قطر تُشغِّل مطار كابول و«طالبان» ترجئ إعلان حكومتها

أحمد مسعود يتعهد بمواصلة القتال في بنجشير... ومدير الاستخبارات الباكستانية يزور أفغانستان

نشر في 05-09-2021
آخر تحديث 05-09-2021 | 00:04
مع تأجيل إعلان حكومة «طالبان» مجدّداً، استؤنف تسيير الرحلات الداخلية لمطار كابول الدولي، بعد إنجاز الفرق الفنية القطرية الإصلاحات الفنية واللوجستية اللازمة.
بينما لا تزال أفغانستان تنتظر إعلان تشكيلة حكومتها الجديدة بعد نحو ثلاثة أسابيع على عودة "طالبان" إلى السلطة، وفي وقتٍ تُواجه الحركة المتطرّفة مقاومة مستمرّة في وادي بنجشير، أعلنت قطر التي تقود المفاوضات الدولية مع "طالبان"، أن فريقها الفني الذي كان وصل الأسبوع الماضي الى أفغانستان، تمكن من إعادة تشغيل مطار كابول لاستقبال المساعدات في حين الرحلات استؤنفت الداخلية.

وقال السفير القطري في أفغانستان سعيد مبارك الخيارين، إن الفريق الفني القطري عمل لمدة 5 أيام متواصلة ونجح في إعادة تشغيل المطار جزئياً، بحيث بدأت الرحلات المخصصة للمساعدات الإنسانية من جميع أنحاء العالم بالوصول، مشيراً إلى أنه "قريباً سيتم تشغيل الرحلات الدولية" مؤكّداً أنه تم أمس، تشغيل رحلتين مدنيتين داخليتين للطيران الأفغاني إحداهما إلى مزار شريف والثانية إلى قندهار.

وتصدر وسم "شكراً قطر" منصات التواصل الاجتماعي وكان بين الأعلى في أفغانستان تعبيراً عن امتنان الأفغان وشكرهم لدولة قطر ودورها في عمليات التهدئة والإجلاء.

الحكومة المنتظرة

وبعد نحو 3 أسابيع على عودة الحركة المتشدّدة إلى الحكم، لا تزال الحكومة منتظرة في كابول حيث يعيش الشعب على التوقّعات حاله حال المجتمع الدولي.

فقد أرجأت الحركة مجدداً، أمس، إعلان حكومتها التي من المفترض أن يترأسها الملا عبدالغني برادر رئيس المكتب السياسي للحركة، والتي قد تعطي تشكيلتها فكرة عن السنوات المقبلة في أفغانستان، حيث لا يزال النظام الجديد يواجه مقاومة مسلحة في وادي بنجشير.

وقد يفسّر الوضع في بنجشير، أحد المعاقل الأخيرة للمعارضة المسلحة ضد النظام الجديد، التأخير في إعلان الحكومة الجديدة، الذي كان مرتقباً في البدء، أمس الأول.

وقال برادر، إن الحركة بصدد تشكيل حكومة شاملة تمثل جميع أطياف الشعب والإعلان عنها سيكون في المستقبل القريب. وأضاف في تصريحات صحافية، أن استتباب الأمن ضروري لبدء المشاريع الاقتصادية الكبرى في أفغانستان.

بنجشير

ومع تواصل المعارك في الولاية الوحيدة الخارجة عن سيطرة الحركة، لا تزال المعلومات متضاربة بشأن وادي بنجشير الذي تسيطر عليه "جبهة المقاومة الوطنية" التي تضم مليشيات مناهضة لـ"طالبان" وأفراداً سابقين في القوات الأفغانية، بقيادة أحمد مسعود، نجل القائد أحمد شاه مسعود الذي اشتهر بمقاومته السوفيات ثم الحركة، والذي اغتاله تنظيم "القاعدة" في 9 سبتمبر 2001.

ورداً على ما يبدو على تقارير غير مؤكدة بأن الإقليم تمت السيطرة عليه وأن زعماء المقاومة فروا من البلاد، كتب مسعود، زعيم "الجبهة"، في صفحته الرسمية على "فيسبوك"، أمس، "لن نتخلى أبدا عن القتال من أجل الله والحرية والعدالة"، مؤكداً أن المقاتلين يواصلون معركتهم ضد "طالبان".

