بن عبدالرحمن يلتقي رئيس حكومة «طالبان»
اجتماع استخباري لدول جوار أفغانستان... والشرطة تعود إلى مطار كابول
في أول لقاء معلن مع مسؤول عربي منذ تعيينه رئيساً لحكومة «طالبان» المؤقتة، التي تتولى إدارة البلاد، التقى الملا محمد حسن اخوند، أمس، وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن، في كابول، حسب ما أعلنت قناة «الجزيرة».وفي أحدث مسعى من باكستان، التي استضافت على مدى الأيام القليلة الماضية اجتماعات لوزراء خارجية الدول الست المجاورة لأفغانستان واجتماعات لمبعوثيها الخاصين، لتطوير استراتيجية إقليمية مشتركة، حول التعامل مع التحديات، الناجمة عن الأحداث التي تتكشف في جارتها، استضافت باكستان مجدّداً، أمس الأول، اجتماعا لرؤساء هيئات استخبارات بعض دول الجوار ودول أخرى بالمنطقة، وتناول الوضع في الدولة التي دمرتها الحرب، منذ سقوط نظام الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني.وحضر الاجتماع رؤساء هيئات الاستخبارات لكل من روسيا والصين وإيران وبعض دول آسيا الوسطى.
وأوضح مصدر أمني باكستاني رفيع المستوى، أمس، أن «استضافة باكستان للاجتماع يعكس صدقنا في تحقيق السلام بالمنطقة وأفغانستان».في غضون ذلك، هبطت 4 طائرات تابعة للأمم المتحدة في مطار كابول تقل فرقاً أممية غادرت الشهر الماضي.يشار إلى أن هذه الرحلة هي الأولى لهيئة دولية تعمل في المجال الإنساني تصل إلى مطار كابول، بعد إعلان قطر جاهزية المطار لاستقبال الرحلات الدولية.وقدمت الطائرات التابعة لبرنامج الغذاء العالمي الأممي، من إسلام آباد، واتجهت واحدة إلى قندهار وأخرى إلى مزار الشريف محمّلة بالمساعدات الإنسانية.وأوضح مسؤول في برنامج الغذاء العالمي أن نحو 15 مليون أفغاني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.وفي السياق، عادت الشرطة الأفغانية إلى الانتشار عند نقاط التفتيش في محيط المطار، إلى جانب قوات تابعة لـ«طالبان»، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة الحركة الإسلامية على البلاد.وكانت الشرطة انسحبت من مواقعها خوفا من ردة فعل الحركة عندما اجتاحت كابول الشهر الماضي وأطاحت الحكومة.وتقول «طالبان» إنّها منحت عفوا عاما لكل من عمل في الحكومة السابقة، بما في ذلك الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى.ويشير مسؤولون في «طالبان» إلى أنهم يريدون دمج القوى الأخرى، لكنهم لم يوضحوا كيف سيحدث ذلك أو كيف سيتعاملون مع جهاز أمني قوامه نحو 600 ألف عنصر.
الفصل بين الجنسين
من ناحية أخرى، أعلن وزير التعليم العالي في حركة «طالبان» الشيخ عبدالباقي حقاني، في مؤتمر صحافي أمس، السماح بالفصل بين الجنسين في الجامعات.وقال حقاني: «الاختلاط بين الجنسين في المؤسسات التعليمية يتعارض مع مبادئ الاسلام، كما أنه يتعارض مع قيم الدولة وضد أعراف وتقاليد الأفغان».وأضاف أنه في حال كان لدى الجامعات الامكانيات، فإنه يجب فصل الحرم الجامعي، وإذا لم يكن هذا ممكنا، يجب أن تحدد الجامعات أوقات دراسة بديلة أو ضمان الفصل بين الذكور والاناث في قاعات الدراسة.وأشار إلى أن الحركة «تريد تعيين مدرسات للطالبات، ولكن إذا كان ذلك غير ممكن فسيسمح للرجال بالتدريس للطالبات، طالما كانت الفصول تلتزم بقواعد الشريعة، كما سيكون لزاما ارتداء زي موحد جديد».نقل طيارين
من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الولايات المتحدة وأوزبكستان توصلتا إلى اتفاق لنقل مجموعة من طياري القوات الجوية الأفغانية وأقاربهم في نهاية هذا الأسبوع، إلى قاعدة العُديد العسكرية الأميركية في قطر، حيث ستجري الاستعدادات لتسفيرهم إلى مكان آخر، من دون أن تتضح وجهتهم النهائية.وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الأوزبكية تعرضت لضغوط شديدة من «طالبان» في أفغانستان، لتسليم الطيارين الذين لجؤوا إلى أوزبكستان على متن طائرات ومروحيات تابعة لسلاح الجو الأفغاني، بعد استيلاء الحركة على السلطة في البلاد منتصف الشهر الماضي.ويصل مجموع الطيارين الأفغان وذويهم الهاربين في أوزبكستان إلى 585 شخصاً. ويعتبر الطيارون من بين أكثر أفراد القوات الأفغانية المكروهين لدى «طالبان»، لدورهم في تنفيذ ضربات جوية ضد الحركة. ولا يزال مصير الطائرات الـ 46 التي هبطت في مطار «ترميز» بأوزبكستان قرب الحدود مع أفغانستان مجهولاً. وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، إن الحركة تكذب وإن بلاده لن تقيم أي علاقات مع حكومتها المعلنة أخيرا.وأوضح لو دريان: «قالوا إنهم سيسمحون لبعض الأجانب والأفغان بالرحيل بحرية، وتحدثوا عن حكومة شاملة وممثلة (لكافة الأطياف) لكنهم يكذبون».وأضاف: «ترفض فرنسا الاعتراف أو إقامة أي شكل من العلاقات مع هذه الحكومة. نريد أفعالا من طالبان وسيحتاجون إلى متنفس اقتصادي وعلاقات دولية. الأمر متروك لهم».