كما أن هناك بالتأكيد من يفتقدون وجود مسلم البراك على الساحة السياسية فهناك في المقابل المستفيدون من غيابه ولا يريدون عودته، ولا نعني هنا خصومه المكشوفين ممن لا يخفون عداوتهم أو اختلافهم معه، فوجود أمثال هؤلاء من طبيعة العمل السياسي، إنما الخطر يكمن فيمَنْ يظهرون عكس ما يبطنون ويدعون خلاف ما يتمنون.عودة مسلم البراك للكويت مزعجة للكثيرين من عدة نواحٍ وكل حسب موقعه واتجاهه، فهو قد دفع الفاتورة كاملة عن الجميع أكثر من مرة، ولم يتراجع أو يرتخِ بغض النظر عن صوابية الموقف أو القضية من الأساس، وهذا ما يحرج المتخاذلين والانتهازيين ممن احتموا خلفه حتى نسوه في إسطنبول، كما أنه نقابي مخضرم خريج بيت سياسي عريق ويعرف أصول اللعبة وأدواتها، يعرف متى يهادن ومتى يرفع السقف، متى تُعقد الصفقات ومتى تقلب الطاولات، وقد نجح في ذلك لسنوات، وإن خانته الحسابات أحياناً، وهذا ما يفتقده المستجدون ممن يظنون أنهم يسيرون على خطاه وتؤذيهم عودته بنفس الوقت، فهو رأس وعودته سوف تعيد الكثير من الرؤوس الفارغة إلى حجمها الطبيعي وربما إلى منازلهم، فمن يقلدون أسلوب مسلم البراك في الخطابة والصراخ ورفع الشعارت أو حتى طريقته في توجيه الاتهامات الجزافية في كل الاتجاهات سوف تخبو نارهم في حال عود الأصل إلى الساحة.
مسلم البراك ضحية لثلاثة أمور مجتمعة إحداها تكفي لإنهاء مسيرة مَنْ هو أضعف منه: استغلال الإسلاميين والانتهازيين، تخاذل وضعف الليبراليين واليساريين، ثقته الزائدة بنفسه وأصدقائه، وإذا ما انكسر هذا الثالوث بشكل أو بآخر، حينها أظن سوف يعود مسلم البراك إلى أرض الوطن مرفوع الهامة وأقوى مما كان، لكن حتى هذه اللحظة ما يبونك ترجع، ولا يغرك الصوت العالي مهما علا، وأنت أبخص.
أخر كلام
نقطة: ما يبونك ترجع...
10-09-2021