كما تحدّث نائب الرئيس السابق أمر الله صالح - الذي يعد نفسه الرئيس الشرعي للبلاد بعد استقالة الرئيس أشرف غني - والموجود في وادي بنجشير، عن "وضع صعب جداً"، مؤكداً في رسالة عبر الفيديو أن "المقاومة مستمرة وستستمرّ"، نافياً في الوقت نفسه "الأنباء التي ترددت عن هروبِي إلى طاجيكستان".

بدوره، حذّر علي ميسم نظري، الناطق باسم "الجبهة" لمجلة "نيوزويك" الأميركية، أمس، الدول الغربية من تداعيات هزيمة قوات "الجبهة".

وقال، إن "المقاومة في بنجشير تعتبر الأمل الأخير للغرب في محاربته المجموعات الإرهابية في المنطقة".

«طالبان»

في المقابل، قال الناطق الرئيسي باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، إن "مقاتلي الحركة دخلوا بنجشير بعد فشل المفاوضات مع الجماعة المسلحة المحلية وكبدوا العدو خسائر فادحة".

وأضاف، أن "مقاتلي الحركة أحرزوا تقدماً وسيطروا على نقاط تفتيش رئيسية في منطقة جبل سراج بولاية بروان شمال كابول، وكذلك سيطروا على منطقة خواك، قرب وادي بنجشير".

وأفادت مصادر باستمرار المعارك على ثلاث جبهات في بنجشير، موضحةً أنّ إطلاق الرصاص الذي سُمع في كابول وأسفر عن 17 قتيلاً وإصابة 41 آخرين، لم يكن احتفالاً بدخول "طالبان" إلى الولاية، بل بسبب دخول زعيم الحركة العاصمة وسط تسريبات عن قُرب إعلان الحكومة.

وانتقد مجاهد هذا السلوك.

وأعلن نائب زعيم الحركة محمد يعقوب، أنه سيتم اعتقال المسلحين الذين أطلقوا النار في الهواء وتسببوا في مقتل المواطنين، وستجري محاسبتهم.

الاستخبارات الباكستانية

في غضون ذلك، أفادت وسائل إعلام باكستانية،أمس، بأن رئيس وكالة الاستخبارات الباكستانية الفريق فايز حميد، وصل إلى كابول بدعوة من "طالبان" لبحث مستقبل البلدين.

ودائماً اتُهمت باكستان ووكالة استخباراتها بدعم "طالبان" في السيطرة على أفغانستان.

بلينكن

من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أنه سيتوجه بداية هذا الأسبوع إلى قطر التي تستضيف الدبلوماسيين الأميركيين المكلفين ملف أفغانستان وحيث تجري المحادثات بين المجتمع الدولي و"طالبان".

وسيتوجه بلينكن لاحقاً إلى ألمانيا حيث يرأس مع نظيره الألماني هايكو ماس اجتماعاً وزارياً عبر الفيديو مخصصاً لأفغانستان يشارك فيه ممثلو 20 دولة.

ولم يوضح بلينكن ما إذا كان سيلتقي شخصياً في الدوحة ممثلين للحركة، حتى لو لم يتم استبعاد حوار كهذا في المستقبل.

وفي مؤشر إلى أهمية الشريك القطري، يتوجه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى الدوحة أيضاً في إطار جولة خليجية يبدأها اليوم وتشمل البحرين والكويت والسعودية، وفق ما أعلن "البنتاغون" أمس الأول.

كما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إدارة بايدن استأنفت تمويل برامج المساعدات الإنسانية في أفغانستان التي توقفت بعد سيطرة "طالبان" على البلاد فيما قال كبار مسؤولي الإدارة إنه اختبار رئيسي لما إذا كانت الجماعة ستتدخل في مثل هذه الجهود .

الجهود الدبلوماسية

وفي سياق الجهود الدبلوماسية، أعلنت "طالبان" أن إيطاليا وعدت بإعادة فتح سفارتها في كابول وإعادة بعثتها الدبلوماسية خلال الأيام القليلة المقبلة.

