حلّت، أمس، الذكرى الـ20 للهجمات الدامية التي شهدتها الولايات المتحدة في 11 سبتمبر 2001، بالتزامن مع إتمام انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان بشكل نهائي قبل أيام، وعودة حركة طالبان إلى الحكم، وإعلان الرئيس جو بايدن أن بلاده أنهت عصر التدخلات العسكرية في الخارج.وأقامت الإدارة الأميركية نصباً مائياً بـ "غراوند زيرو" في نيويورك، وهو موقع انهيار برجي مركز التجارة العالمي، وقرأ أقارب ضحايا الهجوم بصوت مرتفع أسماء نحو 3000 شخص قتلوا في الاعتداء، في مراسم استمرت لـ4 ساعات.
وتضمّنت المراسم وقوف الحضور مدة 6 دقائق صمت، وهو ما يعادل المدة نفسها التي استغرقها ضرب البرجين وانهيارهما ولحظات تعرّض مقرّ وزارة الدفاع (البنتاغون) للهجوم وتحطّم الرحلة رقم 93.ورأت مونيكا إكين مورفي، التي فقدت زوجها مايكل إكين (37 عاما) في مركز التجارة العالمي، أن ذكرى هذا العام كانت "أكثر صعوبة" من العادة بالنسبة للعديد من الأميركيين، مشيرة إلى أنه بالنسبة لها، فإن حدة الألم لم تخفّ رغم مرور عقدين، ومؤكدة شعورها بأن "الاعتداء وقع للتو".من جانبه، قال فرانك سيلر، الذي توفي شقيقه الإطفائي ستيفن في مركز التجارة العالمي، "إنه أشبه ببيرل هاربر"، وتابع: "الأشخاص الذين لم يكونوا على قيد الحياة لا يحملون المشاعر ذاتها التي يحملها أولئك الذين عايشوها. لكنّ أميركا لم تنس قط بيرل هاربر ولن تنسى 11 سبتمبر".وكانت "غراوند زيرو" قد شهدت مقتل 2753 شخصا من دول عدة في الانفجارات الأولى في 11 سبتمبر 2001، عندما قفزوا من النوافذ أو فقدوا لدى اندلاع النيران في البرجين المنهارين، وامتدت الهجمات إلى مقر "البنتاغون"، حيث اصطدمت طائرة مخطوفة بالمبنى محدثةً فجوة اشتعلت فيها النيران، مما أسفر عن مقتل 184 شخصا في الطائرة وعلى الأرض.كما شهدت شانكسفيل في ولاية بنسلفانيا، تحطّم طائرة الخطوط الجوية المتحدة "يونايتد" الرحلة رقم 93 في حقل، عندما قاوم ركّابها الخاطفين، قبل بلوغ هدفها الذي كان على الأرجح مقر "الكابيتول" في واشنطن.وتم إحياء الذكرى في كل من المواقع الثلاثة التي صدم فيها 19 خاطفا من تنظيم القاعدة طائرات ركاب أميركية، بنايات في مواقع حساسة بالولايات المتحدة، مما أسفر عن سقوط نحو 3 آلاف قتيل.
