هل ربطت طهران العودة إلى فيينا بموعد الانسحاب الأميركي من العراق؟
عززت السلطات الإيرانية الجديدة إشارات تفيد بأنها عازمة على التباطؤ باتجاه العودة إلى مفاوضات فيينا الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي والمتوقفة منذ 70 يوماً دون تحديد موعد لجولتها السابعة، وربط المفاوضات بموعد انسحاب القوات الأميركية القتالية من العراق بداية العام الحالي.وبعد تصريحات لافتة له بشأن استئناف المفاوضات التي تشارك فيها الولايات المتحدة، في غضون ثلاثة أشهر، تلقى وزير الخارجية حسين عبداللهيان، أمس، ثاني اتصال مع وزير أوروبي غداة تلقيه اتصالاً من نظيره الفرنسي جان ايف لودريان. وفي حين يبدو الأوروبيون الطرف الأكثر حرصاً على استعجال المفاوضات حتى لا تؤدي استراتيجية كسب الوقت سواء من طهران أو واشنطن إلى ما لا تحمد عقباه، قال عبداللهيان لنظيره النمساوي الكساندر شالنبيرغ، إن طهران ترحب بمبدأ التفاوض في إطار «الاتفاق النووي»، لكنها ترفض «المفاوضات من أجل المفاوضات فقط».
وأضاف أن «الجمهورية الإسلامية قامت بدورها الأساسي في الحفاظ على الاتفاق النووي من خلال صبرها الاستراتيجي عقب انسحاب أميركا منه عام 2018 وتقاعس الأطراف الأوروبية»، معتبراً أن «الوقت قد حان، لكي تظهر سائر أطراف الاتفاق النووي التزامها الحقيقي والعملي بالتعهدات» المنصوص عليها في المعاهدة المبرمة عام 2015 والتي تقيد البرنامج الذري الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية عن طهران. وفي ظل مخاوف غربية متزايدة من أن طهران، التي سرعت وزادت تخصيب اليوروانيوم بعد إعادة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرض العقوبات عليها، تسعى لكسب الوقت للوصول إلى تجارب ومعرفة علمية باتجاه تطوير الأسلحة الذرية، دعت فرنسا وألمانيا الجمهورية الإسلامية إلى العودة الفورية لمفاوضات فيينا أمس الأول. في غضون ذلك، صرح وزير النفط الإيراني جواد اوجي بأن العقوبات الأميركية أدت إلى حرمان بلاده من أكثر من 100 مليار دولار من العوائد النفطية خلال الفترة من أبريل 2018 إلى 2021.وتعهد الوزير الجديد بزيادة بيع النفط رغم العقوبات المشددة، لافتاً إلى أن بلاده مستعدة لزيادة إنتاجها من النفط إلى أعلى مستوى ممكن بمجرد رفع العقوبات الأميركية، في حال نجاح مفاوضات فيينا، من أجل تعويض خسائرها الكبيرة. على صعيد منفصل، أصدر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أمس الأول، قراراً بتعيين أنسية خزعلي في منصب نائب الرئيس لشؤون المرأة والأسرة، لتكون أول امرأة تلتحق بتشكيلة الحكومة الجديدة.ويعد مهدي خزعلي شقيق أنسية خزعلي من معارضي المرشد الأعلى علي خامنئي، ومناهضا بارزاً لتدخل قوات «الحرس الثوري» في النزاع السوري.