اللاجئون الأفغان‎‎

بعد سقوط أفغانستان بيد حركة طالبان فر الكثير من الأفغان من رجال ونساء وأطفال إلى خارج بلادهم خوفا من المجهول الذي ينتظرهم، فقد مرت على الأفغان أنظمة حكم عديدة، فأفغانستان كانت تحت الحكم الملكي وبعدها تحولت إلى جمهورية يسارية مدعومة من الاتحاد السوفياتي سابقاً الذي غزاها، ثم سيطرت حركة طالبان على مقاليد الحكم بعد طرد الاتحاد السوفياتي منها، ثم دخلت القوات الأميركية التي دعمت حكومة مدنية طويلاً، والآن جاء الانسحاب الأميركي لتعود مرة أخرى طالبان إلى حكم أفغانستان بعد سيطرتها على جميع الأراضي الأفغانية.

لا شك أن جموع الأفغان الفارين من بلادهم لا يريدون أن تتكرر المأساة التي حدثت لهم في السابق، ويريدون أن يعيشوا في مكان آمن، خصوصاً بعد المناظر المرعبة في مطار كابول العاصمة، حين شاهدنا الأفغان يتشبثون بأجنحة الطائرات وهم يركضون على المدرج لعل فرصة للهرب إلى الخارج تكون من نصيبهم.

هؤلاء النازحون إلى بعض الدول الغربية وغيرها سيكون لهم فرصة للعيش أفضل من الذين نزحوا إلى الدول المجاورة التي لا تستطيع توفير العيش الكريم لهم، لأن إمكانات تلك الدول لا تسمح باستضافة الأعداد الكبيرة من اللاجئين، وهؤلاء في حاجة إلى المساعدة من الدول الأخرى، ونحن في الكويت ودول الخليج عُرفنا بمساعدة المحتاجين.

وبما أن الكويت بلد الخير والمساعدات الإنسانية، ولديها جمعيات خيرية كثيرة إلى جانب الهلال الأحمر الكويتي قدمت وما زالت تقدم المساعدات وبدعم حكومي وشعبي، فكان لزاما علينا أن نقدم يد المساعدة لهم، وبما أن الشتاء قادم فإنهم، إلى جانب حاجتهم للمأكل والمشرب والرعاية الطبية، في حاجة إلى سقف يعيشون تحته، مثل المساكن المتنقلة أو الخيام بالإضافة إلى حاجتهم إلى الملبس والرعاية الصحية وغيرها من متطلبات، لأنهم تركوا حاجياتهم لينجوا بأنفسهم، لا سيما أن الشتاء على الأبواب، فأرجو أن نبادر سريعا لإنقاذ اللاجئين الأفغان خارج أفغانستان، وإذا كان هناك حاجة لإرسال متطوعين فإنني أول المتطوعين بإذن الله.

الدبلوماسيون الكويتيون

في السابق تحدثت عن الدبلوماسيين الكويتيين وضرورة الاهتمام بهم وتشجيعهم، لما يقومون به من دور مشرف لرفع اسم الكويت عالياً بين الأمم سواء في المحافل الدولية أو ضمن العلاقات الكويتية مع الدول الأخرى.

في الأيام الماضية كان هناك حراك دبلوماسي كويتي نشط في الاجتماعات الدولية أو في الزيارات الثنائية للدول الشقيقة والصديقة، وتفاءلنا خيراً بترقية عدد من الدبلوماسيين من الجنسين إلى درجات أعلى في السلم الوظيفي، فتهنئة خالصة لأبناء الكويت، كما أن الدبلوماسيين الجدد الذين تخرجت دفعة منهم يستحقون التهنئة، والذين نتوسم فيهم الخير لمواصلة المسيرة الدبلوماسية التي بدأت منذ ستين عاما حتى يومنا هذا.

وإن التغيير في المناصب الدبلوماسية سنّة حميدة تعمل بها الكثير من دول العالم لتجديد الدماء وإعطاء الفرص للإبداع، وأتمنى التوفيق والنجاح لمساعدي وزير الخارجية ونوابهم، كما أن المعهد الدبلوماسي الكويتي (معهد سعود الصباح الدبلوماسي الكويتي) طاله التغيير بتعيين الأخ السفير ناصر الصبيح مديراً للمعهد خلفاً للأخ السفير عبدالعزيز الشارخ، فالتهنئة الخالصة إلى الأخ ناصر، وأتمنى له أن يجعل المعهد الدبلوماسي في مصاف المعاهد المتميزة.

وتحية تقدير واعتزاز لكل من خدم بإخلاص في وزارة الخارجية من رجال ونساء ورفع اسم الكويت ومثّلها خير تمثيل خلال الفترة من 1961 حتى عامنا الحالي 2021 ، والرحمة والمغفرة من الله للذين انتقلوا إلى الرفيق الأعلى، والصحة السلامة وطول العمر للأحياء منهم، وتبقى الدبلوماسية الكويتية متميزة برجالها ونسائها.

● محمد أحمد المجرن الرومي