بايدن
وأفاد البيت الأبيض بأن الرئيس جو بايدن وزوجته السيدة الأولى جيل توقّفا عند كل موقع من هذه المواقع، أمس، من أجل "تكريم وإحياء ذكرى الأرواح التي أزهقت".وكان بايدن قد ظهر عشية إحياء ذكرى الهجمات، ليحضّ الأميركيين على "الوحدة الوطنية" التي وصفها بأنها "أعظم نقطة قوة لدينا". وأضاف في تسجيل مصوّر من البيت الأبيض مدّته 6 دقائق أن "الوحدة لا تعني أن معتقداتنا متطابقة، لكن يجب أن يكون لدينا احترام وثقة ببعضنا البعض وبهذه الأمة".وقال: "بالنسبة لي، الدرس الرئيسي من هجمات 11 سبتمبر هو أننا وفي أشد المواقف، وسط الشد والجذب، والمعركة من أجل روح أميركا، فإنّ الوحدة هي أعظم قوة لدينا".وأقر الرئيس الأميركي أيضا بـ "القوى المظلمة في الطبيعة البشرية، الخوف والغضب والاستياء والعنف ضد الأميركيين المسلمين، وهم أتباع مخلصون لدين مسالم"، مشيرا إلى أن "تلك القوى أثّرت على الوحدة الأميركية، لكن لم تكسرها".وأشاد بايدن بقتلى الهجمات وآلاف المصابين وكذلك أعضاء فرق الإطفاء وأطقم التمريض وغيرهم ممن خاطروا بأرواحهم أو فقدوا حياتهم خلال مهمات الإنقاذ التي تلت الهجمات وإجراءات التعافي.وخطط الرئيس ليكون هذا اليوم مفصليا في ولايته الرئاسية التي بدأت منذ نحو 8 أشهر.لكنّه بدلا من الإشراف على لحظات تعكس الوحدة، سافر بايدن في أنحاء بلد يشعر بالامتعاض حيال عملية الإجلاء من كابول التي اتسمت بالفوضوية، وقتل خلالها 13 جنديا أميركيا بتفجير انتحاري، وسط إدراك واسع بالفشل والهزيمة التي لحقت بالولايات المتحدة.بلينكن
من ناحيته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كلمة خلال حفل لتكريم ضحايا الهجمات، إن هجمات 11 سبتمبر، كانت إحدى "أحلك الصفحات في تاريخ الولايات المتحدة، وتسببت في تغيير سياستنا الخارجية"، لافتاً إلى مقتل أكثر من ألفي أميركي في أفغانستان.وتابع: "رغم الأزمات، اخترنا الدبلوماسية لجعل العالم أكثر أمناً"، مؤكداً أن "ما يوحّدنا هو الحرص على جعل حياة الأميركيين أكثر أمناً وازدهاراً".واستغل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذكرى لانتقاد إدارة بايدن في رسالة بالفيديو أمس، لـ «انعدام كفاءتها»، على خلفية الانسحاب من أفغانستان.وقال ترامب في رسالته: «هذا يوم حزين للغاية»، مضيفا «إنه وقت حزين أيضا للطريقة التي انتهت بها حربنا على من تسببوا في مثل هذا الأذى لبلدنا الأسبوع الماضي».وتابع «زعيم بلادنا بدأ كأنه أحمق، ولا يمكن السماح بحدوث ذلك»، عازيا ذلك إلى «سوء التخطيط والضعف الهائل والقادة الذين لم يفهموا حقا ما كان يحدث».وأعرب عن أسفه لمقتل 13 عسكريا أميركيا في تفجير انتحاري في كابول الشهر الماضي خلال عملية الإجلاء من أفغانستان، واستيلاء «طالبان» على معدات عسكرية أميركية بمليارات الدولارات «بدون إطلاق رصاصة».وأوضح «استسلم جو بايدن وإدارته غير الكفؤة بهزيمة»، مؤكدا «سنناضل من أجل التعافي من الإحراج الذي تسبب فيه انعدام الكفاءة».رومانوسكي: حدث غيّر مجرى التاريخ إلى الأبد
أحيت السفيرة الأميركية لدى الكويت ألينا رومانوسكي، أمس، الذكرى العشرين لاعتداءات 11 سبتمبر الإرهابية بزيارتها احدى القواعد العسكرية الأميركية في الكويت.وكتبت السفيرة تغريدة في "تويتر": "يصادف اليوم ذكرى مرور 20 عاماً على هجمات 11 سبتمبر، الحدث الذي غير مجرى التاريخ إلى الأبد". وأضافت: "في هذا السياق، شاركت منذ الصباح، أنا وزملائي من جيش الولايات المتحدة المركزي بتكريم نحو 3000 شخص ممن فقدناهم في ذلك اليوم المشؤوم".