بحضور جمع من الأدباء، عرضت رابطة الأدباء الكويتيين فيلماً وثائقياً بعنوان "فاضل خلف... وأحلام الشباب"، من إعداد وتنفيذ الكاتبة فتحية الحداد، ومدير التصوير خليفة الزامل. احتوى الفيلم على ثلاث مقابلات مع: د. خليفة الوقيان، أ. عبدالله خلف، ود. سالم خدادة، حيث توقفوا عند محطات مفصلية في مسيرة فاضل خلف الأدبية، مشيرين إلى كتاباته في الصحافة المحلية والعربية، ومؤلفاته، وبرامج إذاعية شارك بها.

Ad

تكريم وتذكير

وفي تصريح لـ"الجريدة"، قالت الكاتبة فتحية الحداد، منفذة الفيلم، إن العمل يأتي مواكبا لمعرض الكتاب الصيفي الذي أقيم في الرابطة من 21 إلى 28 أغسطس 2021. تم اختيار فاضل خلف كشخصية للمعرض، ما تطلب تكريمه، من خلال تذكير الجمهور بإنجازاته الأدبية، التي تنوعت على مدى ستين عاما أو أكثر، سواء في الكويت أو بريطانيا أو تونس. وقد ارتأيت استخدام أداة معاصرة أو لنقل بصرية، تتمثل في تنفيذ مادة إعلامية مكثفة، تعتمد على المقابلات المدعمة بصور مختلفة للأديب وبعض كتبه".

وعن سبب اختيارها للعنوان (فاضل خلف.. وأحلام الشباب)، أوضحت: "هذا العنوان تأكيد لأهمية التذكير بمؤلفات الأديب فاضل خلف، فأول إصدار قصصي له حمل عنوان (أحلام الشباب)، وللأسف هذه المجموعة نفدت منذ عقود، ولم تلقَ الاهتمام الذي تستحقه، إلا ما ندر".

رجل متواضع

"الجريدة" رصدت فقرات من الفيلم، الذي بدأ بكلمة للأديب د. خليفة الوقيان، حيث قال: "أستاذنا الجليل وأديبنا الكبير الأستاذ فاضل خلف أديب مميز، وعطاؤه غزير ومنوَّع، فهو شاعر، وكاتب القصة، وكاتب البحث، والإذاعي الذي قدَّم برامج أدبية، ومن أوائل الذين ترجموا الأعمال الأجنبية إلى اللغة العربية، وهو أيضا دبلوماسي مثَّل بلده الكويت في تونس، فكان نِعم السفير، السفير المثقف الذي أعطى صورة حقيقية للوطن الكويت، التي تتميز بوجهها الثقافي المشرق.

وتابع: "ربما يكون الناس أو المهتمون بالأدب خارج الكويت يعرفون الأستاذ فاضل خلف أكثر مما هو معروف في الكويت، لأنه لا يهتم بالإعلان عن نفسه، ولا يظهر من خلال وسائل الإعلام، وللأسف وسائل الإعلام لم تسعَ للتعرف عليه، أو للتعريف به بما يستحقه".

وذكر د. الوقيان أن لفاضل خلف دورا كبيرا في تشجيع الشباب حين كان يعمل صحافيا في جريدة الرأي العام، فقد كان يتبنى الشباب، خصوصا الأدباء منهم، ويشجعهم، وكثير منهم كانوا يذكرون لنا كيف شجعهم الأستاذ فاضل، ونشر لهم، ووجههم".

ووصفه د. الوقيان بأنه رجل متواضع ونبيل الأخلاق، ولا يسعى إلى الشهرة، "لكن للأسف لم يأخذ حقه من خلال وسائل الإعلام بالكويت، لأن الناس يهتمون بمن يعلن عن نفسه، وليس بمن لا يسعى للشهرة. كنت أتمنى اتجاه الإعلاميين الشباب إليه والتعرف على إنتاجه وعطائه".

وتحدَّث شقيق المحتفى به، الأديب عبدالله خلف، عن المكتبة التي أسسها والدهما في البيت، وزوَّدها بالكتب المختلفة، إضافة إلى دور شقيقهما خالد خلف، الذي أثرى تلك المكتبة بإصدارات من مصر وغيرها، ليقرأوا للعقاد وحافظ إبراهيم وغيرهما.

وذكر عبدالله أن شقيقه فاضل درَّسه بالمراحل التي تسبق الثانوية، لافتا إلى أنه كان يدرس اللغة العربية، والرياضة البدنية، وأيضا اللغة الإنكليزية، إضافة إلى تدريسه "الخط".

وتطرَّق إلى إنجازات فاضل الكبيرة، وقال إنه غزير الإنتاج في الأدب، وكان أول مَن ينشر مجموعة قصصية ألّفت في الكويت، وهي "أحلام الشباب" عام 1955، وله الكثير من الإصدارات الأخرى، منها: "أصابع العروس" عام 1989، "أصداء أصوات قديمة" عام 1983، "الزمردة المسحورة" عام 2003، "فاكهة الشتاء" عام 2005، كما أصدر 6 دراسات فيها خواطر ومقالات، منها: زكي مبارك، دراسات كويتية، كتاب الحقيبة الأدبية، وكتاب "ذكريات نقعة ابن خميس".

إشادة د. طه حسين

من ناحيته، أشار د. سالم خدادة إلى ما حظي به فاضل خلف من تكريم خلال مسيرته، وقال: "يكفيه فخراً إشادة د. طه حسين، لمبادرته في إصدار كتابه عن الأديب المصري زكي مبارك، ثم احتفاء تونس خلال عمله هناك دبلوماسيا يهتم بالثقافة ويساهم بها، لتكون باكورة التكريم من الكويت حين مُنحَ جائزة الدولة التقديرية.

وأضفى د. خدادة على المقابلات جوا شاعريا، فقرأ من قصيدة "مهرجان الحب"، التي يقول فاضل خلف في مطلعها:

ضُــمي فتاكِ فإنــه صَبُّ ...

كل الجوانحِ للــهوى نــهُـبُ

ظمآن والغدرانُ دافـــقةٌ ...

لـكن وِردَكِ وحــدَهُ عــــذبُ

فضة المعيلي