بعد أسبوع من استضافة العاصمة العراقية اجتماعاً إقليمياً بمشاركة دول الجوار وفرنسا، كشفت مصادر دبوماسية أن لقاء سيجري الشهر المقبل في بغداد رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك ومدير الاستخبارات التركية حقّان فيدان.

وقالت المصادر، إن اللقاء سيكون الأول من نوعه في بغداد التي تحاول أن تؤدي دور الوسيط الإقليمي خصوصاً بعد نجاحها في جمع إيران والسعودية على أراضيها بهدف إنهاء القطيعة الدبلوماسية وحل الخلافات الإقليمية.

Ad

ورغم عدم توجيه دعوة لدمشق لحضور قمة بغداد شدد المسؤولون العراقيون على العلاقات الجيدة مع دمشق، التي زارها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان فور انتهاء الاجتماع.

الحوار السعودي - الإيراني

وفي حين قال المبعوث الخاص الأميركي روبرت مالي، إن المفاوضات النووية مع إيران لن تنتظر إلى الأبد في تصريح لافت بعد حديث وزير الخارجية الإيراني عبداللهيان عن مهلة 3 أشهر حتى تتسلم حكومة إبراهيم رئيسي كل الملفات، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون المنطقة علي رضا عنايتي، إن الحوار الإيراني - السعودي متوقف وأن استئنافه مرتبط بالظروف المناسبة للطرفين.

وكان عبداللهيان كشف انه أجرى على هامش قمة بغداد الشهر الماضي دردشة سريعة مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، تطرقت الى الحوار بين البلدين، لكن لم يصدر أي تصريح عن الرياض، في حين عقد وزير الخارجية الإيراني لقاء مع نائب الرئيس الإماراتي حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد.

وكشف عنايتي الذي يعتبر مقرباً من وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف وسبق أن عمل سفيراً في الكويت أن 3 جولات من المحادثات جرت بين البلدين، وقال في مقابلة نشرتها صحيفة «اعتماد» الإصلاحية أمس، إن إطلاق محادثات مع السعودية كان قراراً مبدئياً من القيادة الإيرانية.

وأكد عنايتي أن إيران رحبت بجهود العراق الرامية إلى استئناف الحوار بينها والسعودية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن حكومة طهران لا تعتقد أنها في حاجة إلى وسيط للتواصل مع الرياض.

وقال: «إننا دولتان قادرتان على التواصل مباشرة وطرح أي مسائل بينهما، والحوار يتألف دائماً من جزأين أولهما تجاوز سوء التفاهم وتخفيف التوترات وإزالة العوائق القائمة، والثاني توسيع التعاون وفتح أفق أوسع لتحقيق الأهداف، ولم يكن لدينا مع السعودية حتى الآن أي مشاكل في كليهما».

ورجح الدبلوماسي الإيراني أن السعودية خلصت إلى أن الظروف في المنطقة وخارجها تغيرت وأصبحت ملائمة لتغيير النهج إزاء طهران وممارسة سياسات مبنية على الحوار حيالها، مضيفاً: «ربما أخطأت أنا، لكنني أعتقد أن السعودية تبنت نهجاً جديداً إزاء المنطقة وحل قضاياها... بشكل عام بدا لي أن السعودية جادة إزاء حوارها معنا والقضايا التي تسعى إلى حلها معنا». وأوضح أن هذا النهج الجديد يتعلق على وجه الخصوص بالأزمة اليمنية.

وذكر مساعد الوزير أن إيران بدورها غيرت أيضاً نهجها الإقليمي في السنوات الأخيرة، مشيراً في هذا الصدد إلى «مبادرة هرمز» التي طرحتها طهران على دول الخليج.

وقال إن بعض الدول رحبت بهذه الخطة، وإن مجلس تعاون دول الخليج لم يطرح أي مواقف سلبية حيالها، ولم يرفضها أي بلد.

أمن السعودية

في غضون ذلك، وبعد أيام من اتفاق للتعاون البحري بين البلدين، بحث رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي مع وزير الداخلية السعودي عبدالعزيز بن نايف آل سعود التعاون الأمني بين بغداد والرياض، وأهمية تطويره، في مختلف المجالات الأمنية.

وقال مكتب الكاظمي في بيان، إن اللقاء الذي عقد ببغداد بحث «التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب، وضبط الحدود بين البلدين، فضلاً عن تبادل الخبرات الأمنية، وكلّ ما من شأنه أن يسهم في تحقيق أمن واستقرار البلدين».

كما عقد الوزير السعودي فور وصوله اجتماعاً مع نظيره العراقي عثمان الغانمي لبحث ملفات تتعلق بأمن الحدود ومكافحة الإرهاب والمخدرات وتنسيق العلاقات بين الوزارتين.

والخميس الماضي، أعلنت المملكة عن إبرام اتفاقات لتعزيز التبادل التجاري، عبر معبر جديدة عرعر، والشؤون الملاحية البحرية مع العراق، خلال اجتماع المجلس التنسيقي بين البلدين.

كما أكد الكاظمي خلال استقباله رئيس مجلس النواب الأردني، عبدالمنعم العودات، أمس، أن العراق مر بظروف صعبة، وهو الآن في مرحلة التعافي، والمضي باتجاه الوضع الطبيعي الذي يستحقه.

وقال الكاظمي إن «توطيد العلاقات بين بغداد وعمّان ينعكس إيجاباً على استقرار المنطقة، فضلاً عن تحقيق الشراكات الاستراتيجية والاقتصادية».

وأشاد العودات بـ «الخطوات التي تقوم بها الحكومة العراقية باتجاه انتهاج سياسة الحوار والتهدئة، لضمان استقرار المنطقة، وكذلك في مجال محاربة الإرهاب الذي يهدد أمن المنطقة بأسرها».

وأكد أن التوازن والتعافي، الذي يشهده العراق، يستحق الدعم والإسناد.

السفارة الأميركية

إلى ذلك، أفاد مصدر أمني، أمس، بإطلاق صافرات الانذار وتفعيل منظومة الـ»C-RAM» داخل السفارة الأميركية في بغداد ضمن تدريبات بغرض اختبار الجاهزية في المنشأة التي تتعرض لهجمات شبه دورية بقذائف «كاتيوشا» يعتقد أن فصائل عراقية موالية لطهران تشنها.

على صعيد منفصل، نشب حريق هائل في سفينة الحفر «أم قصر»، التي تعد أكبر سفينة عراقية بموانئ محافظة البصرة، في جنوب البلاد أمس.

وأرجعت التقارير الأولية سبب الحريق بالسفينة التي يزيد سعرها على 65 مليون دولار، إلى الإهمال.

رحيل الحكيم

من جهة أخرى، شيعت أمس جنازة المرجع الشيعي البارز محمد سعيد الحكيم، الذي توفي في النجف إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز 85 عاماً، أمس الأول.

وعزت السفارة الأميركية بوفاة الحكيم، الذي يعد رابع أبرز مراجع في العراق. ووصفته بأنه «كان عنواناً للسلام والمحبة والوئام في ربوع المنطقة».

وفارق الحكيم الحياة في مستشفى في النجف، بعدما أجرى هناك عملية جراحية قبل ثلاثة أيام.