حركة طالبان تعلن حكومتها... أخوند رئيساً وحقاني للداخلية

الحركة تقمع تظاهرات ضد باكستان دعا إليها مسعود وتتهم منظميها بتلقي دعم خارجي

نشر في 08-09-2021
آخر تحديث 08-09-2021 | 00:04
أفغانية تحمل علم بلادها وتتقدّم تظاهرة مناهضة لباكستان في كابول أمس     (رويترز)
أفغانية تحمل علم بلادها وتتقدّم تظاهرة مناهضة لباكستان في كابول أمس (رويترز)
في قرار كان ينتظره العالم وخالف كل التوقّعات، أعلنت حركة «طالبان» تشكيل حكومتها الجديدة المؤقتة برئاسة الملا محمد حسن أخوند، وعبدالغني برادر، المؤسس المشارك للحركة، نائباً لرئيس هذه الحكومة.
أعلنت حركة "طالبان" الإسلامية المتطرّفة، التي سيطرت على أفغانستان بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية من هذا البلاد، أمس، تشكيلتها الحكومية الجديدة الموقتة لتصريف الأعمال ولإدارة البلاد برئاسة الملا محمد حسن أخوند، قائماً بأعمال رئيس الوزراء والملا عبدالغني برادر قائماً بأعمال نائب رئيس الوزراء.

وفيما يعكس اتجاه الحركة للحكم بقبضة من حديد، أعلن الناطق الرئيسي باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، خلال مؤتمر صحافي في كابول، أن المطلوب الأول للولايات المتحدة بتهم الارهاب، أسد الدين حقّاني، زعيم "شبكة حقاني" أكثر الفصائل المتشددة إثارة للرعب في أفغانستان، سيتولى وزارة الداخلية بالوكالة، في حين تم تعيين محمد يعقوب مجاهد وزيراً للدفاع بالوكالة، وعباس ستاكينزاي قائماً بأعمال وزير الخارجية بالوكالة، والملا عبدالحق واثق رئيساً للاستخبارات.

وإذ أكد تعيين وزراء بالوكالة للحج والمالية والتربية والمناجم والاقتصاد والعدل، قال مجاهد، إن "عدداً من الوزارات لا تزال شاغرة ونقوم بمشاورات لإيجاد الأشخاص المناسبين"، متهماً من ناحية أخرى "أشخاصاً قدموا من خارج البلاد لإثارة الفوضى في كابول"، في إشارة منه إلى التظاهرات المناهضة لباكستان والمؤيدة لزعيم المقاومة في بنجشير أحمد مسعود، مؤكداً أن ولاية بنجشير باتت تحت سيطرتنا الكاملة مع وجود بعض جيوب المقاومة".

وكان عضو المكتب السياسي للحركة، سهيل شاهين، قال في وقت سابق رداً على سؤال حول مستقبل العلاقات الدولية لبلاده، إن حركته مستعدة لإقامة علاقات دبوماسية مع واشنطن داعياً الأخيرة إلى المشاركة في إعادة الإعمار إذا كانت ترغب بذلك، ومتحدثاً عن فتح صفحة جديدة.

وشدد شاهين في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أمس على أن حركته "تريد علاقات مع جميع دول العالم باستثناء إسرائيل".

وأثارت الحركة انتقادات بعد أن أجرى متحدث باسمها مقابلة مع تلفزيون عبري.

قمع تظاهرات

وفي مؤشر جديد على تحدي الأفغان للحركة الإسلامية المتطرفة، وتلبية لدعوة مسعود للتظاهر ولانتفاضة وطنية ضد "طالبان" بعد سقوط بنجشير، أطلق عناصر الحركة أمس، النار في الهواء لتفريق مئات الأشخاص الذين نظّموا مسيرات عدة في كابول، غداة يوم من خروج تظاهرات مناوئة للحركة وباكستان، ومساندة لقوات أحمد مسعود في العاصمة وفي مدينة مزار الشريف.

ونظّمت 3 مسيرات على الأقل في أنحاء كابول. وقالت المتظاهرة ساره فهيم (25 عاماً) التي شاركت مع أكثر من 70 شخصاً معظمهم نساء في أحد التجمّعات خارج مقر السفارة الباكستانية "تريد النساء أن تكون بلادهن حرة. يردن أن يعاد إعمارها. تعبنا".

ورفع الحشد لافتات وهتفوا بشعارات للتعبير عن امتعاضهم من الوضع الأمني وللمطالبة بالسماح بالسفر بحرية فيما اتّهموا باكستان بالتدخل، نظراً إلى العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربطها بـ"طالبان".

