كشفت وسائل إعلام عن نشوب خلافات داخل حركة طالبان، حول منصبين رئيسيين في تشكيل الحكومة الجديدة، الأول يتعلق بوزارة المالية، والآخر بوزارة الدفاع.

وأرجعت صحيفة «ذا إنترناشيونال نيوز» الباكستانية أسباب الخلاف، إلى أن المرشحين لهذين المنصبين مدرجان على قائمة العقوبات الأميركية، مضيفة أن الحركة تبحث عن بديل لا يكون مدرجاً في هذه القوائم، حتى تحظى حكومة «طالبان» الجديدة بقبول في المجتمع الدولي.

Ad

وتوقع مسؤولون باكستانيون أن يطلق على زعيم حركة «طالبان» هبة الله أخوندزاده، «رئيس الدولة والقائد العام» في الحكومة الجديدة التي تعتزم الحركة تشكيلها.

وواصل رئيس وكالة الاستخبارات الباكستانية فايز حميد زيارته إلى كابول بدعوة من طالبان، التي التقى أمس الأول قادتها.

وقال مصدر مقرب من زعيم «الحزب الإسلامي الأفغاني» قلب الدين حكمتيار، إن الأخير التقى أمس، بحميد وناقش معه «القضايا المتعلقة بتشكيل حكومة جديدة شاملة».

بنجشير

ميدانياً، تواصلت المعارك التي تشوبها الكثير من الضابية في بنجشير، الولاية الوحيدة التي لا تخضع بالكامل لسيطرة «طالبان» بين مقاتلي الحركة والمقاتلين الموالين للقيادي أحمد مسعود.

وقال الناطق باسم المكتب السياسي لـ«طالبان» سهيل شاهين، أمس، إن قوات الحركة «تسيطر على كل مناطق بنجشير تقريباً».

بدوره، أعلن المسؤول بالحركة الحنفي وردك، أن «قوات الحركة تسيطر، حسب آخر المعطيات، على جميع أقضية بنجشير، باستثناء مدينة بازارك عاصمة الولاية وحي رخة».

في المقابل، أكّد فهيم داشتي، المتحدث باسم «جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية» التي يقودها أحمد مسعود، أن «طالبان وصلت إلى مرتفعات دربند على الحدود بين إقليمي كابيسا وبنجشير لكن تم صدّها».

أضاف:»تم تطهير منطقة بريان الاستراتيجية تماماً منهم»، مشيراً إلى «محاصرة أكثر من ألف من طالبان، بسبب حواجز الطرق التي نصبتها مقاومة بنجشير»، مضيفاً أن «الكثير من الأسرى هم أجانب أو من حاملي الجنسية الباكستانية».

حرب أهلية

من ناحيته، لم يستبعد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي احتمال اندلاع حرب أهلية واسعة في أفغانستان «من شأنها أن تؤدي إلى ظروف يمكنها في الواقع أن تفضي إلى إعادة تشكل للقاعدة أو تنامي تنظيم داعش أو مجموعات إرهابية أخرى»، مضيفاً: «الظروف ترجّح جداً أن نشهد عودة للإرهاب من هذه المنطقة بالعموم في غضون 12 أو 24 و36 شهراً».

وشكك ميلي في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية المحافظة ، في مدى قدرة «طالبان» على ترسيخ سلطتها مع تحوّلها من قوة تخوض حرب عصابات إلى حكومة.

على صعيد آخر، استؤنفت، أمس، بعض الرحلات الداخلية في مطار كابول، إذ سيّرت شركة «الخطوط الجوية الأفغانية» (أريانا) التابعة للدولة رحلاتها إلى ولايات هرات غرباً وقندهار جنوباً وبلخ شمالاً من دون نظام رادار يعمل في المطار.

بدورها، نقلت قطر مساعدات إنسانية جوا إلى كابول وقالت إنها ستقيم جسراً جوياً وستسيّر رحلات يومية لنقل إمدادات طبية ومواد غذائية خلال الأيام المقبلة لتوفير إمدادات تحتاج إليها أفغانستان بشدة في أعقاب توقّف جانب كبير من المساعدات الغربية.

