أكد المخرج حبيب حسين أن فيلم "الفنان الصغير" يأتي لرد الجميل للفنان الكبير محمد الشيخ الفارسي الذي قدّم الكثير للساحة التشكيلية والحقل الإعلامي، إذ يقترن فنه التشكيلي بأقدم برنامج تلفزيوني عن مواهب الأطفال في المنطقة، وهناك أجيال كثيرة من الناشئة تربت على برنامج "الفنان الصغير" الذي كان يُعرَض عبر شاشة تلفزيون الكويت.وقال حسين إنه منذ فترة طويلة دأب على تقديم أعمال سينمائية توثق للفنانين الكبار والحركة التشكيلية، مضيفا: "قدمت خلال الأعوام السابقة فيلم (خلف الأبواب المغلقة)، الذي يناقش العقبات التي تحاصر الفن التشكيلي في الكويت"، موضحا أن "الفيلم يطرح سؤالاً مهماً حول الدور الذي يلعبه الفن التشكيلي في المجتمع، ويتلخص في عدم وجود الأعمال النحتية والجداريات الكبيرة في الساحات العامة والمناطق الحيوية والمباني الشاهقة".
وأكد أن الفيلم يسلط الضوء على العوائق التي تحد من ممارسة الفن التشكيلي، وتقلص دوره في الحياة من الناحية الجمالية.وتابع: "كما قدمت فيلماً عن الفنان التشكيلي محمود أشكناني وجاء بعنوان (زري)، وحصد جائزة مهرجان الكويت السينمائي في دورته الثالثة، وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة. والفيلم يركز على الجوانب الإبداعية للفنان محمود أشكناني".وعن فيلمه الجديد "الفنان الصغير"، قال حسين إنه "يركز على 3 مراحل مهمة في مشوار الفنان محمد الشيخ، إذ أسلط الضوء في المرحلة الأولى على قدرة هذا الفنان على استيعاب الطفل وكيفية مخاطبته من خلال برنامج (الفنان الصغير)، وهذا يعتبر من الأمور الصعبة والمهمة جداً، لأن للطفل عوالم خاصة يجب أن يكون الفرد لديه قدرات كبيرة للوصول إليها، إضافة إلى أن تعبير الطفل بالرسم يعني الكثير من المشاعر المختلطة، لذلك يجب التعامل بحذر مع الناشئة لعدم ترك أثر سلبي من خلال مخاطبتهم في تفاصيل أعمالهم أو من خلال توجيههم".وأفاد بأنه في المرحلة الثانية فضل تناول مشوار الشيخ مع فن الخط العربي، إذ استطاع المزاوجة بين هذا الخط والفن التشكيلي ضمن لوحات جميلة، وفي الثالثة سلط الضوء على تجربة الفنان باللونين الأبيض والأسود، "وهي تجربة ثرية جداً".
تلفزيون الكويت
ويأمل حسين عرض الفيلم عبر شاشة تلفزيون الكويت قريباً، كنوع من العرفان ورد الجميل لهذا الفنان الذي يستحق كل التقدير والاحترام، لافتا إلى أنه طالب قبل فترة بتكريمه ومنحه جائزة الدولة التقديرية، لأنه يستحقها عن جدارة.بدوره، قال الفنان التشكيلي محمد الشيخ، إن حب الناس يعتبر أفضل جائزة يحصل عليها الإنسان، لاسيما أنها تأتي بدافع الاعجاب والتقدير لمشواره الفني، مشيراً إلى أن "هذا التكريم من الأفراد العاديين في المجتمع يدل على تأثير ما قدمته في مشواري في نفوسهم، وأن إنتاجي الفني لامس مشاعرهم، إضافة إلى أن مشواري في البرنامج التلفزيوني (الفنان الصغير) كان ممتداً لسنوات طويلة، وخلاله سلطت الضوء على العديد من الموهوبين الصغار الذين أصبحوا فيما بعد فنانين أو أفرادا مرموقين في المجتمع". واستدرك الشيخ "صحيح أن الجائزة تترك أثراً إيجابياً في نفس الفنان، لاسيما حينما تكون في حياته، لكن أسمى الجوائز وأثمنها هي التي حصلت عليها من الجمهور، فجائزة احترامهم لي تاج على رأسي، وجائزة تقديرهم نبراس أفتخر به، وجائزة سؤالهم عني تتويج معنوي يلامس وجداني، كل هذه الجوائز تشعرني بالفخر والاعتزاز بما قدمته من جهد لم يذهب مع الريح ولم تحجبه الأعوام".وعن أحدث مشاريعه الفنية، قال الشيخ: "بحكم العمر لم أعد أتمكن من ممارسة الرسم أو متابعة حياتي بالشكل المعتاد، فأنا أحتاج للراحة بسبب متاعب المرض، لذلك أنا أمارس الرسم الذي يسري في عروقي، لكن بكل تؤدة وتأن فلا أجهد نفسي".وعن فيلم "الفنان الصغير" قال: "أشكر الأخ والصديق المخرج حبيب حسين على جهده الذي بذله لظهور هذا الفليم، فقد استغرق وقتاً طويلاً في العمل على مادته ثم تصويره العمليات الأخرى، وهو شعور نبيل ورغبة صادقة في توثيق مشواري الفني عبر هذا العمل".جوائز وشهادات تقدير
تعددت الجوائز التي حصل عليها الفنان محمد الشيخ، وجاءت متسقة مع تنوع مشواره الفني، فقد قدم للساحة الفنية الكثير من العطاء، مستنداً إلى أسس أكاديمية، إذ إنه حاصل على بكالوريوس الفنون والتربية في مصر سنة 1974. وللشيخ أنشطة مهنية منوعة، إذ قدّم برنامج الفنان الصغير عبر شاشة تلفزيون الكويت، وانضم إلى جمعيات وروابط فنية محلية وعالمية، وحاز عضوية كل من الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، والاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب، والرابطة الدولية الفنية في باريس، ومجموعة الستة التشكيلية. ونال جوائز من بينها: جائزة الشراع الذهبي في معرض الكويت السابع للفنانين العرب (1981)، وجائزة معرض القرين (2007)، وجائزة الدانة الذهبية، كذلك نال شهادات تقدير من جهات فنية وثقافية، وله أعمال فنية في الوزارات والمؤسسات الحكومية، ومجموعة جداريات في قصر السيف.