باريس تشهد «محاكمة القرن» للمتهمين باعتداءات 2015

المُنفّذ الوحيد الناجي: تركتُ كل شيء لأصبح جندياً في «داعش»

نشر في 09-09-2021
آخر تحديث 09-09-2021 | 00:09
شرطيان فرنسيان يحرسان مبنى المحكمة في باريس أمس (ا ف ب)
شرطيان فرنسيان يحرسان مبنى المحكمة في باريس أمس (ا ف ب)
بدأت، أمس، محاكمة 20 متهماً في الاعتداءات الإرهابية، التي شهدتها العاصمة الفرنسية وضاحية سان دوني في 2015، حين هاجم انتحاريون استاد فرنسا وفتح مسلحون النار على شرفات مقاهٍ وفي قاعة باتاكلان للعروض الموسيقية، وأدت إلى قتل 130 شخصاً وجرح أكثر من 350، في أعنف هجمات شهدتها فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنها.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن محكمة الجنايات الخاصة في باريس ستواصل المحاكمة، التي وصفت بـ«محاكمة القرن»، على مدى 9 أشهر يجري فيها الاستماع إلى شهادات نحو 1800 شخص من ضحايا وأقرباء قتلى وجرحى وناجين من الهجمات الدموية، وبمشاركة أكثر من 300 محام.

وأضافت أنه سيمثل أمام القضاء 20 متهماً، من بينهم الفرنسي من أصل مغربي صلاح عبدالسلام، الناجي الوحيد من بين الإرهابيين المخططين والمنفّذين للاعتداءات التي تبناها تنظيم «داعش».

وهذه المحاكمة الخارجة عن المألوف، والتي تعتبر الأكبر في قضية إجرامية تنظم بفرنسا، بدأت في قصر العدل التاريخي في باريس، وسط إجراءات مشددة في إطار من التهديد الإرهابي المرتفع.

وفي مستهل المحاكمة، قال عبدالسلام (31 عاماً)، الذي كان متشحاً بالسواد وواضعاً كمامة سوداء، رداً على سؤال عن وظيفته: «تركتُ عملي لأصبح جندياً في الدولة الإسلامية».

ومن المنتظر أن يمثل المتهمون في الجلسة خلف جدار من الزجاج المقوى في القاعة، التي أعدت خصوصاً للمحاكمة.

ومن بين المتهمين العشرين 11 كانوا قيد الاحتجاز، بينما تجري محاكمة 6 غيابياً ويعتقد أن معظمهم توفي.

ويواجه معظم المتهمين أحكاماً بالسجن مدى الحياة إذا أدينوا، في حين يواجه المشتبه فيهم الآخرون تهماً بالمساعدة في توفير أسلحة وسيارات أو لعب دور في تنظيم الهجمات.

ومن المتوقع أن تكون الأيام الأولى للمحاكمة مقصورة على الإجراءات، حيث سيجري تسجيل الشكاوى، لكن القضاة قد يقرأون ملخصاً بشأن كيفية وقوع الهجمات. وتم تحديد 28 الجاري موعداً لبدء تقديم شهادات الضحايا.

ويبدأ استجواب المتهمين في نوفمبر، لكن من غير المنتظر استجوابهم بشأن ليلة الهجمات والأسبوع الذي سبقها قبل حلول مارس. ومن المنتظر صدور الحكم في أواخر مايو.

ويجري نشر أكثر من ألف شرطي لتأمين المحاكمة، وسيتعين على كل المسموح لهم بدخول قاعة المحكمة المرور عبر نقاط تفتيش متعددة.

وقال وزير الداخلية غيرالد دارمانان: «التهديد الإرهابي في فرنسا كبير، خصوصاً في أوقات مثل محاكمة منفذي الهجمات».

وأكد وزير العدل الفرنسي إريك دوبون موريتي، في وقت سابق، أن هذه المحاكمة «تاريخية»، بعدما زار القاعة التي بُنيت خصوصاً للجلسات وتتسع لـ550 مقعداً، واصفاً إياها بأنها «ماراثون قضائي غير مسبوق».

وقال أرتور دينوفو، الناجي من قاعة العروض «باتاكلان» ورئيس جمعية الضحايا «لايف فور باريس»، إنه «غوص في المجهول»، متسائلاً: «كيف ستسير الأمور على مدى تسعة أشهر؟».

واعتباراً من 28 الجاري ستكون إحدى اللحظات المؤثرة الأولى، حين يبدأ نحو 300 من أقرباء الضحايا والناجين الإدلاء بإفاداتهم.

وسيتناوبون أمام المحكمة على مدى 5 أسابيع، لكي يتحدثوا عن تفاصيل ليلة الرعب تلك، والندوب التي خلفتها والمآسي الشخصية التي امتزجت بالخوف الجماعي.

back to top