وفي إشارة إلى أن دبلوماسيين غربيين يتجهون للاستقرار بصفة دائمة خارج أفغانستان، قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، أمس، إن بلاده تنوي نقل سفارتها لدى أفغانستان إلى الدوحة.

ويأتي هذا الإعلان في أعقاب مؤشرات سابقة على أن الاتحاد الأوروبي ودولاً غربية أغلقت بعثاتها في كابول ربما تجعل من قطر مركزاً خارجياً لعلاقاتها الدبلوماسية مع أفغانستان.

وأبقت الصين وإيران وباكستان وروسيا وتركيا على سفاراتها في العاصمة الأفغانية مفتوحة بما يزيد فرصها في التأثير المباشر على الحكومة الجديدة التي ستتشكل في أفغانستان.

هجوم انتحاري وطعن

إلى ذلك، وفي حادثين يثبتان صحة بعض المخاوف الدولية من تداعيات لا يمكن حصرها لما جرى في أفغانستان، نفّذ انتحاري من حركة «طالبان ــ باكستان» هجوماً انتحارياً بالقرب من الحدود الأفغانية، بينما هاجم لاجئ أفغاني يقيم في برلين بسكين رجلاً وامرأة قبل أن تعتقله الشرطة الالمانية في حين كشف تقرير أمني أن نحو 100 لاجئ من أفغانستان توجهوا إلى الولايات المتحدة، تم الإبلاغ عن صلاتهم المحتملة بمنظمات إرهابية، بما في ذلك حركة «طالبان».

وقُتل 4 حراس من قوة «فرونتيير كونستابولاري» شبه العسكرية التابعة للجيش الباكستاني وأصيب 19 شخصاً عندما فجّر انتحاري على دراجة نارية محملة بـ 6 كيلوغرامات من المتفجرات، نفسه في حي ميان غوندي في مدينة كويتا، في جنوب غربي باكستان قرب الحدود الأفغانية، حيث كان تجار شيعة من أقلية الهزارة يبيعون الخضراوات.

وأعلنت منظمة «تحريك طالبان ــ باكستان» المصنفة الإرهابية مسؤوليتها عن الهجوم.

وصعّدت هذه الجماعة، التي جدّدت ولاءها لحركة «طالبان» الأفغانية بعد سقوط كابول، حملتها ضد الجيش الباكستاني في الآونة الأخيرة.

وحاولت حركة «طالبان» أن تظهر وجها مختلفاً بعد سيطرتها على كابول قبيل انسحاب الجيش الأميركي الشهر الماضي.

وزار مسؤول في الحركة مجلساً عاشورائياً كان يقيمه أفراد من أقلية الهزارة الشيعية في هيرات، واعتذر عن قيام مسلحين في الحركة بإنزال رايات حسينية في ذكرى عاشوراء.

وتقول «طالبان» التي شنت سابقاً هجمات دامية ووحشية ضد الشيعة، إنها ستشكل حكومة جامعة، لكن من غير الواضح إذا كانت هذه الحكومة ستضم ممثلين عن الأقلية الشيعية.

وفي برلين، أعلنت الشرطة في بيان أصدرته أمس، أن مهاجراً أفغانياً يبلغ من العمر 29 عاماً طعن مرات عدة امرأة في سن 58 عاماً عندما كانت تقوم بأعمال بستنة في منطقة فيلمسدورف وألحق بها جروحاً خطيرة في العنق، ثم أصاب المهاجم بجرح خطير في العنق رجلاً في سن 66 عاماً هرع لمساعدة المرأة.

وأكدت الشرطة أن منفذ العملية أوقف في موقع الحادث، وتبين أنه يقيم في البلاد منذ عام 2016، مشيرة إلى أن تحقيقاً واسع النطاق أطلق بهدف التأكد من احتمال وجود «دعاوى إسلامية» وراء الهجوم.

في السياق، كشف تقرير أمني جديد أن نحو 100 لاجئ من أفغانستان توجهوا إلى الولايات المتحدة من أصل 30 ألف شخص، تم الإبلاغ عن صلاتهم المحتملة بمنظمات إرهابية، بما في ذلك «طالبان».

وأوضح «أنه سيتم إرسال الأفغان الذين فروا إلى أميركا والذين أثاروا مخاوف أمنية إلى كوسوفو».