أزمة بين فرنسا وبريطانيا بسبب المهاجرين عبر «المانش»

نشر في 10-09-2021
آخر تحديث 10-09-2021 | 00:04
No Image Caption
ردّاً على تعزيز لندن جهودها لمنع المهاجرين من عبور بحر المانش وإعادتهم إلى فرنسا التي ترفض هذا الإجراء، أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، أمس، أن بلاده لن تقبل بانتهاك بريطانيا قانون الملاحة الدولي ولا بأي "ابتزاز مالي".

وقال دارمانان: "لن نقبل بأي ممارسة تنتهك قانون الملاحة، ولا بأي ابتزاز مالي"، مضيفاً "يتعين احترام التزامات بريطانيا. قلت ذلك بوضوح لنظيرتي" بريتي باتل خلال اجتماع أمس الأول.

وتعكس تصريحات دارمانان قلقاً في باريس إزاء تقارير عن خطة للحكومة البريطانية لبدء إعادة مراكب المهاجرين قبل وصولها إلى المياه البريطانية في بحر المانش.

وباتل المعروفة بمواقفها المتشددة من الهجرة والجريمة، وافقت على استراتيجية صارمة جديدة، وفق تقارير صحافية أمس.

وما أثار غضب المسؤولين الفرنسيين أيضاً اقتراحات بأن تجمد بريطانيا جزءاً من مبلغ 62.7 مليون يورو (74.2 مليون دولار) وعدت بتقديمها في وقت سابق هذا العام، لتمويل الدوريات في شمال فرنسا ما لم يتم بذل المزيد من الجهود لمنع عمليات العبور.

وذكرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية، أمس، أنه يتم تدريب قوة الحدود البريطانية على أساليب جديدة لإعادة هذه القوارب قبل أن تصل إلى جنوب إنكلترا بينما يسجل تدفق قياسي لهؤلاء المهاجرين في الأشهر الأخيرة، وأشارت الصحيفة، إلى أن باتيل دعت إلى إعادة كتابة تفسير بريطانيا للقانون البحري الدولي في هذا الصدد.

وهذه الاستراتيجية التي وافق عليها رئيس الوزراء بوريس جونسون لن تستخدم إلا في "ظروف محدودة جداً" حسب صحيفة "تلغراف" وستشمل السفن الأكبر وعندما يعتبر الوضع آمناً.

وبعد "مناقشات بناءة" مع دارمانان، أمس الأول، في لندن، كتبت باتيل في على "تويتر" أنها تريد الحصول على "نتائج وجعل إيقاف العبور أولوية مطلقة".

لكن في رسالة وجهها إلى الوزيرة البريطانية، حذر دارمانان من أن اللجوء إلى إعادة اللاجئين قسراً في البحر "يمكن أن يكون له تأثير سلبي على تعاوننا".

وشدّد على أن "حماية الحياة البشرية في البحر لها تتفوق على اعتبارات تتعلق بالجنسية والوضع وسياسة الهجرة في إطار الالتزام الصارم بالقانون البحري الدولي الذي ينظم عمليات البحث والإنقاذ في البحر".

وتريد لندن التي جعلت من تشديد المعركة ضد الهجرة أولوية منذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، أن تجعل عمليات العبور المحفوفة بالمخاطر، غير عملية وتضغط منذ فترة طويلة على فرنسا لتكثيف جهودها لمنعها.

وسجلت موجة جديدة من المهاجرين الذين يعبرون القناة في الأيام الأخيرة متشجعين بالأحوال الجوية الجيدة.

ووصل 785 مهاجراً إلى بريطانيا بشكل غير قانوني الاثنين بعد رقم قياسي بلغ 828 في يوم واحد في أغسطس، ليبلغ عددهم أكثر من 13 ألف لاجئ منذ بداية العام.

ورفض دارمانان في رسالته الاقتراح البريطاني بإنشاء "مركز قيادة مشترك واحد للقوات الفرنسية والبريطانية"، معتبراً ذلك "مخالفاً للسيادة الفرنسية وغير ضروري لأن التنسيق على الأرض جيد وفعال أصلاً".

وشدد على أن الزيادة في عدد المهاجرين الذين يحطون في بريطانيا تفسر بشكل رئيسي باستخدام المهربين قوارب سعتها كبيرة.

back to top