قالت مصادر في الشرطة العراقية، أمس، إن مسلحين من تنظيم «داعش» الإرهابي قتلوا 10 من رجال الشرطة، وأصابوا أربعة آخرين بجروح خلال هجوم شنوه ليل السبت ـ الأحد على موقع حراسة قرب مدينة كركوك.وقالت المصادر إن المهاجمين اشتبكوا مدة ساعتين مع رجال الشرطة المرابطين عند قرية تابعة لبلدة رشاد الواقعة على مسافة 30 كيلومترا جنوب غربي مدينة كركوك الشمالية.
وأضافت أن المسلحين استخدموا قنابل مزروعة على الطريق، لمنع تعزيزات الشرطة من الوصول للموقع، ودمروا 3 عربات تابعة للشرطة.ولم يصدر إعلان للمسؤولية على الفور، لكن تنظيم «داعش» ينشط في المنطقة، وقال مصدر أمني إنه ضالع في الهجوم. على صعيد متصل، قالت مصادر أمنية إن ثلاثة جنود عراقيين على الأقل سقطوا قتلى وأصيب رابع أمس، عندما هاجم مسلحون حاجزا أمنيا تابعا للجيش جنوب شرقي مدينة الموصل العراقية.وعلى الرغم من هزيمة «داعش» في 2017 تحولت فلوله إلى شن هجمات كر وفر على القوات الحكومية في مناطق مختلفة بالعراق.إلى ذلك، وقع العراق أمس عقداً مع مجموعة «توتال إينيرجيز» الفرنسية للاستثمار في مجال الغاز والنفط وفي استغلال الطاقة الشمسية، تبلغ قيمته 27 مليار دولار، ويهدف إلى تقليص الاعتماد على الطاقة الأحفورية، على ما أفاد وزير النفط العراقي.وتبلغ القيمة الإجمالية لهذا العقد الضخم 27 مليار دولار، وفق ما أعلن الوزير إحسان عبدالجبار إسماعيل، في مؤتمر صحافي، أمس، شارك به أيضاً المدير التنفيذي للشركة باتريك بويانيه في ختام حفل التوقيع في بغداد.وأضاف الوزير أن هذا «أكبر استثمار لشركة غربية في العراق... والتحدي الآن هو تنفيذ المشاريع»، موضحاً أن «ثلث أموال الاستثمار ستصرف خلال السنوات السبع القادمة».وينتج العراق حاليا 16 ألف ميغاواط من الكهرباء، وهذا أقلّ بكثير من حاجته المقدرة بـ24 ألف ميغاواط والتي تصل إلى 30 ألفاً في فصل الصيف، فيما قد يتضاعف عدد سكانه بحلول عام 2050، ما يعني ازدياد استهلاكه للطاقة، وفق الأمم المتحدة.وتشهد البلاد انقطاعات متكررة للكهرباء، لاسيما خلال الصيف الحارق حين تتجاوز الحرارة 50 درجة. ويقول المسؤولون العراقيون إن ذلك يرجع للنقص في الاستثمارات، وتهالك الشبكة مع انخفاض أسعار النفط الذي يمثّل 90 في المئة من عائدات البلاد.وكانت مصادر في الوزارة قد أفادت «فرانس برس» أن العقد مع المجموعة الفرنسية هو «من أضخم العقود في قطاع النفط» العراقي، وينطوي على 4 محاور.ويهدف أحد المشاريع إلى تنمية استغلال الطاقة الشمسية المتوافرة بشدة في هذا البلد، لتأمين إنتاح ألف ميغاواط، ما يساوي الطاقة المولدة من مفاعل نووي، عبر الطاقة الشمسية.فضلاً عن هذا، يشمل اتفاق «توتال» وبغداد 3 مشاريع في قطاع الطاقة الأحفورية، التي تراجع إنتاجها جراء تهالك البنى التحتية وتسرب الطاقة خلال استخراج النفط والغاز من تحت الأرض.ويشمل المحور الأول «مد أنبوب ماء البحر، وهو مهم لإدامة وإنتاج الحقول النفطية، يزود الحقول النفطية بماء البحر»، الذي يعتبر عاملاً أساسياً في استخراج النفط.والمشروع الآخر هو «استثمار الغاز من الحقول التي تقع خارج شركة غاز البصرة... بمجموع كلي يصل إلى 600 مليون قدم مكعبة قياسية باليوم».أما المشروع الثالث فيشمل تطوير حقل ارطاوي النفطي في جنوب البلاد وزيادة الإنتاج منه. وقالت المصادر إن «العراق لن يدفع أي شيء، فهذه تكاليف مستردة بعد تشغيل المشاريع».ويعتمد العراق بشدة على جارته إيران التي يؤمن منها ثلث احتياجاته من الغاز والكهرباء. وتدين بغداد لطهران بـ 6 مليارات دولار مقابل إمدادات الطاقة.ويفترض من خلال تلك المشاريع استغلال وتكرير الغاز من الحقول الواقعة في جنوب البلاد المؤلفة من غاز طبيعي يتم حرقه حالياً في مشاعل شديدة التلويث، وتكلف البلاد كل عام 2.5 مليار دولار، وفق البنك الدولي.
دوليات
العراق: «داعش» يكثف هجماته شمالاً وتوقيع عقد ضخم مع «توتال»
06-09-2021