بعد نحو أسبوعين من تلويح الرئيس الأميركي جو بايدن باعتماد «خيارات أخرى» إذا لم تنجح الدبلوماسية مع إيران خلال استقباله رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت، كثفت الإدارة الأميركية مساعيها بحثاً عن بدائل في حال فشل مفاوضات فيينا النووية المتوقفة منذ أكثر من 75 يوماً.

ووصل المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي إلى موسكو، أمس، في مستهل جولة تشمل باريس، حيث سيلتقي مسؤولين أوروبيين من أجل بحث الملف النووي الإيراني.

Ad

وبينما قال مسؤول أميركي: «سنبحث في النهج الذي سنتبعه إذا خلصنا إلى أن إيران غير مهتمة بالعودة للاتفاق، أو كان لديها تصور عن عودة بشروط لن تقبل بها واشنطن»، ألمح وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان إلى أن طهران تريد مهلة 3 اشهر حتى تتسلم الحكومة الجديدة الملفات قبل العودة إلى «فيينا».

وبحسب المعلومات، تدور نقاشات في طهران بين أركان النظام عن الطرف الذي سيكون مسؤولاً عن المفاوضات هل وزارة الخارجية أم المجلس الأعلى للأمن القومي، غير أن مراقبين يتخوفون من أن تكون طهران تتلكأ خصوصاً بعد ما جرى في أفغانستان، وقد ربطت المفاوضات في فيينا بموعد انسحاب الأميركيين من العراق المقرر نهاية العام.

في غضون ذلك، عرضت روسيا، الداعم الرئيسي لطهران في ملفها النووي، التحرك من أجل حلحلة الأزمة، وأكد مندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا، ميخائيل أوليانوف، استعداد موسكو للحوار مع واشنطن حول العودة إلى الاتفاق الخاص بالبرنامج النووي الإيراني.

وتساءل مراقبون عما إذا كانت موسكو قد تظهر مرونة مع الأميركيين بشأن الملف الإيراني في حال واصلت واشنطن انفتاحها على حليفها بشار الأسد.

وجاء العرض الروسي للمساعدة النووية قبيل زيارة مرتقبة يقوم بها وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد لموسكو للقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف بهدف بحث جملة من القضايا الإقليمية في مقدمتها الملف الذري الإيراني والغارات التي تشنها إسرائيل على مواقع سورية بهدف ضرب ما تسميه «التموضع الإيراني».

إلى ذلك، قال مصدر دبلوماسي، لـ «الجريدة»، إن طهران تتوقع وتأمل أن يكون هناك جولة رابعة من الحوار مع السعودية في غضون أسبوعين، بعدما توقفت المحادثات بين البلدين بعد تسلم الرئيس إبراهيم رئيسي الحكم، كاشفاً أن تواصلاً جرى بين البلدين عبر الوسيط العراقي، وأن المملكة أكدت عدم ممانعتها العودة إلى المفاوضات.

وبينما كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يزور الكويت في إطار جولة شملت حتى الآن البحرين وقطر وسيختتمها في السعودية، تفقد قائد القوة البحرية في «الحرس الثوري» الإيراني، علي رضا تنكسيري، القوات الإيرانية في جزيرة طنب الكبرى، التي تعتبر إحدى الجزر الثلاث المتنازع عليها مع الإمارات.

وقال تنكسيري، خلال جولته: «كما أعلنا مراراً وتكراراً، الحفاظ على أمن مياه الخليج ليس بحاجة لحضور أي قوة أجنبية، ودول المنطقة باستطاعتها أن تدافع عن مصالحها وثرواتها».

طهران - فرزاد قاسمي