. وترجلوا من الحافلات حاملين على ظهورهم حقائب كبيرة ملونة.

وتحمل تصاميم الكتب الجديدة اقتباسات بليغة من خطابات الرئيس وصوراً لوجهه المبتسم. وتتضمن كتب الصفوف الابتدائية فصولاً حول إنجازات الحضارة الصينية ودور الحزب الشيوعي في مكافحة الفقر ومحاربة جائحة "كورونا".

تتخلل الدروس اقتباسات عن شي حول حب الوطن والواجب، وقصص عن لقاءاته مع المواطنين.

ويذكر أحد الكتب أن "الجد شي جينبينغ مشغول جداً في العمل، لكن مهما كان مدى انشغاله فإنه ينضم لنشاطاتنا ويهتم بنمونا".

يتضمن فكر شي 14 مبدأ من بينها "القيادة المطلقة للحزب" على الجيش و"تحسين مستويات المعيشة من خلال التنمية".

وتكرس ذلك خلال جلسة الجمعية الوطنية الشعبية عام 2018 بتعديل دستوري ألغى الحد الأقصى للولايات الرئاسية ومهد الطريق أمامه ليصبح رئيساً مدى الحياة.

ويشير المسؤولون باستمرار الآن إلى تلك المبادئ في سياقات متباينة من محاربة كوفيد إلى الأدب والفنون، فيما فتحت الجامعات معاهد مكرسة لفكر شي.

وجهود تلقين الأطفال الفكر السياسي لشي تحمل إيديولوجيته إلى الجمهور الأصغر.

وتأتي تلك المساعي في وقت يشن الحزب حملة أكبر لمحاربة ما يعتبره تأثيرات مفسدة على الفتيان، من ألعاب الفيديو إلى المشاهير ووسائل التعليم الأجنبية.

وتغوص الكتب المدرسية للتلاميذ الأكبر سناً في مواضيع أكثر تعقيداً مثل قطاع الطيران والفضاء في الصين والطريق، كي تصبح "قوة اشتراكية حديثة عظمى".

عبر العديد من الأهالي في مجالس خاصة، عن عدم ارتياح بشأن المنهج الدراسي لكنهم رفضوا إجراء مقابلة مع "وكالة فرانس برس" خشية التعرض لمشكلات بسبب التحدث مع وسائل إعلام أجنبية.

لكن السياسة تلك لقيت معارضة خفية تمثلت بتعليقات على الانترنت لمستخدمين لم يكشفوا هوياتهم.

وكتب مستخدم على منصة ويبو للتواصل الاجتماعي أن "غسيل الدماغ يبدأ من الطفولة". وسأل آخر "هل يمكن رفض ذلك؟".

وقال أستاذ الشؤون الدولية بجامعة "جورجيا تيك" وانغ في-لينغ، إن الكتب المدرسية مثال على مساعي الحزب الشيوعي "للرهان على عبادة الشخصية في زعيم قوي يشبه ماو".

أضاف: "لكن بالنظر إلى ما حدث في المجتمع الصيني في العقود الأربعة الأخيرة، أعتقد أن الكثير من الآباء قد لا يرغبون في ذلك كثيراً، والعديد من التلاميذ قد يجدون الأمر مملاً، ولكن قلة سيحتجون أو قد يحتجون علنا".

ورأى أن "معظمهم ببساطة قد لا يأخذون الأمر على محمل الجد".

وإن كانت الصين كثيراً ما غرست في التلاميذ حب الوطن وتعلم السياسة، فإن المنهج الجديد يدور حول "تعزيز عبادة شي بقدر ما يدور حول تعزيز المشاعر القومية"، حسبما قال الباحث في شؤون الصين آدام ني.

وقد روجت وسائل الإعلام الرسمية لتطلعات شي بالنسبة للشبان الصينيين، إذ نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) حثه الشباب على "السعي للتحلي بقلوب نقية وشخصيات سليمة وبالنزاهة" وذلك في مقالة لمناسبة بدء العام الدراسي، أمس.

back to top