بين الوطن والمواطن مدبر!!
مواطنٌ ينزف حسرةً لبناء وطنه... ومخطِطٌ يرقِصُ فَرِحاً لدمار وطنه.هنا البداية الأليمة للمقال الذي يشكو حال المواطن الذي يحمل كل مآسي الوطن على عاتق ساقيه، يأتي على الدنيا متأملاً الخير لمأواه، ومن الثانية الأولى من عمره يحظى ببلد العطاء الذي تكفّل به منذ ولادته صحياً وتعليمياً حتى ينتهي من مسيرته التعليمة؛ ليلقى ما بنى طيلة السنين الماضية. لكن هذه العاصفة الفاسدة التي تسيطر على جسد هذا الجسم المعطاء تجعله لا يلقى سوى إحباطات في جميع ما سبق، فيحمل المواطن على ساقه سوء ما ينتج من الرأس (الودر) حتى تنكسر هذه الساق ندماً على ما جرى.
يأتيك راعي (البراشوت) ليصدق تخلفه بفلسفة لا مثيل لها، ويتخذ قراراته متفاخراً بتعطيل مصالح من ترعرع على هذه الأرض، ضارباً بالإنسانية والتواضع وكرامته عرض الحائط، منعمياً بما استولى عليه بحق أو بغير ذلك عن كل شيء، وبين فترة وأخرى تسعى الساق إلى تجديد ثقتها بالرأس الذي يدبر طريقه، ولكن كعادة هذا الرأس لا يعمل إلا لخلق عقبات من المفترض ألا تكون موجودة في مواجهة هذه الساق. والأمثلة على تلك العقبات كثيرة منها: عدم القدرة على توزيع المساكن على المواطن الذي تعدى ربع قرن من عمره وذلك بسبب إطارات السيارات (تواير). ما رأيك عزيزي المواطن بحكومة تحتفل بإعادة افتتاح فرضة خضار ونقل إطارات من منطقة لأخرى ونواب أمة يحضرون ويثنون على هذه الإنجازات التي يرونها عظيمة للوطن والمواطن؟ (العيب لي طلع من أهل العيب مو عيب).ختاماً بالكاش:أتريدون أن تعملوا لمصلحة الوطن والمواطن أم تريدون أن تعيثوا في هذا الوطن فساداً، حتى يهيئ المواطن مستقبله خارج هذا الوطن الذي انتهكت حرمته أو داخله بسبب مصالح سياسية واقتصادية؟