اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال قمة عقدت في القاهرة، أمس، على أهمية تكاتف الجهود للعمل على إحياء عملية السلام، واستئناف المفاوضات، وفق مرجعيات الشرعية الدولية، أخذاً بعين الاعتبار التبعات الجسيمة من عدم حل النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.

المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، صرح بأن السيسي أكد في بداية القمة الثلاثية أهمية العمل المشترك لتحقيق جميع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وآماله وطموحاته، مستعرضاً في هذا الإطار رؤية مصر لكيفية إحياء عملية السلام، وتثبيت التهدئة في غزة، وكذا إعادة إعمار القطاع، مع التأكيد في هذا الصدد أن تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في الدولة المستقلة لن يتأتى إلا من خلال توحيد الصف، وإنهاء الانقسام الذي طال أمده بين الضفة الغربية وغزة.

Ad

من جانبهما، توجه الزعيمان الفلسطيني والأردني بالشكر إلى الرئيس المصري على المبادرة بعقد القمة المهمة، التي تأتي في توقيت حيوي في أعقاب الأحداث الأخيرة، مع الإشادة في هذا الخصوص بالجهود المصرية المخلصة والحثيثة تجاه القضية الفلسطينية، وآخرها إنفاذ وتثبيت التهدئة التي تمهد لإعادة الإعمار في غزة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية لسكان القطاع المحاصر.

مباحثات مغلقة

وأشار راضي إلى أن القمة الثلاثية، شهدت عقد جلسة مباحثات مغلقة، تلتها جلسة ضمت وفود الدول الثلاث، حيث هدفت المباحثات إلى تنسيق المواقف والرؤى إزاء عدد من الموضوعات المرتبطة بالقضية الفلسطينية، التي تمثل الأساس الحقيقي لاستقرار المنطقة، وتحظى بالأولوية لدى كل الشعوب العربية، أخذاً في الاعتبار المستجدات التي طرأت خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً ما يتعلق بعملية السلام وسبل تثبيت التهدئة عقب التصعيد العسكري في مايو الماضي.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن المباحثات شهدت مناقشة مستجدات الموقف في الأراضي الفلسطينية، كذلك على المستويين الإقليمي والدولي، إذ عكست مدى التقارب في وجهات النظر بين كل من مصر والأردن وفلسطين حيال مجمل القضايا.

كما أكدت القمة المواقف الثابتة لمصر والأردن من دعم دولة فلسطين والرئيس عباس إزاء أي تحركات أو إجراءات من شأنها المساس بثوابت القضية الفلسطينية، أو إحداث أي تغيير أحادي على الأرض من شأنه المساس بحق الشعب الفلسطيني في الحصول على دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وشددت القمة على أهمية تكاتف جميع الجهود من الأشقاء والشركاء للعمل على إحياء عملية السلام واستئناف المفاوضات وفق مرجعيات الشرعية الدولية، أخذاً بعين الاعتبار التبعات الجسيمة من عدم حل القضية الفلسطينية على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.

توحيد المواقف

مصادر مصرية مطلعة قالت لـ«الجريدة»، إن القمة بحثت توحيد المواقف فيما يتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية ومباحثات السلام مع إسرائيل، وكيفية التحرك على المستويين الإقليمي والدولي.

وتناولت القمة دعم الموقف الفلسطيني لحشد المجتمع الدولي في ملف إعادة الإعمار، إذ تمت مناقشة البيان المرتقب للرئيس الفلسطيني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية سبتمبر الجاري.

ولفتت المصادر إلى أن أهم ما تطرقت إليه القمة هو ضرورة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، والتوصل إلى عقد مباحثات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد سنوات من التوقف، من خلال خطة واضحة المعالم تكون محل توافق الفصائل الفلسطينية، ومحل قبول غربي خصوصاً من الولايات المتحدة باعتبارها الراعية لمثل هذه المفاوضات بجوار الأمم المتحدة.

وقبيل انعقاد القمة، أكد الرئيس المصري خلال لقاء ثنائي مع نظيره الفلسطيني، ضرورة دفع السلام بالتوازي مع العمل على تحقيق وحدة الصف الفلسطيني من خلال إتمام عملية المصالحة والتوافق بين جميع القوى والفصائل، ودعم السلطة ودورها في قطاع غزة، الخاضع لسيطرة حركة «حماس»، وكذا تحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بالقطاع.

مطالب عباس

وفي تصريحات منفصلة، قال عباس، إن المصالحة الفلسطينية توقفت بعد سلسلة من المباحثات في عدد من العواصم العربية.

وشدد عباس خلال لقائه في مقر إقامته بالقاهرة، عدداً من الإعلاميين المصريين، على ضرورة اعتراف «حماس» بالشرعية الدولية، مستطرداً: «إذا اعترفت بتلك الشرعية نستطيع تشكيل حكومة وحدة وطنية فوراً».

وأعرب عن رفضه للأفكار التي تنادي بإجراء الانتخابات في القدس عن طريق الهاتف أو الإنترنت، مؤكداً عدم إجراء أي انتخابات فلسطينية دون القدس.

وأضاف: «لا بد أن تكون صناديق الاقتراع داخل القدس كما حدث في جميع الانتخابات السابقة؛ لتأكيد سيادتنا على أرضنا». وأوضح عباس، أن الاتصالات مستمرة مع الإدارة الأميركية وأنها أعلنت عن قرارها بإعادة فتح قنصليتها في القدس الشرقية.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، قال أمس الأول، إن بلاده تعتقد أن خطة الإدارة الأمريكية لإعادة فتح قنصليتها في القدس الشرقية لتقديم الخدمات للفلسطينيين هي فكرة سيئة، مشيراً إلى أن إسرائيل تهدف إلى الحفاظ على الهدوء ومواجهة التهديدات في قطاع غزة.

● القاهرة - حسن حافظ