بالعربي المشرمح: الحكومة تبحث عن مخرج!
ما تم خلال دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الحالي لمجلس الأمة وما صاحبه من استعراضات ومناكفات واستهتار بين الحكومة ونواب المعارضة إن جاز وصفهم بالمعارضة شيء مخجل ومؤلم ليس لنا كمواطنين فقط بل لسمعة الكويت سياسياً، فقد خرجت الحكومة من هذا الفصل بانتصار خجول وقد يوصف بالمخزي لكنها تعتبره انتصاراً سياسياً، فنجحت بتمرير ما تريد وإن كان على حساب سمعتها ومكانتها.وباعتقادي أن الحكومة لن تغامر وتعود بالطريقة ذاتها التي مارستها في دور الانعقاد الماضي خصوصاً بعد النقد القاسي الذي تعرضت له حتى من أقرب المقربين لها والداعمين لسياستها، لسوء طريقتها في التعامل مع فريق المعارضة خصوصاً في الجلسة الافتتاحية، وما أعقبها من أحداث لتختمها بجلسة الميزانيات والتصويت عليها وقوفا عند مدخل القاعة بصورة تثير السخرية والاستهزاء.لذلك حتما ستعود الحكومة بخطة تعيد بها هيبتها وتستعيد مكانتها وسيطرتها على المجلس، ولن تغامر بالعدد الضئيل من النواب المؤيد لها، ومن المتوقع أن توزر أكثر من خمسة من نواب المعارضة أو المجبرين شعبياً على الوقوف معها، وبهذا ستنجح في تقليص عدد المعارضة وترفع الحرج عن بعض النواب المجبرين لإرضاء القواعد الانتخابية وتمرير حزمة من القوانين الصارمة كالضرائب والدين العام وغيرها مما قد يثير سخط الشارع.
المثير في عمل الحكومة وعمل البرلمان هو انشغال الطرفين في صراع وهمي كل منهما خاسر في نهايته، حتى إن انتصر طرف على الآخر فالعمل الوطني والسياسي ليس مباراة كرة قدم بل هو عمل منظم وتعاون سلطات للرقي بالوطن والمجتمع وازدهارهما، وتحقيق أقصى سبل الرفاهية والأمان والتطوير، وهو الأمر الذي غاب عن السلطتين التشريعية والتنفيذية منذ مجلس وحكومة 2009 وما تلاه بعد مرسوم الصوت الواحد الذي يعتبره أغلب السياسيين القشة التي قصمت ظهر العمل السياسي الجماعي، وجعلته عملاً فردياً وخاضعاً للشارع العام ورغباته وسهل السيطرة على أعضائه. يعني بالعربي المشرمح:حكومتنا تخطط لدور الانعقاد القادم لكن خطتها ليست للتنمية والتطوير والخروج من أزماتها المتراكمة، بل للانتصار على خصومها السياسيين في البرلمان، وكيف تنجح في تمرير ما يريده المتنفذون من مشاريع، ونواب المعارضة يخططون لإرضاء قواعدهم والتخطيط لإسقاط خصومهم، دون رؤية وتخطيط أو برنامج، وهذا النهج المرير والمدمر الذي نعيشه يجب أن يتغير، وليخطط الطرفان لمستقبل واعد للكويت وشعبها ويتعاونا على تنفيذ ذلك بدلاً من الخصومة الفاجرة والصراع العبثي الذي نراه.