دمشق في قلب تغيرات إقليمية مقبلة
عون يزيد التنسيق مع سورية وبرّي المستهدف الأول
تتداخل الملفات اللبنانية الإقليمية بعضها في بعض أكثر فأكثر، وأخذت الأزمة اللبنانية بُعدها الإقليمي، وتحديداً السوري، في افتتاح موسم تطبيع العلاقات مع دمشق. وتشير المعطيات اللبنانية المتوافرة إلى زيارات عديدة سيتم تحضيرها للعاصمة السورية. يأتي ذلك في ظل استناد لبنان إلى موافقة أميركية على هذه الخطوات، بالإضافة إلى مساعٍ عربية لإعادة سورية إلى الجامعة العربية وترتيب العلاقات معها، والدخول في توقيع اتفاقيات لها علاقة بالنفط والغاز والكهرباء. وستؤدي هذه التطورات إلى المزيد من الانقسامات اللبنانية، لأسباب سورية؛ فالفريق المتحالف مع دمشق سيعتبر نفسه منتصراً ويسعى إلى تحقيق المزيد من المكاسب في مواجهة خصومه.وسط هذه التطورات، يحضر الأردن لاستضافة مؤتمر لوزراء الطاقة في لبنان ومصر وسورية، وذلك لبحث تصدير الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان، عبر الأراضي السورية. ويستند المتحمسون لافتتاح هذا المسار إلى متغيرات أميركية كثيرة تؤدي إلى هذه التحولات، وتفتح الطريق أمام تجديد العلاقات مع دمشق.
ولا ينفصل ذلك عن معلومات تؤكد التحضير لعقد لقاء بين رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان واللواء علي مملوك، في بغداد. وبحسب المعلومات، لا يمكن لمثل هذا اللقاء، الذي سيعقد في شهر أكتوبر المقبل، أن يعقد في العاصمة العراقية من دون توافر إرادة أميركية، وسيكون الثالث بين فيدان ومملوك، إذ عقد لقاءان سابقاً بينهما برعاية روسية، أحدهما في موسكو. وتكشف المعلومات أن العراق استبق هذا اللقاء بالتحضير له من خلال لقاءين تركي وسوري عقدهما ضباط مخابرات صف أول، تمهيداً لعقده. وسيكون على أجندته بحث ملفات متعددة، أولها الوضع في درعا، وثانيها الوضع في إدلب، وثالثها تسهيل أمور السوريين المقيمين في تركيا من جانب دوائر النظام، ورابعها التنسيق بين البلدين حيال الملف الكردي، الذي يعتبر تحدياً مشتركاً بالنسبة إليهما. يراقب لبنان كل هذه التطورات، على وقع استفحال الأزمة الاقتصادية والسياسية والمعيشية. الأفق الحكومي مسدود حتى الآن، وعلى الأرجح أنه دخل في دوامة التطورات الإقليمية، التي سترخي بظلالها الثقيلة على محاولات تشكيل الحكومة. وفي هذا السياق، تؤكد مصادر متابعة أن التنسيق بين رئيس الجمهورية ميشال عون ودمشق يتعزز أكثر فأكثر، وهو تنسيق سيوظف في مواجهة خصوم دمشق، أو من لم تعد علاقتهم بها في لبنان كما كانت في السابق. لذلك فهناك توقعات لبنانية بانتقال المعركة السياسية من حلبة تشكيل الحكومة إلى حلبة البرلمان، وسط تهديدات متكررة يطلقها رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل تتعلق بالاستقالة من المجلس النيابي والذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة، خصوصاً في حال استمرت الأزمة الحكومية. وهناك من يعتبر أن عون وباسيل يضعان شرطاً واضحاً؛ إما تشكيل الحكومة وفق شروطهما وإما الذهاب إلى الاستقالة من المجلس النيابي لإعادة فرض وقائع سياسية جديدة، وبحال تم الوصول إلى مثل هذه الخطوة، فإن رئيس البرلمان نبيه بري سيكون أبرز المستهدفين، خصوصاً أن عون يعتبر نفسه في مواجهة مفتوحة مع برّي، ويستند إلى العلاقة السيئة بين رئيس البرلمان ودمشق.