بعد الأصداء الجميلة التي لاقتها أغنية "أيها الليل" أكد المطرب عبدالهادي الحمادي أن الإقبال عليها كان كبيراً وبشكل غير متوقع، خصوصاً أن الأغنية "سنغل" وهي من القصائد المشهورة للشاعر التونسي أبي القاسم الشابي.وقال الحمادي في حواره مع "الجريدة" إن النمط الذي يقدمه من الأغاني "سيخلد على مر السنين، ولا علاقة له بهبّات أو صرعات هذه الأيام". وفيما يلي التفاصيل:
• حدثنا عن كلمات أغنية "أيها الليل"؟
- اللحن الذي قدمته فيها جديد وينسجم ما بين لحن الأوبرا ولحن الصوت وبين الموسيقى العربية الشرقية، والكلمات تطرح موضوع قضية صعبة، وتعبر عن البؤس، والمعاناة التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته، كالذي يعيش في الغربة، أو الأسير البعيد عن وطنه، أو المريض البعيد عن أسرته، وكثير من القضايا التي يتحدث عنها الليل الذي يسهر فيه الناس ويعانون ويتألمون في محيطه بوحدتهم وأحزانهم.• كيف كان الإقبال على الأغنية؟
- الإقبال كان كبيراً وبشكل غير متوقع مع هذا النوع والأسلوب من الغناء على مستوى الكلمة واللحن، وفي وقتنا الحالي، إذ إن الأغنية السريعة والخفيفة طاغية في السوق والمجال الفني، لكن قصيدة "أيها الليل" لاقت إعجاب الكثير من المستمعين والمتذوقين للفنون الطربية، وانهالت عليّ الكثير من الاتصالات وأسماء كبيرة من شخصيات فنية كويتية من موسيقيين ومؤلفين وملحنين أثنوا على العمل نفسه وعبروا عن تشجيعهم بشكل مستمر وبإعجاب.• هل ستكرر التجربة؟
- نعم سأكرر التجربة لأني أعشقها وتنفيذي لهذه الأغنية من باب قناعاتي الفنية وليس بسبب الهبّة أو توجه السوق الفني اليوم، لأن الأعمال التي أقدمها تستمر ولا تنتهي على مدار السنين. النمط الغنائي الذي أقدمه لا علاقة له بأغاني هبّات اليوم.• لحن "أيها الليل" أخذ منك وقتاً، أم وجدت سهولة في صياغته؟
- طريقة استخراج اللحن كان صعباً لأن فكرة الكلمات صعبة، وحتى أحول كلمات الأغنية في مخيلتي إلى لحن يليق فيها عدت وعدلت عليها.• هل هناك حفلات أو فعاليات ستشارك فيها قريباً؟
- بعد الخروج من أزمة كورونا إن شاء الله سيكون لي تعاون مع جهات إعلامية ووقتها سأكون بأتم الاستعداد.• ما العقبات التي قد تواجهك أثناء التلحين؟
- العقبات تختلف باختلاف الظروف التي نعيشها في الحياة، والإنسان لديه طاقة معينة ويحتاج إلى راحة بال وتركيز تام على تقديم كلمة مميزة وحلوة حتى يتم تلحينها، ويبقى التلحين إلهاماً ومزاجاً قد يفاجئنا في أي مكان وأي لحظة، وأحياناً تكون الأجواء مهيأة للتلحين وإن عكر مزاج هذه الأجواء ظرف ما هنا يتلاشى مزاج الإبداع في تقديم لحن جميل، وهذا جزء من أسرار التلحين.• برأيك كلمات أي أغنية تود تلحينها هل تشكل لك عنصراً أساسياً في الوصول إلى لحن جميل، أم أنك تعتمد فقط على مخيلتك في إبراز الكلمات عن طريق لحن مناسب لها؟
- لا أرتبط بكلمة أغنية معينة، والكلمة سواء كانت سلسة أم ثقيلة، وأحياناً تكون خاطرة كتبها شاب قد تعادل أشعاراً كبيرة بمعناها وعمقها، لأن الكلمات وقتها تكون صادرة من روح وفكر وقلب اللحظة التي يعيشها، بالتالي لا أخصص أو أحدد نوعاً من الشعر وأحب الشعر المفتوح عموماً سواء كان شعراً كويتياً أو مصرياً وغيره، فالكلمة الجميلة هي التي تستهويني وألحنها والكلمة تفرض نفسها على الملحن أو المطرب ووقتها يعرف كيف يتعامل معها بذكائه، ولا ننسى دور الموزع الكبير في صناعة الأغنية من خلال توزيعها على الآلات التي تشد المستمع.