اختار وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس توقيتاً دقيقاً وحساساً لكشف ما وصفه بمعلومات إسرائيلية مؤكدة عن قيام طهران بتدريب ميليشيات أجنبية على استخدام الطائرات المسيرة (درون) في قاعدة جوية قرب مدينة أصفهان.وأدلى غانتس بدلوه بعد ساعات قليلة من هجوم بـ «درون» مفخخة على مطار أربيل الدولي، وبالتزامن مع بدء رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي زيارة لإيران للقاء رئيسها إبراهيم رئيسي للمرة الأولى بعد تسلمه المنصب. وفي تصريحات، وصفها مكتبه بأنها كشفٌ جديدٌ، قال غانتس إن إيران تستخدم قاعدة «كاشان» الجوية شمالي أصفهان لتدريب «عناصر إرهابية من اليمن والعراق وسورية ولبنان على إطلاق المسيرات إيرانية الصنع»، مضيفاً خلال مؤتمر في جامعة ريتشمان قرب تل أبيب، أن إيران تحاول «نقل المعرفة التي من شأنها السماح بتصنيع طائرات مسيرة في قطاع غزة»، على الحدود الجنوبية لإسرائيل، قبل أن يقدم مكتبه ما قال إنها صور بالأقمار الصناعية لطائرات مسيرة على مدارج قاعدة كاشان.وفي حين لم تعلق السلطات الإيرانية رسمياً على الاتهام، ذكرت معلومات وصلت إلى «الجريدة» أن تل أبيب أخطأت بضعة كيلومترات في تقديراتها الاستخبارية، إذ كشف مصدر في «الحرس الثوري» أن قاعدة «كاشان» لا تستضيف أي تدريبات من هذا النوع وهي مكشوفة على الطريق السريع ولا يفصلها عنه سوى سياج من الأسلاك، موضحاً أن القاعدة التي تتلقى كوادر الجماعات الإقليمية المتحالفة مع إيران تدريبات فيها على كيفية استخدام وتجميع الطائرات التي يتم تهريبها مجزأة عبر الحدود، موجودة في وسط الصحراء بين أصفهان وقم على بعد كيلومترات من «كاشان».ومطلع أغسطس الماضي، خلص خبراء بالجيش الأميركي إلى أن انفجاراً وقع على متن الناقلة «ميرسر ستريت» بالقرب من فم خليج عمان كان ناتجاً عن اعتداء بـ «درون» مفخخة تم تصنيعها في إيران، في حين تضاربت أنباء عن انطلاق الطائرة المسيرة من مناطق سيطرة جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة في اليمن.
وفي وقت تتزايد التحذيرات الإقليمية والدولية من خطورة اعتداءات «الدرون»، التي تشنها الفصائل المرتبطة بمحور طهران، استهدف هجوم بـطائرتين مسيرتين، ليل السبت ــــ الأحد، مطار أربيل الدولي القريب من قنصلية الولايات المتحدة في شمال العراق، دون تسجيل خسائر في الأرواح أو المنشآت.وبالتزامن مع عقد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لقاء قمة مع الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي في طهران، نفت «كتائب سيد الشهداء» العراقية، التوصل إلى اتفاق مع حكومة بغداد لوقف الهجمات على القوات الأميركية، في وقت تحدثت منصات «محور إيران» عن استهداف مقر للاستخبارات الإسرائيلية في أربيل.