السعودية: تضرر مبانٍ وإصابة طفلين بتصعيد حوثي
• الكويت تدين وتجدد وقوفها إلى جانب المملكة وتدعو لتحرك دولي سريع
• رابع مبعوث أممي إلى اليمن يتسلم مهامه رسمياً
أسفر هجوم تصعيدي تبنته الميليشيات الحوثية اليمنية وشمل المنطقة الشرقية، التي تضم مقار مهمة لشركة أرامكو النفطية السعودية عن تضرر عدة مساكن وإصابة طفلين، في حين نددت الكويت وعدة عواصم دولية وعربية باستمرار استهداف المناطق المدنية بالمملكة بالتزامن مع تولي المبعوث الأممي الجديد لليمن هانز غروندبرغ مهامه الرسمية.
عشية بدء وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن جولة إقليمية تشمل السعودية وقطر والبحرين والكويت، وبالتزامن مع تسلم المبعوث الأممي الجديد لليمن هانز غروندبرغ مهامه رسمياً، تسبب اعتداء واسع باستخدام طائرات مسيرة مفخخة وصواريخ باليستية، تبنته الميليشيات الحوثية المتمردة، في إصابة طفل وطفلة سعوديين وتضرر 14 منزلاً في ضاحية الدمام شرقي المملكة.وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية و«تحالف دعم الشرعية» العميد تركي المالكي، أمس، إن اعتراض 3 صواريخ باليستية و3 مسيّرات مفخخة أطلقها الحوثيون باتجاه المملكة، ليل السبت ـ الأحد، أسفر عن إصابة الطفلين وتضرر المنازل الـ 14 بأضرار طفيفة نتيجة تناثر الشظايا في تلك المنطقة. وأوضح المالكي، أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضت ودمّرت، الصواريخ باليستية و«درونز» المفخخة التي استهدفت المنطقة الشرقية، وجازان ونجران بجنوب المملكة.
وأكد أن وزارة الدفاع السعودية «ستتخذ الإجراءات اللازمة والرادعة لحماية أراضيها ومقدراتها ووقف مثل هذه الاعتداءات العدائية والعابرة للحدود لحماية المدنيين والأعيان المدنية وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية».ومساء أمس الأول، أكد المتحدث باسم «التحالف» إحباط الهجوم الذي شن على 3 موجات متتالية باتجاه المنطقة الشرقية، المطلة على ساحل الخليج، التي تضم منشآت نفطية مهمة لشركة «أرامكو» سبق أن تعرضت لاعتداء كبير أواخر 2019 تسبب باشتعال صهاريج وخزانات بمنشأتي بقيق وهجرة خُرَيص وتوقف مؤقت لنصف إنتاج السعودية من النفط واتهمت إيران وأطراف موالية لها بشنه من خارج اليمن.
ادعاء وتهديد
في المقابل، تبنى المتحدث العسكري باسم الميليشيات الحوثية، المدعومة من طهران يحيى سريع، تنفيذ ما أسماه «عملية عسكرية استهدفت منشآت حيوية وقواعد عسكرية للرياض».وادعى المتحدث أن الهجوم استهدف منشآت «أرامكو» في رأس التنورة، بمنطقة الدمام، شرقي المملكة، بثماني طائرات مسيرة نوع «صمد 3» وصاروخ باليستي نوع «ذوالفقار».وأشار سريع إلى أن الجماعة اليمنية المتمردة استهدفت بخمسة صواريخ باليستية نوع «بدر» وطائرتين مسيرتين نوع «صماد 3»، منشآت أرامكو في مناطق جدة وجيزان ونجران.وهدد المتحدث بتنفيذ المزيد من «العمليات النوعية». في موازاة ذلك، قال الناطق الرسمي باسم «أنصار الله»، محمد عبدالسلام، عبر «تويتر»، إن العمليات التي شنتها جماعته ضد السعودية «مشروعة»، مؤكداً أن الهجمات «من شأنها أن تتسع وتكبر وتتصاعد».الكويت تدين