وفي السياق، قال ممثل المكتب السياسي لـ "طالبان" في الدوحة سهيل شاهين، أن نائب رئيس المكتب السياسي للحركة في الدوحة، شير محمد عباس ستانكزي، أجرى محادثات، أمس الأول، مع السفير الألماني لدى أفغانستان ماركوس بوتزيل ومع المبعوث الخاص لرئيس الوزراء البريطاني، سايمون غاس، ناقشوا خلالها إعادة تشغيل مطار كابول والمسائل المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والدعم الإنساني والملفات السياسية والأمنية والعلاقات الثنائية.

«غوغل»

على صعيد آخر، أغلق "غوغل" بشكل موقت عدداً غير محدد من حسابات البريد الإلكتروني للحكومة الأفغانية، مع تزايد المخاوف بشأن البيانات الورقية الرقمية التي خلفها المسؤولون السابقون وشركاؤهم الدوليون.

وفي الأسابيع التي تلت استيلاء "طالبان" على أفغانستان، سلطت التقارير الضوء على كيفية استغلال الحكام الجدد لقواعد البيانات البيومترية وكشوف المرتبات الأفغانية لملاحقة أعدائهم.

وقال موظف بالحكومة السابقة لـ"رويترز"، إن طالبان تسعى للحصول على رسائل البريد الإلكتروني للمسؤولين السابقين.

اشتباكات خلال تظاهرات نسائية أمام القصر الرئاسي

اندلعت مواجهات بين عناصر من حركة "طالبان" وعدد من النساء احتشدن أمام قصر الرئاسة في العاصمة كابول لليوم الثاني على التوالي، وحملن لافتات كتب عليها "لسنا نساء في التسعينيات من العمر"، ما أسفر عن إصابة امرأة بجروح طفيفة.

وعلى مدار اليومين الماضيين، نظمت أفغانيات احتجاجات في كابول، للدفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بالمساواة والعدالة والديموقراطية.

وسبق أن شهدت شوارع ولاية هرات الأسبوع الماضي تظاهرات تطالب باحترام حقوق المرأة ومشاركتها في الحكومة.

وفي السياق، بات مصير 250 قاضية في أفغانستان مجهولاً، بعد أن أطلقت "طالبان" سجناء حكمت عليهم في قضايا سابقة، ما زاد من فرص حدوث "عمليات انتقامية".

وقالت قاضيات وناشطات يعملن لمساعدة الراغبات على الفرار لـ"رويترز"، أمس، إن "بعضهن نجحن في الفرار في الأسابيع الأخيرة، ولكن الأغلبية العظمى مازلن في البلاد يبحثن عن مهرب".

وتعتبر النساء اللاتي عملن في سلك القضاء أهدافاً بارزة، خصوصاً بعد أن لقيت قاضيتان بالمحكمة العليا حتفهما بالرصاص يناير الماضي.

وحررت "طالبان" السجناء في أنحاء البلاد، "ما يضع حياة القاضيات أمام خطر فعلي"، وفقاً لما ذكرته قاضية أفغانية فارة إلى أوروبا لـ"رويترز". وأضافت: "ان 5 رجال في كابول وصلوا إلى مقر منزلي، وسألوا عني".

في المقابل، هناك نحو "1000 مدافعة عن حقوق المرأة"، من المتوقع أن يكن في دائرة انتقام "طالبان"، إضافة إلى القاضيات، حسب ما قالت حورية مصدق الناشطة الأفغانية في مجال حقوق الإنسان.

إلى ذلك، أعلن ممثل المكتب السياسي لحركة "طالبان" في الدوحة، سهيل شاهين، أن الحركة ترى أنه يجب على الولايات المتحدة ألا تحاول تغيير التقاليد الثقافية الأفغانية.

وقال شاهين في مقابلة مع شبكة Fox News الأميركية، أن النساء في أفغانستان في ظل الحكومة الجديدة لن تشعرن بالحرمان من حقوقهن.

وأضاف: "لن تواجه النساء أي مشاكل في التعليم والعمل"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المرأة ستضطر إلى ارتداء الحجاب، واصفاً دعوات الدول الغربية للتخلي عن ذلك بأنها محاولة لـ "تغيير الثقافة" الأفغانية.

«غوغل» يغلق حسابات حكومية أفغانية والحركة تسعى للوصول إلى مراسلات المسؤولين السابقين
back to top