بينما أكد طبيب الصحة الوقائية في وزارة الصحة، د. عبدالله بهبهاني، أنه لا مناص من إعطاء جرعة تعزيزية ثالثة لمن يعاني نقص المناعة، وللذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة كمرضى زراعة الأعضاء، ذكر أن الاتجاه قد يسير نحو تعميم الجرعة التنشيطية الثالثة، في حال توافر كميات كبيرة من اللقاحات تكفي لتغطية الاحتياجات العالمية.

وقال بهبهاني، في تصريح لـ "الجريدة"، إن البيانات الأولية من تجربة "أوكتاف" Octave trial بقيادة جامعة غلاسكو وتنسيق جامعة برمنغهام، وهي من أكبر الدراسات في العالم حتى الآن عن المرضى الذين يعانون نقص المناعة، أشارت إلى أن 40 في المئة من المرضى الخاضعين للدراسة أظهروا استجابة مناعية مصلية منخفضة بعد أخذ جرعتين من اللقاح، وأن 11 بالمئة من المرضى يفشلون في إنتاج أي أجسام مضادة بعد 4 أسابيع من تلقي الجرعة الثانية، مما يجعل الجرعة الثالثة أمراً ضروريا لهذه الفئة على وجه الخصوص.

Ad

وذكر أنه من المتوقع أن يستفيد هؤلاء من الجرعة المنشطة، حيث إن الدراسة بينت أن هناك زيادة في الاستجابة المناعية من الجرعة الأولى إلى الثانية.

وأشار إلى أن هناك دراسة جديدة باسم Octave Due تم إطلاقها لدراسة فعالية الجرعة المعززة للفئة التي كانت فعالية الجرعتين منخفضة نسبيا.

وأكد أن الفئات الأكثر حاجة للجرعة الثالثة هم المرضى الذين يكونون مستويات منخفضة من الأجسام المضادة، وهم مرضى غسل الكلى والديال الدموي، ومرضى التهاب الأوعية الدموية، والمصابون بالتهاب المفاصل، وأمراض الكبد ومرضى سرطان الدم والأورام الصلبة، ومن خضعوا لعمليات زراعة نخاع العظام، ومن يتناولون مثبطات المناعة.

وفيما يتعلق بتعميم إعطاء الجرعة الثالثة التنشيطية لجميع المؤهلين، ذكر أن ذلك قد ينطوي على سلبية، وهي حرمان الدول الأكثر فقرا من الحصول على الجرعتين الأساسيتين، مما يجعلها مصدراً محتملا لتحورات مستقبلية قد تكون مقاومة للقاحات.

ونبّه بهبهاني إلى أن الأجسام المضادة قد لا تكون المعيار الوحيد لقياس الاستجابة المناعية، حيث إن المناعة الخلوية عن طريق الخلايا التائية قد تلعب دوراً مهما في بقاء مناعة الجسم لفترة قد تكون أطول نسبيا.

عادل سامي