شوشرة: متمحور
قضية حقوقية وإنسانية تمحورت حتى طال مداها في وحل الحلول الغائبة والقضايا الشائكة والأولويات المتخلفة والمقترحات الباهتة، وما خلفته من إرهاصات ومتغيرات فسيولوجية وداخلية وخارجية بسبب "بدون" انتهك خصوصيتهم، ووضع صكه وختمه كوسام يلاحق بعض المبتزين والمراوغين والمتطفلين في حل قضيته التي خرجت عن اهتمامات ندواتهم الفارغة وسياستهم التافهة وشعاراتهم "الطنانة" فباعوا القضية وضحاياها عبر تصريحات الضحك على الذقون، والتي تبث سمومها من أفواههم النتنة.هناك من وصف القضية بأنها كرة ثلج، وحذر من استمرار تدحرجها حتى لا تكبر وتتفاقم، إلا أن الحقيقة غابت عنه بأن هذه الكرة تدحرج معها آلاف البشر الأبرياء الذين لا يزالون يبحرون في المجهول بعد أن أغلقت جميع نوافذ الحياة عليهم، وظلوا هائمين بين مصطلحات واتهامات لا تمت للواقع بصلة، وذلك لمن ارتضوا أبسط الحلول لعل أجيالهم تجد ما تبقى لها من أمل في هذه الدنيا العابرة ومستقبل قد تضيء أنواره من جديد ليعود النبض وتجري المياه الراكدة إلى حقولها لتنبت الأزهار بعد أن تحولت إلى أشواك.أربعة أحرف أصبحت اتهاماً يلازم أصحاب القضية الذين رفض أغلبهم الولاء لغير هذه الأرض التي ولدوا وعاشوا ودفنوا فيها، فعن أي مفاهيم وطنية يتحدث المتعجرفون والمتكالبون لوأد بشر يحملون حقبة من الزمن في هذا الوطن؟ كفى طغيانا واستضعافا واستهانة بأناس أبرياء يواجهون في كل يوم حدثاً جديداً واتهاماً متغيراً وصفة خارج مفاهيم اللغة العربية.
كفى انتهاكا لبشر ضحوا ويضحون وسيضحون من أجل هذه الأرض التي حملت بين طياتها أمجاد العديد منهم عبر مواقع مختلفة وأحداث مشرفة، والتاريخ سطر لهم أروع ملاحم البطولات في دفاعهم عن الكويت إبان الغزو الغاشم، فمنهم من حارب واستشهد وأسر وآخرون عملوا وساعدوا كل في موقعه، ولو ذكرنا أدوارهم المشرفة لما كفتنا سنوات طوال للحديث عنها وعن فزعتهم في كورونا.إن اللوم ليس على المتربصين، إنما على من كان الرهان الحقيقي على دورهم في تبني حلول واقعية في بيت الأمة ممن يتكرر كلامهم المعسول وردات فعلهم، في حين القضية في حقيقة الأمر خارج اهتماماتهم وتمر مرور الكرام في أحاديث دواوينهم المزينة بطلاء الإنسانية المزيفة. فمن غير العدل أن يحرم طفل من التعليم لأنه غير قادر على الالتحاق بمدارس تفوق حسابات أسرته المالية ونفقاتها الشهرية التي تشهد تحدياً مع الوقت لتأمين إيجار شقة صغيرة جداً، ومن الظلم أن يتحول هذا الطفل الى بائع في الشوارع تحت أشعة الشمس اللاهبة متناسيا أنه في عالم أصبحت طفرته التكنولوجية تغزو البشرية، وأن أبناء جيله يجلسون خلف الشاشات ليمارسوا ألعابهم الإلكترونية، ومن المحزن أن يُجرح رجل مسن يحمل عبق تاريخ عاشه في هذه الأرض ويتم تمزيق ما تبقى من إرث هذا المسن وتجريده من هويته في لحظة.إن استمرار هذه المشاهد الحزينة تتوالد معها العديد من الآهات المكبوتة التي لا تزال على أمل الغد الأفضل.