في غضون ذلك، أعربت الكويت وعدة عواصم دولية وعربية عن إدانتها واستنكارها بأشد العبارات استمرار محاولات الميليشيات الحوثية استهداف المدنيين والمناطق المدنية، وتهديد أمن المملكة.وقالت وزارة الخارجية الكويتية في بيان، أمس، إن «استمرار هذه الممارسات العدوانية، وما تشهده من تصعيد يستهدف أمن المملكة العربية السعودية واستقرار المنطقة، يشكل انتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي والإنساني، ويتطلب تحرك المجتمع الدولي السريع والحاسم، لردع هذه التهديدات ومحاسبة مرتكبيها». وشدد البيان على «وقوف دولة الكويت التام إلى جانب المملكة، وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها». وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، في بيان، أن «استمرار الهجمات الإرهابية لجماعة الحوثي يعكس استخفافها بجميع القوانين والأعراف الدولية». وحثت الوزارة المجتمع الدولي على أن يتخذ موقفاً فورياً وحاسماً لوقف هذه الأعمال العدوانية. وجددت الخارجية الإماراتية تضامن دولة الإمارات الكامل مع المملكة إزاء هذه الهجمات الإرهابية.وأدانت البحرين بشدة استمرار الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران بإطلاق «الدرونز المفخخة» تجاه المملكة، بشكل ممنهج ومتعمد، مشيدة بكفاءة ويقظة قوات الدفاعات الجوية السعودية.كما أدانت مصر الهجمات الصاروخية الحوثية. وجاء في بيان للخارجية المصرية، أن القاهرة تستنكر بأشد العبارات الهجمات الحوثية، التي استهدفت المنطقتين الشرقية والجنوبية وتمكن التحالف من إحباطها.وأكدت مصر تضامنها الكامل بجانب السعودية في مواجهة «الأعمال العدائية الخسيسة»، وعلى الارتباط الوثيق بين الأمن القومي بالبلدين الشقيقين. وأدانت الحكومة اليمنية الشرعية، الاعتداء الحوثي الجديد الذي «يعكس جلياً سلوك هذه الجماعة المتعنت وإصرارها على زعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي». وأشارت إلى أن هذا الأمر يتطلب موقف دولي حاسم «لوقف التصعيد الخطير الذي تمارسه الميليشيات بالإضافة إلى إصرارها على مواصلة الحرب ورفضها لكل مبادرات السلام».وفي وقت سابق، أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، د. يوسف بن أحمد العثيمين عن إدانته الشديدة لاستمرار تصعيد ميليشيات «أنصار الله» الإرهابية ومن يقف وراءها ويمدها بالمال والسلاح لارتكاب «جرائم حرب».وخلال الأيام السابقة، أعلن «تحالف داعم الشرعية»، الذي تقوده الرياض في اليمن، اعتراض عدد من الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية أطلقها الحوثيون باتجاه الأراضي السعودية، في تصعيد واضح للحوثيين تزامناً مع تجدد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.من جهتها، دعت السفارة الأميركية في الرياض، الحوثيين إلى وقف «الهجمات العبثية» فوراً والبدء في العمل للتوصل لحل سلمي ودبلوماسي للصراع.وقالت السفارة في بيان إن «مهاجمة المدنيين هو أمر غير قانوني وغير مقبول على الإطلاق. ولا تخدم مثل هذه الهجمات أي أهداف عسكرية مشروعة بل تطيل أمد الصراع في اليمن».وأكدت أن «الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بشراكتها الإستراتيجية طويلة الأمد مع السعودية، إضافة إلى التزامها بمساعدة المملكة في الدفاع عن شعبها وأراضيها».تصعيد وتعهد
وتزامن تصعيد «أنصار الله»، الذي يرجح أن يتسبب بالمزيد من التوتر بين القوى الإقليمية، بالتزامن مع تسلم المبعوث الأممي الجديد لليمن هانز غروندبرغ، مهامه رسمياً كرابع مبعوث للأمم المتحدة أمس.وقال غروندبرغ الذي خلف البريطاني مارتن غريفيث، في أول رسالة يوجهها إلى اليمنيين: «سأبذل كل ما بوسعي للمساهمة في تحقيق سلام دائم وعادل في اليمن رغم التحديات والتعقيدات».وأضاف: «كما يعلم الكثير منكم، صرت محباً لبلدكم الجميل على مدار العقد الماضي وأشعر نحوه بالاحترام مما زاد من صعوبة متابعة أحداث السنوات السبع الأخيرة».ومن المنتظر أن يحرك الدبلوماسي السويدي، الذي يمثل حلقة الوصل الأقرب بين أطراف النزاع والأمم المتحدة، فترة من الركود التي طغت على المشهد اليمني منذ انتهاء ولاية غريفيث ورحيله إلى وكالة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة.