قالت الفنانة التشكيلية هدى كريمي إنها من خلال أعمالها بالفن التشكيلي تحب أن تسلط الضوء على كل ما هو مميز ومستجد على الساحة، سواء أكان يخص موقفاً معيناً أم قضية راهنة اجتماعية كانت أم سياسية.

وأشارت كريمي، في تصريح خاص لـ"الجريدة" إلى أن قضايا المرأة تشغل حيزاً من أعمالها، إضافة إلى شغفها برسم الطبيعة، إذ إنها تعكس روعة الخالق عز وجل. وعلقت قائلة "الفن في نهاية المطاف رسالة وتعبير وسلاح ذو حدين يخدم الفنان والموقف على حد سواء".

Ad

أما بخصوص المدرسة الفنية التي تتبعها فأفادت: "كما هو متعارف عليه أن المدارس الفنية متنوعة منها الواقعية، السريالية، والتجريدية، والتأثيرية وغيرها، إلا أن الفن الحديث يعتبر مزيجاً من جميع هذه المدارس، فقد تجد عملاً أقرب إلى الواقعية يتبع بعض الأساليب المتبعة في المدارس الأخرى، وأخيراً الفن هو فن تشكيلي إبداعي ليس حكراً على نمط أو مدرسة أو اتجاه معين، إنما هو خليط من أساليب وتقنيات مختلفة ممزوج بإحساس الفنان وفكرته".

وأكدت أهمية التخطيط المسبق للعمل الفني، وعلقت قائلة "في مراحل الفكرة الأولية، يفضل عمل تخطيط مسبق لها لدراسة التكوين والخامة اللونية المراد استخدامها، حجم العمل، والهدف منه، فأحيانا أقوم بعمل سكتش خاص خارجي لرؤية أبعاد العمل، وأحيانا أجمع الأفكار المراد تنفيذها في مخيلتي، ومن ثم الاستعداد لتنفيذها وتوفير المواد المراد استخدامها".

وأوضحت أنها تأثرت بالعديد من الفنانين، ومنهم على الجانب المحلي الفنان الراحل أيوب حسين، حيث إن والدها كان يتبع نفس أسلوب الفنان الراحل منذ الصغر، لعشقه للتراث الكويتي، فضلا عن رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الفنان عبدالرسول سلمان، حيث كان له دور كبير في غرس الجرأة في نفسها في تنفيذ بعض التقنيات وتطوير بعض الأساليب التي تستخدمها، إذ إنه دائما ما يسدي النصح لجميع الفنانين من خلال خبرته وتاريخه الفني العريق، إضافة إلى بعض الفنانين الأفاضل أمثال: عبدالعزيز آرتي، وعبد الرضا باقر، ومحمود القطان، الذين استفادت من خبراتهم الكثير خلال التحاقها بالدورات التدريبية معهم. أما على الجانب العالمي فهي مطلعة على أعمال الفنانين العالميين مثل فينسنت فان خوخ، وبيكاسو وغيرهم فمن خلال فنهم تعلمت الكثير عن فلسفة الألوان، وتداخلها وكيفية مزجها، وكيفية صياغة حكاية جميلة عن طريق اللون والخامات المختلفة المستخدمة، موضحة أنها دائمة الاطلاع على الكتب والفيديوهات التوضيحية والتعليمية، وكل ما يتعلق بشتى أنواع الفنون على مواقع التواصل الاجتماعي.

من ناحية أخرى، قالت كريمي إنها أحبت الفنون كثيراً منذ الصغر بمختلف أنواعها، خصوصا اليدوية كالرسم والخط العربي والحياكة والكتابة، لاسيما أنها تنحدر من عائلة فنية، فوالدتها معلمة تربية فنية، أما والدها فخطاط وفنان هاو، وكانت منذ الصغر تنثقف بصريا على مختلف الفنون المتداولة في المنزل، ومن ثم بدأت مرحلة التطبيق وخوض غمار الفن الجميل.

وفي أواخر العقد الماضي ركزت على الفن بشكل أكثر جدية، محاولة تطوير ذاتها عن طريق مشاركتها بالدورات التدريبية الفنية المتخصصة، وانضمامها إلى بعض اللجان والجمعيات الفنية، ومشاركتها في المحافل والمعارض الفنية على المستويين المحلي والدولي.

وأضافت كريمي أنها حصلت على إجازة مدرب معتمد في الفنون والحرف، والتي من خلالها أقامت بعض الدورات الفنية المختلفة.

وعن مشاريعها المستقبلية أفادت بأنها بصدد المشاركة في معارض محلية قادمة تابعة للجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وتلك الأخيرة تعتبر منارة الفن ومقر كل فنان كويتي يملك من الفن إحساساً وإبداعاً، وغيرها من المعارض التي سيتم إعلانها لاحقا. إضافة إلى المعارض الدولية الأخرى، ومنها معرض سيقام في بيروت قريباً بمشاركة نخبة من الفنانين العرب.