شوشرة: متنفس
عبر أثير وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة تجد الصالح والطالح من المغردين أو المشاركين في بعض المساحات والبثوث، ولكن بعيداً عن الذباب الإلكتروني والمساحات الفارغة فكرياً وعقلياً والتي تحولت إلى أشبه بعروض رخيصة بسبب الحوارات الهابطة وغير الهادفة، فإنني سأتطرق للإيجابية منها سواء في البث الخاص في "إنستغرام" أو "تويتر" أو "كلوب هاوس" والتي تركز على جملة من القضايا التي نعيشها في واقعنا اليومي، وتلازمنا في حياتنا بمجملها، خصوصاً أنها تستعرض المشكلات التي تعترض المجتمعات سواء على الصعيد المحلي أو الخليجي أو العربي. ومن خلال مشاركة بعض المختصين فإنها تحولت إلى ورش عمل أو دورات تدريبية يستفيد منها المشارك في تنمية وتطوير قدراته، وإيجاد وسائل معينة لوضع حلول، وحتى إن كانت بسيطة فإنها ذات قيمة في طرقها العلاجية لتفادي ما نواجهه من مشكلات مزمنة في حياتنا الاجتماعية أو العملية.وما لفت انتباهي هو مساعدتها في تشجيع المشاركين في فتح الآفاق أمامهم للحديث والتعبير وتسليط الضوء على بعض الوقائع التي قد تغيب عن الحكومات رغم خطورتها، كما أن هذه المشاركات انعكست إيجابيتها في التصدي لبعض المفاهيم السلبية والأفكار الطائشة والفتور في سرعة اتخاذ القرار أمام بعض القضايا التي تتطلب حلولا سريعة، وإعادة بناء شخصية بعض الذين يعانون الاضطرابات النفسية ومنها الخوف في مواجهة الجمهور.
وأصبحت منبراً حراً للمختصين لمنافشة بعض القضايا الدخيلة على مجتمعاتنا لنشر الوعي والتوجيه نحو الصواب في إصلاح تراكمات الماضي في ظل الجهل في الوصول الى أصحاب الاختصاص بسبب ظروف من يعتبرونها خارج المألوف أو من باب العيب، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق باستشارات نفسية واجتماعية، ولكن خلف شاشات التلفون أصبح هناك من يتحدث بأريحية ويسرد معاناته ويطلب مساعدته دون خوف أو إحراج، فضلا عن أنها تقدم مجانا وبالتالي من لا يملك المال لزيارة المختصين في عياداتهم الخاصة أصبح يتلقى العلاج وهو في منزله دون أي عناء. الأمر الأجمل أن هذه البثوث والمساحات أدت دورا كبيرا في القضاء على التجمعات غير المفيدة سواء في الدواوين وغيرها والتي تشهد أسوأ جلد للآخرين.وإن الدفع في دعم هذه البثوث والمساحات المفيدة أمر مستحق كونها تساعد الكثرين في تجاوز الصعاب وإعادة ثقتهم بأنفسهم، بدلا من الالتفات لبعض المواقع المسمومة التي تلوث العقول وتستهدفها، والتي تسعى إلى تشتيت القيم والمبادئ، فضلا عن مساعي البعض لجذب بعض الشباب وإدخالهم في مستنقعات خبيثة، لا سيما أنها تحولت أيضاً إلى منابر لتصفية الحسابات وتبادل الاتهامات والقذف والتشويه.