وأظهرت تسجيلات مصوّرة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مسيرة أخرى شارك فيها أكثر من 100 شخص جابوا الشوارع تحت أنظار مسلّحي "طالبان".

وقالت متظاهرة أخرى تدعى زهرة محمدي، وهي طبيبة من كابول، "نريد أن تصبح أفغانستان حرة. نريد الحرية".

وقال مسؤول في "طالبان" يتولى الإشراف على أمن العاصمة ويدعى الجنرال مبين، إن "هؤلاء المتظاهرين تجمّعوا بناء على تآمر مخابرات خارجية".

وأظهرت صور تم تداولها على الإنترنت مراسلين مصابين بجروح وكدمات في أيديهم وركبهم.

وفي الساعات الأخيرة الماضية لبى بضعة آلاف من الأفغان في مدن عدة دعوة مسعود للتظاهرة ولانتفاضة وطنية ضد "طالبان" في الداخل والخارج بعد سقوط ولاية بنجشير "من أجل عزة وحرية الوطن".

من ناحيته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، إن العمل جارٍ مع الحركة لتسهيل انطلاق رحلات طيران مستأجرة إضافية من كابول للأشخاص الذين يسعون لمغادرة أفغانستان.

وأشار بلينكن في مؤتمر صحافي من الدوحة مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، إلى أن الولايات المتحدة أجرت اتصالات مع الحركة "في الساعات الأخيرة" من أجل تأكيد الترتيبات.

وأوضح أن "طالبان أعطت تأكيدات بتوفير ممر آمن لجميع الراغبين في مغادرة أفغانستان بوثائق سفر مناسبة"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستلزم "طالبان" بهذا التعهد.

وذكر أن بلاده على اتصال مع قرابة 100 أميركي لا يزالون في أفغانستان وتعمل على ضمان مغادرة رحلات الطيران العارض بأمان، نافياً وجود "وضع يشبه احتجاز الرهائن" في مزار شريف، مشدداً في الوقت نفسه على دعم الإدارة الأميركية للجهود الرامية إلى إعادة فتح مطار كابول.

من جانبه، اعترف وزير الدفاع لويد أوستن، بأن الانسحاب تسبّب بعقبات، لكنه أكد أن واشنطن ملتزمة بوقف التهديدات من أفغانستان.

وبيّن أن واشنطن تواصل العمل مع شركائها الإقليميين لتقليص النزاعات وخفض التوترات، وقال إن "دعم إيران للإرهاب واستعدادها لتزويد الجماعات غير الحكومية بأسلحة فتاكة بشكل متزايد يقوض الاستقرار الإقليمي الذي نسعى إليه جميعاً لذلك نحن ملتزمون بالعمل معاً لتعزيز الأمن الإقليمي والدفاعات الإقليمية ضد أعمال زعزعة الاستقرار بما في ذلك تطلعات إيران النووية".

وفي قاعدة العديد التي زارها الى جانب بلينكن، أشاد أوستن بعمل الجنود الأميركيين في أفغانستان، قبل أن يصل إلى البحرين في إطار جولته الخليجية التي ستقوده أيضاً إلى الكويت والسعودية.

قطر

بدوره، قال وزير الخارجية القطري، إن بلاده "تأمل في تشغيل مطار كابول واستقباله المسافرين خلال بضعة أيام لكن لم يتم التوصل بعد لأي اتفاق على كيفية إدارته"، موضحا ان عمليات الإصلاح والصيانة في المطار تجعله قادرا على استقبال رحلات الطيران الخاصة إضافة الى الرحلات التي تحمل مساعدات إنسانية متنوعة، داعياً الحركة الى العمل مع المجتمع الدولي لتسهيل عمليات وصول المساعدات الإنسانية.

تركيا

وفي السياق، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إن بلاده تعمل مع قطر والولايات المتحدة على تشغيل مطار كابول من خلال إجراء مباحثات مع "طالبان"، مضيفاً أن "لا حاجة للمسارعة" في الاعتراف بحكم الحركة الإسلامية المتطرفة.

وأعرب عن اعتقاده بأن الحركة بإمكانها ضمان الأمن خارج المطار بيد أنهم بحاجة إلى آلية أكثر "موثوقية" في الداخل. واقترح الوزير التركي الاستعانة بشركة أمنية خاصة للقيام بالمهمة إذا أصرت "طالبان" على عدم السماح بوجود قوات أجنبية في أفغانستان. كما أصر على أهمية تشكيل حكومة تضم كل الأعراق. وتعيش أقلية أوزبكية ناطقة بالتركية في أفغانستان.

الدوحة تؤكد أن مطار كابول سيكون جاهزاً للملاحة قريباً وأنقرة تقترح «شركة خاصة» لتأمينه
back to top